القاهرة : الأمير كمال فرج.

أجرى علماء الكواكب أول قياس لرياح الستراتوسفير القوية على كوكب المشتري التي تصل سرعتها إلى 900 ميل / 1450 كيلومترًا في الساعة في سماء صافية بالقرب من قطبي الكوكب.

ذكر تقرير نشرته مجلة Forbes أن "الإعصار المذهل تم تصنيفه على الأرض من خلال تلسكوب راديوي في تشيلي بما يصل إلى 318 ميلاً / 511 كيلومترًا في الساعة، علاوة على ذلك ، فعلوا ذلك في 30 دقيقة فقط".

قال توماس جريت هاوس، العالم في معهد ساوث ويست للأبحاث في الولايات المتحدة والمؤلف المشارك للدراسة التي نُشرت اليوم في مجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية: "إنه أمر مذهل بالنسبة لي أن أرى أول قياس مباشر لهذه الرياح".

كان معروفًا بالفعل أن السحب الدوامة للغاز المتحرك لكوكب المشتري - والتي تظهر على شكل العصابات الوردية والبيضاء للكوكب - تسببت في رياح قوية، وأن الغلاف الجوي العلوي به شفق تسببه الرياح. يمكن تتبع الأول عبر السحب المتحركة بينما يكون الأخير مرئيًا.

ومع ذلك ، في 30 دقيقة فقط باستخدام تلسكوب راديوي في تشيلي مصفوف مرصد أتاكاما المليمتري الكبير   (Atacama Large Millimeter Array - ALMA Radio Telescope) ، تمكنوا من قياس رياح الكوكب القوية مباشرة بين هاتين الطبقتين - في طبقة الستراتوسفير الخالية من السحب لكوكب المشتري.

قال جريت هاوس: "المستويات العالية من التفاصيل التي حققناها في هذا الوقت القصير تُظهر حقًا قوة ملاحظات تلسكوب ALMA".

فعل العلماء ذلك من خلال تحليل آثار اصطدام المذنب Shoemaker-Levy 9 بالمشتري في عام 1994. وأنتج هذا الاصطدام جزيئات جديدة من سيانيد الهيدروجين في طبقة الستراتوسفير لكوكب المشتري، والتي كانت رياح الستراتوسفير تهب بعيدًا عنها منذ ذلك الحين.

قال المؤلف الرئيسي تيبولت كافالي من من مختبرات أستروفيزيك دي بوردو  Laboratoire d'Astrophysique de Bordeaux في فرنسا: "النتيجة الأكثر روعة هي وجود نفاثات قوية ، بسرعات تصل إلى 400 متر في الثانية، وتقع تحت الشفق بالقرب من القطبين".

وأضاف أن "هذا أكثر من ضعف سرعات العاصفة القصوى التي تم الوصول إليها في البقعة الحمراء العظيمة لكوكب المشتري - وأكثر من ثلاثة أضعاف سرعة الرياح المُقاسة في أقوى أعاصير الأرض".

قال كافالي "يمكن لهذه النفاثات أن تتصرف مثل دوامة عملاقة يصل قطرها إلى أربعة أضعاف قطر الأرض، ويبلغ ارتفاعها حوالي 559 ميلاً / 900 كيلومتر، ستكون دوامة بهذا الحجم وحشًا فريدًا للأرصاد الجوية في نظامنا الشمسي".