القاهرة : الأمير كمال فرج.

ميتافيرس Metaverse هو عالم افتراضي يمزج بين جوانب التقنيات الرقمية بما في ذلك مؤتمرات الفيديو وألعاب مثل ماينكرافت Minecraft أو روبلوكس Roblox والعملات المشفرة والبريد الإلكتروني والواقع الافتراضي والوسائط الاجتماعية والبث المباشر.

كتب نيت لانكسون في تقرير نشرته مجلة Fortune إن "الطريقة التي ستتكيف بها هذه القطع معًا هي عمل مستمر ، لكن المستثمرين والمديرين التنفيذيين بما في ذلك الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرج مهتمون بالفعل بالإمكانيات التجارية للميتافيرس".

1. ما هو ميتافيرس؟

يصعب وصفه لأنه غير موجود بالفعل حتى الآن. قد يكون من الأسهل استيعاب المفهوم من خلال قول ما هو ليس كذلك: إنه ليس منتجًا واحدًا ، وليست لعبة، ولم يتم إنشاؤه بواسطة شركة واحدة. بدلاً من ذلك ، يشبه شبكة الويب العالمية ثلاثية الأبعاد ، حيث تكون أدوات الأعمال والمعلومات والاتصالات غامرة وقابلة للتشغيل المتبادل.

إنه بطريقة ما نسخة رقمية لكيفية عيشنا في العالم المادي. تمامًا كما يمكنك إنشاء مستند في Microsoft Word وإرساله عبر Gmail إلى زميل لقراءته على جهاز iPad ، يجب أن تكون العناصر الموجودة في ميتافيرس قادرة على التنقل عبر نظام بيئي للمنتجات المنافسة، مع الاحتفاظ بقيمتها ووظيفتها.

قطعة فنية افتراضية تم شراؤها على أنها "رمز غير قابل للاستبدال" من الشركة "أ" ، على سبيل المثال ، يجب عرضها على الجدار الرقمي للمنزل في لعبة من صنع الشركة "ب".

2. ماذا ستفعل هناك؟

اعمل والعب. على سبيل المثال ، تنشئ "جين" صورة رمزية ثلاثية الأبعاد داخل Facebook أو Microsoft Teams وتستخدمها في الاجتماعات الافتراضية. بعد العمل ، تحضر عرضًا موسيقيًا افتراضيًا مع الأصدقاء وتظهر صورهم الرمزية بين مئات الرؤوس الصغيرة في الجمهور.

تنتهي الموسيقى وتقول الفرقة "لا تنس شراء تي شيرت!" تتصفح جين التصميمات في كشك افتراضي تمامًا كما تفعل في Amazon أو Asos أو Taobao اليوم ، وتدفع مقابل أحدها بعملة مشفرة وترتديها في الاجتماع الافتراضي في اليوم التالي.

يطلب أحد الزملاء استعاة التي شيرت لابنته لاستخدامه في ذلك المساء داخل لعبة Roblox ، وقد أقرضته له بسهولة. يتضمن هذا السيناريو البسيط أدوات اتصال الشركة، وتدفق الأحداث المباشرة ، والتجارة الإلكترونية، ومشاركة شيء ذي قيمة. لكنها تعمل فقط إذا قام كل مزود ببناء نظامه بطريقة تجعل الأصول مثل الصور الرمزية والقمصان متوافقة وقابلة للتحويل.

3. من في اللعبة؟

يرى مارك زوكربيرج ، على سبيل المثال ، وعدًا كبيرًا في ميتافيرس، وهو عامل وراء استثمار شركته في منتجات مثل سماعة الواقع الافتراضي Oculus. تريد شركة Nvidia Corp لتصنيع شرائح الرسوميات الحاسوبية أن تعمل منصة Omniverse الخاصة بها على تشغيل بعض الأطر الأساسية ، كما تفعل شركة Unity Software المتخصصة في صناعة البرمجيات.

مطورو ألعاب الفيديو مثل Roblox Corp. والمنتجين بما في ذلك Epic Games Inc. و Microsoft Corp. جميعهم يريدون قطعة من الكعكة. Roblox موجودة أيضًا في الصين من خلال مشروع مشترك مع Tencent Holdings Ltd، التي أطلقت منصة موازية تتبع القواعد التي وضعها رقباء الحكومة الصينية.

سجلت Tencent أيضًا عددًا كبيرًا من العلامات التجارية ذات الصلة بالميتافيرس لتطبيقها الاجتماعي QQ. استثمرت شركة ByteDance Ltd. ، مالكة TikTok ، الأموال في شركة Pico لصناعة سماعات الرأس VR وصانع ألعاب الهاتف المحمول Reworld.

