القاهرة : الأمير كمال فرج.

تتميز الشخصية الكرتونية سوبر سيما بجميع المقومات لقصة الأبطال الخارقين - الشرير الجشع ، والمشهد المستقبلي ، والمحارب الصالح الذي ينقذ الموقف. ولكن هناك بعض الاختلافات الرئيسية: البطلة فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات من قرية في إفريقيا ، ولهزيمة الروبوت الشرير وأتباعه ، فإنها تستغل الشجاعة والتعاطف - وليس القوة الخارقة - بالإضافة إلى فهمها العلوم والتكنولوجيا والفنون.

كتبت ريبيكا رنتلي وديفيد مالينجا في تقرير نشرته Bloomberg أن "مسلسل سوبر سيما  Super Sema من صنع شركة كوكوا للتعليم Kukua Education Ltd، وهي شركة ناشئة في نيروبي تهدف إلى بناء أول امتياز إعلامي مبني على بطل أفريقي متحرك خارق".

على يوتيوب YouTube ، حصدت الحلقات العشرين بالإضافة إلى الإضافات التي تتضمن دروسًا في الرقص وتجارب علمية وصناعة الحرف 15 مليون مشاهدة — "وهذا رقم ضخم، لقناة جديدة" ، كما قالت مؤسسة شركة كوكوا ومديرها التنفيذي ، لوكريزيا بيسنياني. تتوقع الشركة إغلاق جولة ثانية من تمويل رأس المال الاستثماري في يوليو ، وتعمل في الموسم الثاني ، المقرر أن تبدأ في ديسمبر.

تقول كوكوا، التي تعني "تنمو" باللغة السواحيلية، إن الجمع بين المرح والتعلم يمكن أن ينتج عنه امتياز عبر الإنترنت وغير متصل بالإنترنت يجذب الأطفال في أي مكان.

من خلال ركوب موجة عالمية من الاهتمام بالقصص الأفرو- مستقبلية التي أثارتها شركة ديزني بلاك بانثر ، فإن فريق المديرين التنفيذيين المكون من النساء بالكامل لديه خطط كبيرة لـ سيما: ألعاب ، أزياء ، كتب هزلية، تجارب تعلم للواقع الافتراضي والواقع المعزز ، وربما حتى تجربة تعليمية. مدينة ملاهي سيمالاند.

تقول فانيسا فورد، رئيس العمليات والمنتج التنفيذي في شركة كوكوا "نريد أن نكون ميكي ماوس في إفريقيا ، ولكن مع عنصر تعليمي قوي".

أظهرت أفلام مثل النمر الأسود Black Panther وأغنياء آسيويون مجانين Crazy Rich Asians وكوكو Coco لهوليوود أن القصص التي تعرض شخصيات متنوعة خارج الولايات المتحدة أو أوروبا قابلة للتمويل، مما أدى إلى ظهور عدد كبير من مسلسلات الرسوم المتحركة الأفريقية.

فريق Mama K's 4 من إنتاج Triggerfish Animation Studios في كيب تاون ، حوالي أربع فتيات مراهقات يحاربن الشر في لوساكا مستقبلية ، ومن المقرر أن يتم العرض الأول العام المقبل على نتفلكس Netflix.

شركة والت ديزني لديها ما لا يقل عن ثلاثة عروض من هذا القبيل في الأعمال، بما في ذلك كيزازي موتو: جيل النار Kizazi Moto: Generation Fire ، خيال علمي يتم بثه على ديزني Disney + العام المقبل.

وستصدر YouTube Originals ، التي تدعم سوبر سيما Super Sema ، سلسلة سوبا ستريكاس: موسم المبتدئين Supa Strikas: Rookie Season ، وهي سلسلة تدور حول فريق خيالي لكرة القدم لعموم إفريقيا.

تقول نادين زيلسترا، التي تشرف على البرمجة العائلية في YouTube Originals: "إن السوق الإفريقي مفعم بالحيوية في الوقت الحالي". "عند الاستماع إلى هذه العروض التقديمية من المواهب الأفريقية الشابة، هناك بالتأكيد شعور بأن هذا هو الجيل الذي يمكنه استخدام هذه الأدوات الرقمية لمشاركة أصواتهم مع العالم."

