تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



أحمد مصطفى يكتب | ‫أوليمبياد ريو 2016‬ تكشف عوراتنا الرياضية


على الرغم من فيروس زيكا، وإضراب رجال الشرطة، والتلوث، والتحديات التي تواجه أوليمبياد ريو دي جانيرو، المدينة البرازيلية التي تستضيف النسخة الـ 31 من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، إلا أن المدينة، برئاسة عمدتها، نجحت فى تحقيق الهدف ألا وهو أنها واحدة من أكثر الدورات الاولمبية بهجة في التاريخ، كما أعلن من قبل غالبية وسائل الإعلام المحايدة فى العالم.

على الرغم من وجود النشل، وكذلك زحام كبير جدا في ريو، إلا أن المشاهدين والجمهور الذين يتابعون ويلاحقون فرقهم الوطنية من كافة أنحاء العالم، يستمتعون بوقتهم هناك وأقروا بذلك عدة مرات "نحن نشعر بالسعادة في الحديقة الأولمبية، عندما نجتمع مع الأبطال الوطنيين، ونتحدث معهم وجها لوجه، ونحتفل سويا بفوزهم بالميداليات، وأيضا نحب وجودنا في البرازيل بلد سامبا والحرية، ونحن نشعر أننا نستطيع أن نفعل أى شيئ نريد دون إزعاج من أحد ونشعر بالأمان بشكل كبير".

ليس ذلك فحسب، ولكن أيضا حتى في الرياضات التي لا يوجد للبرازيل لديها سجل حافل مثل الجمباز والسباحة، وجدنا أن البرازيل لم تحقق ميداليات، ولكن حققت الآداء المشرف المتوافق مع المعايير الإحترافية الدولية الحصرية التى يتحصل عليها من الرياضيين المتنافسين الموجودين دائما بشكل خاص في الألعاب الأوليمبية.

أما فيما يتعلق بالعامل الاقتصادي الخاص بالأوليمبياد، ونحن نعلم أن دورة الالعاب الاوليمبية لا تقيم كمشروع صناعي أو تجاري، لأنها وفقا لتقديرات المؤسسات الاقتصادية العالمية، فإن التكلفة الإجمالية المتوقعة لأولمبياد ريو تبلغ حوالي 11 مليار $، ولكن تشير التقديرات إلى أن الإيرادات المتوقعة تصل إلى مبلغ 9 مليار $، مع الأخذ في الاعتبار أن الاقتصاد البرازيلي ينمو بوتيرة أسرع، والبرازيل هي واحدة من دول البريكس، والقضية الرئيسية هنا في كيفية استدامة الاستخدام المربح في المستقبل للمرافق والبنية التحتية في ريو بحيث تنعش اقتصاد ريو؟ وجعل السكان يحصلون على الربح من تلك المرافق في المستقبل، لأن الأرباح في معظمها في هذا الوقت الراهن ستعود للمستثمرين وليس للشعب، والذى يعانى جزء كبير منهم من البطالة والفقر، لأن عدد السكان كبير جدا.

لأنه كما جرى في كل من أوليمبياد سيدني واثينا، تعتبر مشكلة الاستخدام اللاحق للمرافق الأولمبية بمثابة كابوس بعد انتهاء دورة الالعاب الاولمبية، فعلى المحليات أن تخطط بشكل جيد لذلك وخصوصا قبل إنطلاق الأوليمبياد.

بعيدا عن هذه الجزئية الخلافية "الجانب الاقتصادي من دورة الالعاب الاولمبية"، إلا أن الأوليمبياد تعد متعة وترفيه لا يوصفا لرؤية لاعبين محترفين من 206 بلدا، يتنافسون معا مع تبنى شعار "اللعب النظيف – الأعلى والأسرع والأقوى"، تحت تسليط أضواء من وسائل الإعلام العالمية، عندما ينتظر أي بلد أبطاله الرياضيين ليسجلوا رقما قياسيا أوليمبيا أو عالميا جديداً، أو الحصول على إحدى الميداليات الثلاث الأولى فى الترتيب، حيث سيرفرف علمه أعلى من أعلام 206 دولة أخرى، يا له من شرف !!

وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر الألعاب الرياضية حاليا واحدة من مقاييس تقدم وحضارة البلدان، لأنه في هذه الأوليمبياد بعض البلدان لم تحقق أي ميدالية من قبل، قد حققت حتى ميداليات ذهبية، مثل فريق فيجي في رياضة الرجبي، وكذلك حتى دول الشرق الأقضى الذين حققوا ميداليات في الألعاب الفردية، مثل الرماية الحية، والرماية بالنبال، وكذلك رفع الأثقال والملاكمة، لا نتحدث هنا عن الصين واليابان، لأنهما تنافسان بالفعل مع الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، وبريطانيا، وكندا، وألمانيا، وأستراليا، وفرنسا، ولكن نتحدث عن إيران، والبرازيل، وكوريا الشمالية، وماليزيا، وتايلاند، وفيتنام، حيث حلت محل بعض الدول العربية مثل مصر والجزائر والمغرب وتونس في الترتيب، والتي تعكس إلى أى مدى تكافح هذه البلدان للفوز بميداليات في الألعاب الأولمبية وتوفير الظروف المناسبة للأبطال للفوز، لأهمية الألعاب الاولمبية باعتبارها حدث يحدث فقط كل 4 سنوات، وأنه أعظم وأكبر من بطولات العالم، لأن الميداليات الأوليمبية تسجل في التاريخ.

