القاهرة : الأمير كمال فرج.

حذرت منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين من أن ساعات العمل الطويلة تقتل مئات الآلاف من الأشخاص سنويًا، وقد تزداد سوءًا بسبب التباطؤ الاقتصادي وزيادة العمل المرن خلال جائحة COVID-19 ، ودعت أصحاب العمل والحكومات إلى الحد من ساعات العمل. من أجل الحفاظ على صحة الموظف.

كتب روبرت هارت في تقرير نشرته مجلة Forbes  أن "745 ألف شخص توفوا بسبب السكتة الدماغية وأمراض القلب في عام 2016 نتيجة العمل أكثر من 55 ساعة في الأسبوع ، وفقًا لدراسة هي الأولى من نوعها من قبل منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية".

شكل الرجال الغالبية العظمى من هذه الوفيات، ما يقرب من ثلاثة أرباع ، مع الأشخاص الذين يعيشون في جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ (إحدى مناطق منظمة الصحة العالمية بما في ذلك اليابان والصين وأستراليا) تأثرت أيضًا بشكل كبير.

وكتبت المنظمة أنه في معظم الحالات ، تم تسجيل الوفيات بعد سنوات أو حتى عقود من عمل الناس لساعات طويلة، حيث يكون أولئك الذين يعملون 55 ساعة أو أكثر في الأسبوع أكثر عرضة للوفاة بالسكتة الدماغية  بنسبة 35 ٪ ، أو أمراض القلب الإقفارية بنسبة 17٪ ، بالمقارنة مع أولئك الذين يعملون 35-40 ساعة أسبوعيا.

وقالت الدكتورة ماريا نيرا ، مديرة إدارة البيئة وتغير المناخ والصحة بمنظمة الصحة العالمية ، إن البحث يظهر بوضوح أن ساعات العمل الطويلة تشكل "خطرًا صحيًا خطيرًا".

حذرت المنظمات من أن جائحة Covid-19 ، وصعود اقتصاد الوظائف المؤقتة، والعمل عن بعد يمكن أن تؤدي جميعها إلى زيادة مخاطر العمل لساعات طويلة ، مما يؤدي إلى طمس الحدود بين العمل والمنزل والضغط على العمال لأداء أعمالهم لفترة أطول، حيث تقوم الشركات بالتوفير عن طريق خفض الرواتب.

قالت منظمة الصحة العالمية إنه يجب تحديد ساعات العمل من أجل سلامة العمال ، حيث يبدو أن ساعات العمل الطويلة هي أكبر عبء من الأمراض المهنية، حيث تمثل ثلث الأمراض المرتبطة بالعمل.

الدراسة ، التي غطت السنوات 2000-2016 ، لم تأخذ في الحسبان جزءًا كبيرًا من نهوض اقتصاد الوظائف المؤقتة وتغير وضع العمل أثناء الوباء. وقالت منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية إنهما يتوقعان أن يؤدي ذلك إلى تفاقم عدد الأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة ، مشيرين إلى عدم اليقين الذي ينطوي عليه ترتيبات العمل الجديدة وزيادة ساعات العمل بعد فترات الركود السابقة.

قد يؤدي العمل أثناء الوباء أيضًا إلى زيادة ساعات العمل : قال فرانك بيغا، المسؤول الفني بمنظمة الصحة العالمية، إن المنظمة لديها أدلة تظهر أنه "عندما تدخل البلدان في حالة إغلاق وطني، فإن عدد ساعات العمل يزداد بنحو 10٪"، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية.

55 ساعة أو أكثر. هذا هو عدد الساعات التي تعتبرها منظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية خطرة في الأسبوع ، وفقًا لهذه الدراسة. 9٪ من سكان العالم يعملون حاليًا لساعات طويلة خطيرة ، حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية ، بزيادة قدرها 9٪ عن عام 2000. وقالت منظمة الصحة العالمية إن هذا الرقم لا يزال في ازدياد.

يمكن أن يكون لساعات العمل الطويلة آثار صحية تتجاوز تلك التي تم قياسها في هذه الدراسة (أمراض القلب والسكتة الدماغية) والتفاعل بين الصحة والبيئة معقد للغاية لدرجة أن العوامل الأخرى يمكن أن تفسر بعض هذه النتائج. على سبيل المثال، يمكن أن تتأثر الصحة النفسية والضغط النفسي بشدة بالعمل.

دعا رئيس منظمة الصحة العالمية ، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس ، أرباب العمل والحكومات إلى العمل معًا ومعالجة ساعات العمل الطويلة ، قائلاً: "لا توجد وظيفة تستحق مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو أمراض القلب".