القاهرة : الأمير كمال فرج.

أثارت فتوى نشرتها دار الافتاء المصرية حول جواز زواج المحلل جدلا واسع النطاق،  فقد كانت الفتوى تجيز زواج المحلل في حالة محددة وهي النية في الاصلاح، وهو ما يتنافى مع حديث نبوي، وميراث ديني قديم بعدم جواز مثل هذا الزواج.

الفتوى التي نشرتها دار الافتاء المصري على صفحتها الرسمية على فيسبوك أمس الأحد سرعان ماحذفتها دار الافتاء بعد الاعتراض الواسع الذي تعرضت له ، وقام المستشار العلمي للمفتى بتوضيح سبب نشر هذه الفتوى، التي وصفها بالمجتزأة، وأد أن زواج الملل عموما حرام، وأن الفتوى التي اجتزأها أحد الباحثين بالدار كانت مختصة بحالة واحدة، ولكن هذا التبرير أثار جدلا هو الآخر ، ورفضا للتبريرات الي قدمها مستشار الوزير .

بدأت الحكاية بنشر دار الإفتاء فتوى على صفحتها الرسمية "المعتمدة" في فيسبوك أمس تقول فيها : "الزواج إذا كان بشرط التحليل فهو حرام شرعًا باتفاق الفقهاء، أما إذا كان منويًّا فقط من غير اشتراط في العقد أو عنده، كأن يتطوع شخصٍ من نفسه، وبدون اشتراطٍ في العقد ويتزوج المطلَّقة ثلاثً طلقات، ليطلقها بعد ذلك لتعود لزوجها الأول، فإنه جائز ويكون العقد بذلك صحيحًا، والشخص مأجور بذلك لقصده الإصلاح".

الفتوى ووجهت باستنكار واسع من المستخدمين الذين علقوا رافضين لما تضمنته الفتوى مذكرين بحديث الرسول الكيم عن التيس المستعار ، وأمام ذلك حذفت دار الافتاء الفتوى .

وعقّب مجدي عاشور، المستشار العلمي للمفتي في مداخلة هاتفية مع الإعلامي المصري، عمرو أديب، موضحا سبب حذف الفتوى قائلا: "في صورة نادرة ودي الي نزلت فيها الفتوى بقى وهي مش فتوى هي حاجة قصيرة كانت فتوى قديمة فأخذها بعض الباحثين وحطها في صورة مختصرة ولكن باختصار يوهم بأننا نقول ذلك.."

وتابع قائلا: "أولا نريد أن نقرر أن دار الإفتاء المصرية تقول إن زواج المحلل والمحلل له إنما هو زواج غير صحيح وباطل لأن لأنهم يشترطون شرطا غير صحيح وهو أن يحلل هذا الرجل المحلل هذه المرأة للمحلل له.."

تبرير مستشار الوزير أثار أيضا عاصفة من التعليقات:  قال مستخدم "أنا مش عارف ماذا يقصد في تبريره، لكن هو يقصد يعنى راجل يتطوع بدون أن يطلب منه، بمعنى أنه رأى رجل طلق زوجته ثلاث، فتزوجها ودخل بها ومن ثم طلقها بدون اتفاق، وبدون أن يطلب منه أن هذا حلال؟، أعتقد أن هذا فيه مكر وتلاعب بصريح الأحكام، حتى لو مفيش فيها حرمانية على المطلق وزوجته، لكنه رجل ارتضى أن يحمل الوزر بنفسه".

وقال مستخدم آخر : "سيدي الفاضل بمجرد أن يكون لديك النيه للطلاق قبل الزواج فهذا كافي ليكون العقد باطلا من الاساس، أساس الزواج هو الاستمرارية".

وقال ثالث : "ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :"لعن الله المحلل والمحلل له ". ووصفه الرسول المحلل بأنه تيس مستعار  . وكفى".

وأوضح رابع : "النية هي أساس كل عبادة، وتعامل في شرعة الإسلام، أكاد أجزم بأن هذا الشيخ والله أعلى وأعلم غير فقيه في شرعنا الحنيف".

واعترض مستخدم قائلا : "الكل اصبحو فقهاء وعلماء، وعلمهم  تفوق على البخاري والشافعي، وأصبحو يحللون ويحرمون، وكبيرهم لايحفظ جزأ  من القرآن، ولايعلم شئ بالفقه ولا التفاسير،،  هداكم الله".

وقال أحد المغردين : "كان اليهود يتحايلون على الله، بوضعهم شباك الصيد يوم الجمعة، ويأخذونها يوم الأحد، لأنهم لايعملون السبت"، وقال آخر : "غير جائز لأنه في كلا الحالتين محلل، والنبي صلي الله عليه وسلم وصف المحلل بالتيس المستعار".