الشيء السيئ الذي يمكن أن يحدث هو إحالة الخلافات السياسية إلى الألعاب الأولمبية أو الرياضة، لأن الألعاب الأولمبية هي الحدث المهم الذى يوحد العالم كله بغض النظر عن الدين، والعرق، والجنسية، والنوع، وبالتالي فقد تتدخل الرئيس الروسى بوتين بنفسه لوقف القرار الجائر الصادر عن " اللجنة الأولمبية الدولية" ممثلة في منع جميع الرياضيين الروس للمشاركة في ريو عام 2016، لبعض حوادث تعاطى المنشطات الفردية، في حين مارس بوتين ضغوطاً متمثلة فى وسائل الإعلام الدولية والمؤتمرات التى حضرها للتأكيد على هذه النقطة، أن الرياضة لا يمكن أن يتم تسييسها على أية حال، وأن ذلك يعد جزءاً من العقوبات التي تمارس من غالبية الغرب على روسيا، وقبلت اللجنة الأولمبية الدولية مشاركة الرياضيين الروس بشرط استبعاد لاعبي ألعاب القوى، وكذلك أصرت اللجنة الاولمبية الدولية على أخذ عينات الدم اليومية من الرياضيين الروس المشاركين لتحليل المنشطات كإجراء هجومي جدا، فضلا عن أنها أصرت على منع الرياضيين متحدى الإعاقة الروس المؤهلين من المشاركة في دورة الالعاب الاولمبية المخصصة للمعاقين.

وعلى الرغم من ذلك، حققت روسيا حتى الآن ما لا يقل عن 20 ميدالية، ولم يمتثل رياضيوها أبدا لمثل هذه الضغوط التي يمكن أن تجعلهم يفقدون تركيزهم أو أهدافهم، ولكن كما قلت أعلاه أن مستوى الرياضيين أصبح أعلى وأكثر تنافسية من ذي قبل، لأن الصين واليابان تحتلا الآن المرتبة الثانية والثالثة على الترتيب بعد الولايات المتحدة الأمريكية، في حين أن روسيا ليست بعد الآن رقم 1، كما كان من ذى قبل لعدة سنوات، في ألعاب مثل الجمباز والسباحة، لكن روسيا هي حالة كبيرة جدا في مجال الرياضة ويجب أن تدرس وتراجع جيدا من قبلنا كدول عربية.

على العكس من بعض الدول العربية بما في ذلك حتى بلدي مصر، عندما كان هناك نضال للرياضيين المصريين للمشاركة في ريو، وكانت الحالة الأولى للآنسة/ سارة أحمد، الرباعة المصرية، 18 عاما، التي فازت من يومين بالميدالية البرونزية، عندما كان لديها مشكلة قبل معسكر التدريب مع وزارة التعليم بشأن حضور امتحانات الثانوية العامة للقبول فى الجامعة، وكيف كان هناك غياب للتنسيق ما بين اللجنة الاولمبية المصرية، ووزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم، في وجهة نظري كل منهم مسؤولا عن التقصير، حيث أنه يجب أن تحل جميع مشاكل البطل الأوليمبي وخصوصا عندما تكون فقط المشكلة مشكلة إدارية، الأمر الذي سيجعلها تركز، وكان يمكنها جلب الميدالية الذهببية أو الفضية.

الحالة الثانية أيضا لحامل الميدالية البرونزية في ريو عام 2016، الرباع المصري السيد/ محمد إيهاب، 25 عاما، الذي جعلنا نبكى وفقا لإصراره على الفوز بميدالية، وبعد ذلك عندما تم إستضافته من قبل بعض القنوات الرياضية العربية، فأقر أنه قد عانى كثيراً مالياً لحضور أوليمياد ريو، وأنه قد إقترض المال من كل الناس من حوله لإعداد نفسه جيدا لدورة الألعاب الأولمبية ورفع اسم مصر عاليا، الأمر الذي جعلني أتساءل، أين هو دور اللجنة الأولمبية المصرية ووزارة الشباب والرياضة؟ أين هم البليونيرات المصريين، الذين يملكون وسائل الإعلام، وأصحاب العقارات الكبيرة، والمجموعات التجارية والصناعية الكبرى من هؤلاء الشباب الجادين؟ لماذا يجب علينا اللجوء إلى القوات المسلحة المصرية لرعاية الرياضيين لدينا، فى حين أنه ليس دورها؟ وبعد ذلك نطلب من القوات المسلحة البقاء بعيدا عن حياتنا المدنية.

