القاهرة : الأمير كمال فرج.

ينتزع معظم الناس شعرًا رماديًا ، أو ينزعون قشر الجروح ، أو يقضمون الأظافر ، سواء بدافع الملل أو لتخفيف المشاعر السلبية، وفي حالات نادرة ، يمكن أن يكون هذا النشاط مصحوبًا بـ "الأوتوكانيبالية" ، وهو أن يأكل ذلك الشخص نفسه ، بأن يأكل شعره أو قشور جراحه أو أظفاره.

وذكر تقرير نشره موقع healthline أن "الأكل الذاتي هو اضطراب في الصحة النفسية يتثمل في المقام الأول بإكراه الشخص على أكل نفسه، ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن أحدث إصدار من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) لا يعرف هذا الاضطراب باعتباره اضطرابًا للصحة العقلية يمكن تشخيصه".

في هذه التقرير، سنستكشف الأسباب الكامنة وراء آكلة اللحوم الذاتية ، بالإضافة إلى الأنواع المختلفة من الأوتوكانيبالية، وكيفية التعامل معها.

ما هي الأوتوكانيبالية؟

يعد الأوتوكانيبالية  Autocannibalism ، المعروف أيضًا باسم أكل لحوم البشر الذاتي أو هجرة ذاتية ، شكلًا من أشكال أكل لحوم البشر الذي يتضمن ممارسة أكل الذات.

معظم الأشكال ليست متطرفة ، لا ينخرط معظم الأشخاص الذين يمارسون آكلي لحوم البشر الذاتي في أكل لحوم البشر الذاتي. بدلاً من ذلك ، تشمل الأشكال الأكثر شيوعًا تناول أشياء مثل:  قشور،  الأظافر،  بشرة،  شعر،  مخاط الأنف المجفف.

يتم تصنيف العديد من أنواع الأكل الذاتي على أنها سلوكيات متكررة تركز على الجسم (BFRBs)، وهي سلوكيات شديدة مثل العض والقطف والسحب والتي يمكن أن تسبب الضرر. ما يصل إلى 1 من كل 20 شخصًا لديه BFRB، ولكن يمكن اعتبارها "عادات سيئة". في حين أن BFRBs تشترك في بعض الأعراض مع اضطراب الوسواس القهري (OCD) ، إلا أنها ليست متشابهة.قد يرتبط البعض مثل هذه الممارسات بالقلق أو الاكتئاب، تعد الأوتوكانيبالية و BFRB من الاضطرابات المعقدة التي ترتبط غالبًا بحالات الصحة النفسية الأساسية مثل القلق أو الاكتئاب.

هل هناك أنواع مختلفة من الأكل الذاتي؟

أخطر شكل من أشكال الأكل الذاتي هو أكل أجزاء الجسم بالكامل. ومع ذلك ، فإن هذا النوع من الأكل الذاتي نادر جدًا بحيث لا يوجد سوى القليل من الأبحاث حوله.تشمل حالات الصحة العقلية الأخرى التي يمكن تصنيفها على أنها آكلة بشرية ذاتية ما يلي :

 1 ـ اللوتريوفاجيا Allotriophagia ، المعروف أيضًا باسم pica ، عندما يأكل الشخص عناصر ليس لها قيمة غذائية. يمكن أن تشمل هذه العناصر غير الضارة نسبيًا مثل الثلج أو المزيد من العناصر الضارة مثل رقائق الطلاء.

2 ـ  أنا كافيدجيا Onychophagia برغبة لا يمكن السيطرة عليها لأكل الأظافر. على عكس عادة القلق المتمثلة في قضم الأظافر ، تسبب هذه الحالة ضررًا كبيرًا للأظافر، ويتميز التهاب الجلد بأكل الجلد على الأصابع أو اليدين. هذه الحالة أكثر خطورة من مجرد قضم الظفر ، وغالبًا ما تؤدي إلى تلف الجلد والنزيف.

3 ـ  متلازمة تريشوفاجيا Trichophagia ، أو متلازمة رابونزيل ، عندما يشعر الشخص بأنه مجبر على أكل شعره. نظرًا لأنه لا يمكن هضم الشعر ، فقد يؤدي ذلك إلى انسداد أو التهابات في الجهاز الهضمي.إذا تُركت هذه المتلازمة دون علاج ، يمكن أن تؤدي التسمم الذاتي إلى حدوث ندبات ، وعدوى ، وفي بعض الحالات ، مضاعفات خطيرة قد تسبب الوفاة.

ما هي علامات وأعراض الأوتوكانيبالية؟

يمكن أن تتطور الأوتوكانيبالية كأثر جانبي لبعض حالات الصحة العقلية أو كعادة ثانوية بسبب BFRB غير المُدار، وقد تختلف علامات الأكل الذاتي اعتمادًا على نوع وشدة الاضطراب. وتشمل هذه: الضرر الذي يلحق بالجسمويمكن أن تسبب جميع أنواع الأكل الذاتي ضررًا للجسم ، مثل: كدمات،  نزيف، تندب، تلون، تلف الأعصاب، عدوى، مشاكل الجهاز الهضمي، ويمكن أن يتسبب التسمم الذاتي أيضًا في ظهور أعراض معدية معوية مصاحبة ، بما في ذلك: غثيان، ألم، قرحة المعدة،  دم في البراز، انسداد أو تلف الجهاز الهضمي، القلق أو الضيققد تكون الأوتوكانيبالية مصحوبة بمشاعر القلق أو الضيق قبل الإكراه وأثناءه وبعده.

