القاهرة : الأمير كمال فرج.

إستبدلت الشركات امتيازات الموظفين مثل وجبات الغداء المجانية في المكتب والثلاجات المجهزة للاشتراكات في تطبيقات الصحة النفسية، والعمل من المنزل والآن ، حتى عضويات بيلوتون  Peloton، حيث أطلقت شركة معدات التمرين مؤخرًا برنامجًا صحيًا للشركات يسمح لأصحاب العمل بتقديم وصول مدعوم للعمال إلى عضوية اللياقة الرقمية في بيلوتون ودوراتها وأجهزة المشي.

كتبت سامانثا تود في تقرير نشرته مجلة Forbes  أن "جائحة Covid-19 أجبرت العديد من أصحاب العمل على إعادة التفكير في كيفية استخدامهم للامتيازات لإشراك عمالهم ومكافأتهم".

أصبحت المرونة ، التي كانت ذات يوم نقطة إضافية، هي القاعدة بين عشية وضحاها. تلك المخازن المليئة بالوجبات الخفيفة كانت فارغة. لكن الجدل الدائر الآن حول امتيازات الموظفين يعكس العديد من المحادثات حول الكيفية التي يُرجح أن يعمل بها الأشخاص عند انتهاء الوباء. إعلان بيلوتون ، على سبيل المثال ، هو علامة على أن العديد من أرباب العمل يعتقدون أن شكلاً من أشكال العمل عن بعد موجود لتبقى.

مع عودة الناس إلى المكتب، من المؤكد أن الحياة اليومية ومستقبل العمل سيتغيران. وجد الموظفون أنه يمكن أن يكونوا منتجين من منازلهم وقد اعتادوا على جداولهم المرنة. حتى بعد Covid-19، سيظل هناك طلب على عروض العافية ، بالإضافة إلى رعاية الأطفال ودعم رعاية المسنين. كما سرَّعت Covid-19التحول الرقمي وتقدم التكنولوجيا مثل مؤتمرات الفيديو. من المرجح أن يستمر هذا التحول إلى النظام الرقمي مع ابتعاد المزيد من الشركات عن العمل شخصيًا خمسة أيام في الأسبوع.

تتفق داون فاي، رئيس المنطقة الأول في شركة التوظيف روبرت هاف ، مع هذا الرأي، ويقول "هناك بعض الأشياء التي تغيرت إلى الأبد. "العمل عن بعد ، حالة نوع النموذج الهجين ستكون واحدة منها " كما تقول. "لا أعرف أن العديد من الشركات ستعود إلى مكاتبها من الاثنين إلى الجمعة. هذا التحول وحده سوف يستمر في تغيير الأمور ".

تشمل الشركات الأولى التي انضمت إلى برنامج بيلوتون شركة سامسونغ لصناعة الإلكترونيات ، ومتاجر الأثاث بالتجزئة على الإنترنت Wayfair ، وعملاق البرمجيات SAP ، والخدمات الاستشارية Accenture Interactive ، وشركة الاتصالات البريطانية Sky.

في حين أن برنامج اللياقة الرقمية مثل هذا كان من الممكن أن يكون مبتكرًا ومرحبًا به في بداية جائحة Covid-19، إلا أنه قد يلهم مشاعر مختلطة في هذا الوقت عندما يتطلع أصحاب العمل إلى إعادة الموظفين إلى المكتب. بالنسبة إلى الشركات التي لا تفرض عودة الموظفين بدوام كامل ، قد يكون هذا البرنامج شيئًا يمكنهم الاستفادة منه.

قال حوالي 43٪ من مديري الموارد البشرية إن شركتهم أضافت امتيازات جديدة نتيجة للوباء ، وفقًا لمسح أجراه روبرت هاف لأكثر من 1000 من مديري الموارد البشرية في الشركات الأمريكية التي يعمل بها 20 موظفًا على الأقل. فيما يتعلق بالرفاهية ، بدأت 49٪ من الشركات في تقديم برامج صحية مثل Peloton’s.

تعد الصحة النفسية مجالًا رئيسيًا آخر ، حيث بدأت 45٪ من الشركات في تقديم موارد أو مساعدة للصحة النفسية أثناء الوباء ، وفقًا لروبرت هاف. تقول فاي إن "الشركات تعمل على زيادة التدريب للقيادة حول كيفية مساعدة الموظفين على إدارة صحتهم وعافيتهم.

في حين أن هذه الفوائد هي ما يريده العديد من العمال ، إلا أنها تستند إلى حد كبير على أزمة الصحة النفسية التي سببها Covid-19. ومع ذلك ، يعتقد فاي أن أصحاب العمل استجابوا بسرعة. تقول: "أظهرت الشركات مدى سرعة تحركها ومدى ذكائها".

للمضي قدمًا ، تقول فاي إن الشركات قد تقرر جلب أفراد أو مؤسسات في الموقع للمساعدة في الصحة النفسية للموظفين ورفاههم. في حين أن العديد من الشركات قد وفرت الوصول إلى تطبيقات الصحة العقلية مثل Calm و Talkspace بدافع الضرورة بسبب الإجهاد والعزلة الواسعة النطاق التي يسببها الوباء.

تقول فاي إن امتلاك مورد شخصي يضيف لمسة شخصية أكثر مما يمكن للتكنولوجيا في أي وقت مضى. تروج الشركات للموارد الصحية على أنها امتيازات ، لكنها نتيجة للوباء يشعر الكثيرون أنه كان يجب على الشركات أن تقدمه بالفعل قبل Covid-19.

ترى يوليتا برينجل ، مستشارة الموارد البشرية في جمعية إدارة الموارد البشرية (SHRM) ، أيضًا تركيزًا على مساحة العافية. إنها تعتقد أن الفوائد يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا للعمال. تقول برينجل: "يرغب الموظفون في الشعور بالتقدير وأنهم جزء من الشركة". "تُظهر الامتيازات أنه يتم بالفعل استثمار الموظفين فيها".

من بين جميع المزايا الجديدة، فإن الميزة التي يتم تقديمها بشكل متكرر هي راتب أو سداد مقابل معدات مكتب العمل في المنزل، حيث تقدم 60 ٪ من الشركات ذلك، وفقًا لروبرت هاف. في حين أن العلامة التجارية تعتبر ميزة، فإن الحصول على تعويضات لشراء اللوازم المكتبية مثل مسحوق الحبر ومكاتب الوقوف ليس بالأمر الجديد. هذه هي الأشياء التي عادة ما يتم توفيرها للعمال في المكتب.

بالإضافة إلى الرواتب ، ترى برينجل أن أصحاب العمل يزيدون من وقت الإجازة وإجازة مدفوعة الأجر للعمال. حوالي 22 ٪ من أرباب العمل يعززون سياسات الإجازة أو الإجازات المدفوعة الأجر  PTO ، وفقًا لاستطلاع SHRM الأخير. تقول برينجل إن أصحاب العمل أصبحوا أكثر مرونة مع الأيام التي يقضيها العمال ويحتفلون بالعطلات.

كما عالج أرباب العمل واحدة من أكبر مخاوف الموظفين خلال الوباء - رعاية الأطفال ورعاية المسنين وضع Covid-19 ضغوطًا إضافية ، خاصة للآباء العاملين وأولئك الذين يقدمون الرعاية لأفراد الأسرة. تقول روبرت هاف إن 43٪ من أرباب العمل بدأوا في تقديم إجازة عائلية مدفوعة الأجر ، بينما بدأ 37٪ في تقديم برامج مساعدة لرعاية الأطفال. في حين أن بعض المنظمات عرضت بالفعل إجازة عائلية مدفوعة الأجر قبل Covid-19، تقول فاي إنها ليست بالدرجة الحالية.

استخدام الامتيازات لجذب العمال للعودة إلى المكتب

بدأ أرباب العمل في تقديم المزيد من الامتيازات خلال الوباء للحفاظ على إنتاجية العمال وانخراطهم ، ولكن مع انحسار خطر فيروس Covid-19 وكثير منهم يتوقون إلى عودة الموظفين إلى المكتب ، يواجه القادة التحدي المتمثل في معرفة الحوافز التي تحدث فرقًا حقًا.

تقدم بعض الشركات ، كما لاحظت فاي، وجبات غداء مجانية وساعات سعيدة وحتى موسيقى حية لتحفيز العمال على العودة إلى المكتب. شهدت برينجل نفس الشيء وتقول إن الشركات ستظل تستخدم الامتيازات التقليدية مثل الوجبات الخفيفة المجانية وتاكو الثلاثاء لجذب الناس للعودة إلى المكتب.

