القاهرة : الأمير كمال فرج. 

من المحتمل أن يطلب من جيل المستقبل إدخال شرائح صغيرة في أجسادهم. يبدو ذلك وكأنه مقطع من فيلم الخيال العلمي Blade Runner، ولكن قريبًا في عالم ما بعد الجائحة ، قد توضع حقًا شريحة تحت جلدك.

كتب جوزيف كوغلين في تقرير نشرته مجلة Forbes أن "مقالة حديثة من كورن فيري Korn Ferry وهي شركة استشارات إدارية مقرها في لوس أنجلوس أفادت أن 11 هيئة تشريعية للولاية أصدرت بالفعل تشريعات لحظر "تشريح العمال". أي إدخال رقاقة صغيرة ، أو أي جهاز تتبع آخر ، في أجسام الموظفين الذين يرغبون في العمل".

في مكان آخر غير مكان العمل، يمكن لأصحاب العمل نظريًا استخدام البيانات المنقولة بواسطة الرقائق لمراقبة إنتاجية العمال. على الرغم من أن هذا التطبيق لم يحدث بعد ، إلا أن الاحتمال ذاته أجبر صانعي السياسات على حظر هذه الممارسة حتى قبل تنفيذها، أو ينبغي أن نقول ، حتى قبل أن يتم "زرعها".

قد يتنهد الكثير منكم الآن بارتياح، ولكن لا تسترخي لفترة طويلة. ترى نائبة رئيس الموارد البشرية العالمية في Korn Ferry ليندا هيمان إمكانية قيام أصحاب العمل بإعادة صياغة فكرة "وضع شريحة في الموظفين" ليس كطريقة مخيفة لمساءلة العمال ، ولكن كوسيلة لمراقبة صحتهم ورفاهيتهم. بعد كل شيء ، قد يؤدي الحصول على الشريحة إلى الكشف المبكر عن الاكتئاب وأمراض القلب وسوء التغذية وأنماط الممارسات الخطرة، وما إلى ذلك.

هناك تطبيقات أخرى أيضًا. قد تؤدي البيانات المتقطعة التي تبلغ عن سلوكياتك الصحية إلى شركات التأمين الصحي أو شركات التأمين على الحياة إلى تقليل تكاليف أقساط التأمين. كل الأشياء في الاعتبار ، يمكن صياغة حج كثيرة لإقناع الكثيرين بأن الزرع قد يكون مفيدًا لك بالفعل.

تتفاقم التوترات الشخصية وحتى الثقافية بسبب التكنولوجيا التي تتيح رؤية كل شيء تقريبًا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. تجبرنا هذه التكنولوجيا على إعطاء الأولوية للقيمة التي نخصصها للاستقلالية الشخصية والحرية مقابل وعد السلامة والرفاهية. يواجه الأفراد والأسر وصانعو السياسات صعوبة كبيرة في تحديد الأولويات في كثير من الأحيان بنفس القدر من القيم المقنعة - خاصة عندما تكون المخاطر المتصورة متغيرة وغامضة.

قد يكون جيل الألفية هو الجيل الأول، بأعداد كبيرة ، الذي يواجه محادثة يطرحها أطفالهم البالغون الأكثر ذكاءً من الجيل Z - هل سيتعرضون للتشريح أم لا؟.

سيواجه جيل الألفية المتقاعد ما يبدو أنه خيار بين حريتهم واستقلالهم مقابل ما يراه أبناؤهم البالغون كمسألة تتعلق بالسلامة والرفاهية.

تبدو الرقائق الدقيقة المزروعة تحت الجلد فكرة متطرفة ولكنها بالتأكيد قادمة. فنحن نضع الرقائق الدقيقة في الحيوانات الأليفة ، أو للأشخاص الذين يعانون من حالات طبية ، ثم ننساها، منذ ما يقرب من 20 عامًا ، اختارت عائلة بأكملها في فلوريدا أن تزود بشرائح تحت الجلد. قبل أربع سنوات فقط ، قامت شركة Three Square Market بضرب موظفيها مما جعل من الممكن لهم الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر أو آلات البيع أو فتح الأبواب ببساطة بموجة من اليد المزودة برقائق.

كبار السن اليوم هم المستخدمون الرئيسيون (قد يجادل البعض بخنازير غينيا سهلة الانقياد) لمجموعة مذهلة من التقنيات التي تراقب وتدير وتحفز كل سلوكياتهم. حددت مراجعة الأجهزة القابلة للارتداء والأجهزة الأخرى أجرتها HIMSS ، وهي جمعية أنظمة إدارة معلومات الرعاية الصحية، مجموعة واسعة من التقنيات المتاحة التي تستخدم الفيديو وأجهزة الاستشعار لمراقبة الوظيفة والأنشطة اليومية والحدة النفسية والتفاعل الاجتماعي والمزيد.

في حين أن التقنيات توفر وسيلة غير مسبوقة لتوفير الرعاية ، حتى عن بعد ، فإن التطبيقات تلزم كل أسرة بمناقشة وإعطاء الأولوية للقيم مثل الاستقلال والحرية والخصوصية والسلامة والأمن والرفاهية وحتى الكرامة.

عرفت التكنولوجيا جيل الألفية بأنه الأطفال الرائعون. في المستقبل غير البعيد ، قد تجعل التكنولوجيا التي تتقدم بسرعة كبيرة السكان الأكبر سنا الأكثر تعرضا للرصد في التاريخ.

من المحتمل جدًا ألا يكون التشريح "وضع شرائح تحت الجلد" مشكلة بالنسبة للكثيرين. كان جيل الألفية أول من تبنى تطبيقًا لتتبع مواقعهم، أو التباهي بجهاز يمكن ارتداؤه لتسجيل كل القياسات الحيوية الممكنة تقريبًا، أو لمشاركة صورة لكل نشاط تقريبًا. لذا فإن الشريحة التي لا تُرى ولا تُسمع تحت الجلد قد تُنسى بسرعة.

تجاهل العديد من كبار السن من الأجيال السابقة مناشدات أبنائهم البالغين بتجميد هذه الفكرة باسم الأمان؛ واستعاضوا عن ذلك بخطوات احترازية، فمثلا يمتلك العديد من الآباء المسنين أجهزة فضوليّة مفصولة عن الكهرباء لحماية الخصوصية، أو يتركون المعلقات الطارئة في الدرج من منطلق الإحساس بالكرامة الشخصية. ولكن ستظل الخصوصية القضية التي تثير الجدل بين الأجيال المختلفة والتي تتآكل تدريجيا بفعل التطور التكنولوجي السريع.