تم إصدار النمر الأسود Black Panther في الوقت الذي كانت فيه كوكوا تقوم بتطوير Super Sema وتسعى للحصول على تمويل في عام 2018 ، وأقنع نجاحها المستثمرين بجاذبية السلسلة الكينية الدولية ، مما ساعد الشركة على جمع 2.5 مليون دولار. بعد ذلك ، عندما سعت وسائل الإعلام العملاقة إلى تعزيز تنوع رواياتهم استجابةً لحركة حياة السود مهمة Black Lives Matter ، أبرمت شركة كوكوا اتفاقية التوزيع الخاصة بها مع يوتيوب. تقول فورد: "كان هناك يقظة عالمية كاملة وضجة جديدة حول الخصائص المتنوعة".

لوبيتا نيونغو ، الممثلة الكينية المكسيكية التي لعبت دور ناكيا Nakia  في النمر الأسود Black Panther ، تمتلك حصة في الشركة ، وتعمل كمنتج تنفيذي لسوبر سيما Super Sema ، وقد جلبت قوة النجوم إلى المسلسل من خلال توفير صوت الشجرة الذي هو شخصية والدة سيما.

الحلقات التي مدتها خمس دقائق تنسج في المراجع الثقافية الكينية مثل ماندازي Mandazi - وجبة خفيفة تقليدية من العجين المقلي - والأقوال السواحيلية مثل Polepole ndio mwendo ("ببطء ، ببطء يفوز باليوم"). في إحدى الحلقات ، قطع الروبوت الشرير الغابة لبناء قلعة. تحبطه سيما بطائرة بدون طيار ومادة خاصة لإعادة زراعة الأشجار وحبسه ، وتتباهى بتفكيرها النقدي وعزمها بينما تسلط الضوء على مخاطر إزالة الغابات للمشاهدين الصغار.

تم تأسيس كوكوا في لندن ، ولكن معظم موظفيها البالغ عددهم 11 موظفًا في نيروبي ، حيث قاموا بعمل الأصوات والموسيقى والعمل الصوتي للموسم الأول من سوبر سيما. في مكاتب الشركة في مجمع تاون هاوس في غرب نيروبي ، تم تلبيس الجدران بلقطات مؤطرة من سوبر سيما ولوحات قصصية وصور لنساء بارزات ملونات مثل كامالا هاريس وأوبرا وينفري.

للحفاظ على المحتوى موضوعيًا وتعليميًا ، يعقد الفريق جلسات عصف ذهني مع خبراء سلوكيات الأطفال وأولياء الأمور والمعلمين وخبراء البيئة. تقول كلارا نجيرو ، كبيرة مسؤولي المنتجات في كوكوا : "يتم إعداد الحلقات من خلال القيم التي يرغب الناس في رؤيتها في أطفالهم".

على الرغم من أن مؤسسة شركة كوكوا  لوكريزيا بيسنياني بيضاء ونشأت في روما ، فقد سافرت على نطاق واسع في إفريقيا عندما كانت صغيرة حيث سعى والداها إلى غرس عقلية عالمية في أطفالهم. وقد زارت منذ ذلك الحين معظم البلدان في القارة ولفترة طويلة بطاقتها وثقافة ريادة الأعمال فيها.

بعد تخرجها من الجامعة ، أدركت أن وسائل الإعلام وتكنولوجيا الهاتف المحمول يمكن أن تساعد في تضييق الفجوة التعليمية بين أوروبا وإفريقيا، وتبديد ما تقول إنه وجهة نظر خاطئة عن المنطقة باعتبارها فقيرة ومريضة وفاسدة، وتقول: "إنها هذه القارة المزدهرة التي يبلغ عدد سكانها 1.2 مليار نسمة ، مع ولادة مليار طفل جديد خلال الثلاثين عامًا القادمة". "إنه أمر لا يصدق ، ولم يتم تصويره أبدًا".