حتى أن هناك شركات استشارية متخصصة مثل Dubit ومقرها المملكة المتحدة لمساعدة الشركات على الانتقال إلى ميتافيرس. ولا تنس مزودي الدفع والعملات المشفرة - سيحتاج شخص ما إلى تسهيل تلك المعاملات عبر الحدود الافتراضية.

4. هل تستطيع الهواتف الذكية اليوم التعامل معها؟

لن تصل ميتافيرس إلى إمكاناتها الكاملة - حيث يصل ملايين الأشخاص إلى العالم الافتراضي ويعيشون فيه في أي مكان وفي أي وقت - بدون إنترنت فائق السرعة وزمن انتقال منخفض.

ومن الأمثلة على ذلك العالم عبر الإنترنت لعبة Second Life ( لعبة عالم افتراضي تم اطلاقها بشكل ثلاثي الأبعاد علي الإنترنت في 2003 كحياة ثانية موازية للحياة البشرية التي نعيشها علي كوكب الأرض) والتي ظهرت قبل ظهور الهواتف الذكية وفقدت جاذبيتها جزئيًا لأنه لم يكن بإمكانها توفير تفاعلات في الوقت الفعلي أثناء التنقل.

يمكن أن تدعم اتصالات الجيل الرابع (4G) اليوم تطبيقات متعددة اللاعبين مثل لعبة فورتنايت Fortnite ، ولكن لا يمكنها التعامل مع مئات التدفقات المتزامنة للبيانات الحساسة للوقت. هذا هو السبب في أن شركات الجوال حول العالم تنفق مليارات الدولارات لبناء شبكات 5G.

قد يحتاجون حتى إلى 6G للمضي قدمًا في ذلك. وينطبق الشيء نفسه على المنزل والمكتب ، حيث تستنزف الشاشات الأكبر نطاقًا تردديًا أكبر ، مما يفضل توصيلات الألياف الضوئية السلكية مباشرة في أماكن العمل.

5. ما هي المخاطر؟

يمكن أن تكون ميتافيرس قفزة تكنولوجية إلى الأمام مماثلة لما حدث في التسعينيات، عندما نمت شبكة الإنترنت من نصوص ثابتة وصور على صفحة إلى مكان لشراء كتاب أو مشاهدة فيلم، ثم إلى طريقة لحضور محاضرات جامعية وتصميم المنتجات بشكل تعاوني.

على مدى العقدين المقبلين، سيؤدي العمل على ميتافيرس إلى تغييرات في كيفية إدراكنا للقيمة وتوقع قابلية النقل في حياتنا الافتراضية. تقوم بعض شركات الجوال بالفعل بإنشاء منصات ميتافيرس الخاصة بها ، حيث تعتبرها "تطبيقًا قاتلًا" (مصطلح يطلق على البرنامج الذي يسبب ظهوره ضجة شديدة) لتحقيق الدخل من 5G بعد خسارته أمام عمالقة مثل Facebook و Apple Inc في جني الأرباح التي تغذيها وسائل التواصل الاجتماعي في عصر 4G.

لكن التحدي الرئيسي سيكون ضمان عدم قيام الشركات الكبيرة ببناء صوامع خاصة بها. قد يلعب الأطفال لعبة Roblox ولكنهم يريدون نقل أغراضهم أو مشترياتهم إلى منصة أخرى عندما يكبرون.

6. ألم نشهد هذا من قبل؟

يعود مفهوم ميتافيرس إلى عقود في روايات الخيال العلمي، ولا سيما روايات نيل ستيفنسون "تحطم الثلج Snow Crash". تضمنت أفلام مثل "الماتريكس The Matrix" و "ريدي بلاير ون Ready Player One" موضوعات رئيسية.

استخدمت لعبة Second Life مفاهيم ميتافيرس - عوالم ثلاثية الأبعاد ، واقتصاد ، وأحداث حية ، وأماكن عمل وما إلى ذلك - لكنها كانت مقفلة داخل جدران نظام بيئي خاص. نفس الشيء مع لعبة ماينكرافت Minecraft اليوم.

جميع مكونات ميتافيرس  موجودة اليوم. الجزء المفقود من اللغز هو الجمع بين جميع وحدات البناء التي يستخدمها الآلاف من الشركات والمبدعين المتنافسين. تحقيق ذلك ، ولديك ميتافيرس الخاص بك.