والتاكو ثري دي عادة في العديد من المدن الأمريكية في الخروج لتناول التاكو أو في بعض الحالات يتم تقديم أطباق مكسيكية مختارة عادةً في رقصة التورتيلا في ليالي الثلاثاء.

تهدف الامتيازات إلى جعل العمال أكثر إنتاجية ويريدون البقاء في وظائفهم لفترة أطول ، ولكن هل أشياء مثل الوجبات الخفيفة المجانية ذات مغزى كافٍ لمنع الناس من القفز على السفن؟.

تقول فاي إن الامتيازات تعزز معنويات الموظفين وإنتاجيتهم وتظهر للأفراد أن شركتهم ملتزمة برفاهيتهم. تقول: "يسمح أصحاب العمل لموظفيهم حقًا بمعرفة أننا نهتم بك بما يكفي للاستثمار في الموارد والوصول إلى الأشياء". "حتى لو لم تكن في مكان ستستفيد منها جميعًا ، وربما لا تحتاج إليها ، فلا يزال من الجيد معرفة أن شركتك تهتم حقًا".

عندما يكون الموظفون راضين، فإن ذلك يظهر في عملهم وتفاعلاتهم. تقول فاي: "هناك قول مأثور ،" الموظفون السعداء هم موظفون منتجون ". هذا هو الحال عادةً ، إذا شعر الناس بالرضا والدعم بشأن مؤسستهم ، فإنهم يميلون إلى السعادة في وظائفهم. "إنهم لا يركزون الوقت والطاقة على الشكوى والتحكم ومحاولة تغيير الأمور. بدلاً من ذلك، يركزون على أداء وظيفتهم وخدمة عملائهم". تقول فاي أن هذا له تأثير إيجابي أيضًا على الاحتفاظ بالموهبة واجتذابها.

تساعد الامتيازات أيضًا في سوق العمل التنافسي الحالي. أصبحت مكافآت تسجيل الدخول شائعة ، وبينما لا يقبل الشخص وظيفة لمجرد حصوله على مكافأة ، فهذا مؤشر على أن الشركة تريده أن يعمل في المؤسسة ، كما تقول فاي. قامت إحدى مطاعم فلوريدا ماكدونالدز بذلك مؤخرًا وعرضت 50 دولارًا لأي شخص جاء لإجراء مقابلة.

مع استمرار عمل العديد من طاولات المطبخ أثناء تفشي الوباء ، يصعب على الشركات تمييز نفسها عن المنافسة. يجب أن يتأكد أصحاب العمل من تحديد جميع الامتيازات التي يقدمونها أثناء عملية التوظيف، وهو أمر تقول فاي إنهم غالبًا ما ينسون القيام به. تقول فاي: "يريد الناس الانضمام إلى شركة يشعرون أنها ستدعمهم وتساعدهم على التقدم في حياتهم المهنية والنمو".

مستقبل الامتيازات بعد الجائحة

مع استقرار القوى العاملة في معيار جديد لما بعد الجائحة، ستتطور الامتيازات. تتصور برينجل مستقبلًا حيث سيتطلع الموظفون إلى العمل من المنزل قدر الإمكان، وهو أمر أصبح القاعدة. أظهر استطلاع SHRM أن 52 ٪ من الموظفين الأمريكيين سيختارون العمل من المنزل بشكل دائم إذا أتيحت لهم الفرصة. مع دفع أصحاب العمل للعودة إلى المكتب ، يتساءل الموظفون عن تكاليف التنقل المدفوعة.

تم نقل بعض العمال أثناء الوباء، مما أدى إلى تنقلات أبعد. أولئك الذين انتقلوا في جميع أنحاء البلاد غير متأكدين مما إذا كان سيُطلب منهم العودة أو القيام برحلات منتظمة إلى المكتب. وإذا كان الأمر كذلك، فهل ستدعم المنظمات تكاليف النقل أو تدفع تكاليف رحلات الموظفين لزيارة المكتب؟.

تقول فاي: "تكاليف التنقل تلك هي تلك التي بدأ بعض الموظفين في الاستفسار عنها، وقد يكون ذلك شيئًا قد يتغير قليلاً مع عودة الناس إلى المكاتب أكثر". "سيكون هذا أحد الأشياء التي نحتاج إلى إبقاء أعيننا وآذاننا مفتوحة لها مع تقدم الأمور".