القضية الثالثة هي قضية الرامي الكويتي السيد/ الديحانى، حامل الميدالية الذهبية في ريو عام 2016، لأنه وفقا لهذه المشكلة الإدارية الداخلية بين إتحاد الرماية الكويتي واللجنة الاوليمبية الكويتية، تم رفض إرسال أي رامى للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية ريو تحت علم الكويت، الأمر الذي جعل الديحانى يلجأ إلى اللجنة الأولمبية الدولية للمشاركة باللعب تحت علمها، بدلا من الكويت دولته، مثل اللاجئين، الذين شاركوا لأول مرة في دورة الالعاب الاولمبية تحت نفس العلم، واضعين في اعتبارنا أن الديحانى حصل على الميدالية البرونزية في الرماية في دورة الألعاب الأولمبية لندن 2012، وتلك الكارثة حرمت الكويت من وضع هذه الميدالية الذهبية فى حسابها لغباء الإدارة، حيث تؤول هذه الميدالية الآن إلى اللجنة الأولمبية الدولية.

الحالة الرابعة إستيراد الرياضيين المغتربين لللعب تحت علم بلد ما بمقابل وخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي، الأمر الذى لا نحترمه لأنه إذا كان مثل هذه المبالغ المدفوعة للمغتربين يتم استثمارها في زيادة القدرات الرياضية المحلية، فإنها ستدر الكثير من الأبطال الوطنيين في المستقبل على المدى البعيد، لأن هذه الحالة تذكرنا باستجلاب المرتزقة، لأنه لا يمكن إقناعنا أن المغتربين سوف يصبحوا مواطنيين أو وطنيين في يوم وليلة، وماذا إذا تعرضت مثل هذا الدول "مجلس التعاون الخليجي" إلى إعسار كبير أو حرب، هل سيبقى المغتربين أم سيغادرون؟!!!!

واقعا، كشفت أوليمبياد ريو عورات العرب الرياضية، لأنها أظهرت مدى تخلف العرب (وأنا أنتمي إليهم) في مجال الرياضة، ومدى أهمالنا شبابنا العربي، وكم لدينا من تخلف ونقص ثقافي وحضاري، و كم بددنا مواردنا في تدمير شبابنا لا تنميتهم ونشر الكراهية الدينية والطائفية، وكم هو عجز الخطط لدينا وأن خطة 2030 هي مجرد مزحة كبيرة، ولدينا شكوك في أن الجامعة العربية قد إلتقت حتى مرة واحدة لحل مشاكل الشباب، وأن صندوق الشباب العربي فارغ، وأين هى الإستراتيجية العربية الرياضية حتى لدورة الالعاب الاوليمبية فى طوكيو 2020؟ !!!!

في النهاية، نحن لا نريد إحباط الشباب العربي، ولكن يجب أن نتحرك علميا، مع وضع خطة رياضية جيدة الصنع مع استراتيجية قابلة للتطبيق لتنفيذ تلك الخطة مع جدول زمني محسوب جيدا، ووجود تنسيق بين الجهات المعنية مثل وزارة الشباب، ووزارة التربية والتعليم، واللجنة الأولمبية الوطنية لحل مشاكل الرياضيين، وبطبيعة الحال الكفالة المالية مهمة جدا للرياضيين، لأن معظم لاعبينا يعانون من الحاجة إلى الدعم المناسب، ومن ثم إما الحكومات، أو القوات المسلحة، أو رجال الأعمال أو الجامعات يتوجب عليها رعاية الرياضيين المؤهلين ماليا وفكريا، لأن الرياضيين يجب أن يعرضوا لبرامج ثقافية تحتوى على مهارات التقديم، والعلاقات العامة والمهارات اللغوية، حيث أنهم يمثلون بلداننا كسفراء وسط الآلاف من اللاعبين من جميع أنحاء العالم، وينبغي أن يكون سلوكهم راق، إلى أقصى حد ممكن، الأمر الذي يترك إنطباعات جيدة على الرياضيين من البلدان أخرى.

وأخيرا، دورة الالعاب الاولمبية هي فرصة حقيقية وجيدة بالنسبة لأي بلد مشارك، وتعتبر أيضا بمثابة حملة مجانية للعلاقات العامة الدولية، فهل نغتنم هذه الفرصة بطريقة مثالية؟ وإلا فإننا سوف نبكي على اللبن المسكوب كالمعتاد.

وسأقتبس حديث الرسول محمد عليه الصلاة والسلام "علموا أبنائكم السباحة والرماية وركوب الخيل" كلمات قيلت منذ ما قبل 1500 سنة، فهل نحن ملتزمون بما قال النبي؟ !!!

وهذا للعلم،،،،،
أحمد مصطفى: باحث اقتصاد سياسي – عضو كودسريا
تاريخ الإضافة: 2016-08-14 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1070
4      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات