القاهرة : الأمير كمال فرج

كانت رحلات العمل بالنسبة لعدد لا يحصى من المديرين التنفيذيين ومندوبي المبيعات، بمثابة حجر الأساس لحياة الشركات - مكروهًا من قبل البعض ، ومحبوبًا من قبل البعض الآخر ، لكن قبلها الجميع كضرورة (تم تحسينها بملايين الأميال للمسافر الدائم).

كتب ويل جودلي وتشارلز رايلي في تقرير نشرته CNN Business، أن "الموظفون كانوا بحاجة للسفر جواً لمقابلة العملاء ، وحشد أعمال جديدة ، والهروب لبعض الوقت من رئيسهم في المقر الرئيسي، ثم جاء جائحة الفيروس التاجي ، الذي أوقف المسافرين وأجبر العديد من الشركات على إيجاد طرق إخبارية لفعل الأشياء".

استبدلت الاجتماعات وجهًا لوجه ببرنامج زووم، حتى إذا كان هناك شيء محرج بشأن محادثات الفيديو. المكالمات الهاتفية تملأ الفجوات. ظل العملاء عملاء ، وتم إتمام الصفقات وتحققت الأرباح.

الآن ، مع تخفيف القيود المفروضة على فيروس كورونا في العديد من البلدان ، فإن السؤال المطروح هو مدى سرعة تعافي سفر رجال الأعمال ، وما إذا كان الوباء والجهود المبذولة لمعالجة أزمة المناخ المتسارعة ستمنع القطاع المربح من التعافي الكامل.

سيلعب محاربو الطريق أنفسهم دورًا مهمًا في تحديد ما إذا كانت درجة رجال الأعمال ممتلئة أو فارغة في الغالب، حيث يتفاوضون على العودة إلى حياة الشركة بعد أكثر من عام من العمل من المنزل. قد يرفض البعض - أو الكثير - تفويت ليلة سعيدة أو لعب كرة القدم مع أطفالهم.

قال سكوت كوهين، الأستاذ في جامعة سوري في إنجلترا الذي يدرس رحلات العمل، "بالنسبة لكثير من الناس، أصبح السفر المتكرر للعمل عبئًا أكثر من كونه ميزة". وأضاف أن هناك اعترافًا متزايدًا بأن رحلات العمل المتكررة يمكن أن تؤثر سلبًا على العلاقات الصحية والشخصية.

إن التعافي الضعيف في رحلات العمل سيكون كارثيًا لشركات الطيران، التي شهدت بالفعل مواردها المالية ممتدة إلى نقطة الانهيار بسبب الوباء. في حين أن المسافرين من رجال الأعمال يمثلون 12٪ فقط من الركاب ، إلا أنهم في بعض الرحلات يمكنهم تحقيق ما يصل إلى 75٪ من الأرباح ، وفقًا لشركة PwC.

أوضح زاك هونيج ، محرر من The Points Guy أن ""غالبًا ما يحجز المسافرون من رجال الأعمال أسعارًا في اللحظة الأخيرة، بأسعار كبيرة - في الماضي ، ربما دفع محارب الطريق 1000 دولار قبل يوم واحد من المغادرة لنفس المقعد الذي اشتراه مسافر ترفيهي مقابل 100 دولار قبل شهرين".

يتوقع اتحاد النقل الجوي الدولي ، الذي يمثل 290 شركة طيران حول العالم ، أن ينتعش سفر رجال الأعمال بشكل أبطأ من الإجازات لأن الشركات خفضت ميزانيات السفر أثناء الوباء وستحل المؤتمرات عبر الإنترنت محل بعض الاجتماعات.

وقال شون دويل الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية البريطانية لراديو بي بي سي: "لقد كنا واضحين أن [السفر التجاري] سيتعافى ربما بوتيرة أبطأ". "لكن الناس سيعودون إلى ممارسة الأعمال ... أعتقد أن الناس يريدون المجيء إلى هنا والزيارة والتحدث عن فرص العمل ، وهم يحبون ممارسة الأعمال وجهاً لوجه. لذلك أنا واثق من أن هذا القطاع سوف يتعافى".

قالت سوزان نيوفانج ، الرئيس التنفيذي لاتحاد السفر التجاري العالمي، إن سفر الأعمال "أُعلن عن وفاته" في أعقاب الأزمة المالية لعام 2008 ، لكنه في النهاية حقق انتعاشًا كاملاً على الرغم من التقدم التكنولوجي الذي جعل عقد مؤتمرات الفيديو أسهل، وقالت "هناك ميل لرجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين والسياسيين وغيرهم للحاجة للوقوف أمام ناخبيهم".

أعلنت العديد من البنوك الكبرى أنها ستخفض بشكل حاد سفر الأعمال للمساعدة في معالجة أزمة المناخ. في فبراير، قالت مجموعة لويدز المصرفية (LLDTF) إنها ستخفض انبعاثات الكربون في السفر بأكثر من 50٪ من مستواها قبل الوباء.

تتوقع شركة Standard Chartered (SCBFF) ، التي يقع مقرها الرئيسي في لندن ولكنها تقوم بمعظم أعمالها في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط، أن ينخفض ​​السفر بمقدار الثلث.

توجه شركة ABN Amro (AAVMY) موظفيها للسفر بوسائل النقل العام ، واستخدام القطارات فقط عند التنقل بين مواقعها في أوروبا. يهدف البنك الهولندي إلى تقليل السفر الجوي للأعمال بنسبة 50٪ بحلول عام 2025 مقارنة بمستويات عام 2017.

مسار الجائحة عامل آخر. كلما ظل فيروس كورونا يمثل تهديدًا لفترة أطول، ستضطر المزيد من الشركات إلى تبني البدائل. يستمر الفيروس في الانتشار في الهند ، وتأجلت فقاعة سفر بين هونج كونج وسنغافورة للمرة الثانية بسبب ارتفاع حالات الإصابة. تخلى المنتدى الاقتصادي العالمي ، الذي يعقد عادة اجتماعه السنوي في دافوس بسويسرا ، يوم الاثنين عن خططه لاستضافة اجتماع في أغسطس في سنغافورة.