فقد يعاني الشخص من مشاعر القلق أو التوتر التي لا يمكن تخفيفها إلا بالإكراه. قد يشعرون أيضًا بالمتعة أو الراحة بعد الإكراه ، بالإضافة إلى الإحراج أو الخجل بسبب الاضطراب.

هل هناك أسباب كامنة وراء الأوتوكانيبالية؟

على الرغم من وجود القليل من الأبحاث حول الأسباب الدقيقة لممارسة أكل الذات، إلا أن الأسباب الكامنة وراء BFRBs قد تتعلق بتلك التي تسبب الإصابة بالأكل الذاتي ، وتشمل:1ـ علم الوراثة. تشير الأبحاث إلى وجود عنصر موروث في تطوير BFRBs. يُقترح أن وجود أحد أفراد الأسرة مصابًا بـ BFRB قد يزيد من خطر الإصابة بحالة مماثلة.

2ـ  العمر. من المرجح أن تظهر بعض الحالات التي تسبب الأوتوكانيبال في مرحلة الطفولة. على سبيل المثال، تصف دراسة حالة واحدة تسمى متلازمة ليش نيهان (LNS) ، والتي تظهر في سن 1 تقريبًا مع أعراض الأوتوكانيبالية.

3ـ  العواطف. يُعتقد أن مجموعة متنوعة من المشاعر هي المحفزات الأساسية لـ BFRBs. في إحدى الدراسات الصغيرة ، وجد الباحثون أن الملل والإحباط ونفاد الصبر لعبوا دورًا مهمًا في تحفيز BFRBs في مجموعة الدراسة.

4ـ  مرض عقلي. لا يوجد سوى عدد قليل من الدراسات حول الحالة. على سبيل المثال ، تشير دراسة حالة واحدة إلى إصابة شخص يبلغ من العمر 29 عامًا بتاريخ من الذهان وإساءة استخدام المواد المخدرة.

على الرغم من وجود علاقة بين بعض سلوكيات الأكل المتكررة التي تركز على الجسم  BFRBs والأوتوكانيبالية autocannibalism ، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول الأسباب الكامنة وراء هذه الحالة.

كيف يتم علاج الأوتوكانيبالية؟

مع القليل من البحث عن والأوتوكانيبالية ، فإن خيارات العلاج لهذه الحالة تعتمد بشكل أساسي على تلك التي وجدت أنها فعالة بالنسبة لـ BFRBs.

تشمل خيارات العلاج هذه العلاج والأدوية والعلاجات البديلة، والعلاج النفسي، والعلاج السلوكي المعرفي (CBT) وهو نوع من العلاج النفسي يكون فعالاً في حالات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب و BFRBs.

ويركز هذا النوع من العلاج على كيفية تأثير أفكارك على سلوكياتك وحالاتك المزاجية، وكيفية تعديل تلك الأفكار والمعتقدات بطريقة إيجابية.

قد يكون التدريب على عكس العادة (HRT) ، وهو مجموعة فرعية من العلاج السلوكي المعرفي ، مفيدًا لظروف معينة مثل الأكل الذاتي.

مع العلاج التعويضي بالهرمونات ، ينصب التركيز على التعمق في العادات المتغيرة التي قد تكون مزعجة أو خطيرة. في دراسة حالة واحدة ، وجد الباحثون أن العلاج التعويضي بالهرمونات خيار علاجي فعال لهوس نتف الشعر.

وعندما يصاحب الأكل الذاتي اضطرابًا نفسيًا كامنًا مثل القلق أو الوسواس القهري ، يمكن استخدام الأدوية مع العلاج، والأدوية الأكثر شيوعًا لهذه الأنواع من حالات الصحة النفسية هي مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ، مثل: فلوكستين (بروزاك)، وسيتالوبرام (سيليكسا)، واسكيتالوبرام (يكسابرو)، وأميتريبتيلين.

قد يستغرق الأمر بعض الوقت للعثور على الدواء والجرعة المناسبين لحالتك بالضبط ، لذلك من المهم التواصل الجيد والمتابعة مع طبيبك.

العلاجات البديلة

في حين أن العلاج المعرفي السلوكي والأدوية هما العلاج الأكثر فاعلية لحالات مثل الأكل الذاتي ، يختار بعض الأشخاص دمج العلاجات البديلة. ذكرت الأبحاث أن اليقظة الذهنية يمكن أن تساعد في تقليل مشاعر التوتر والقلق من خلال إعادة عملية التفكير إلى الحاضر.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الأوتوكانيبالية  ، قد تساعد ممارسة التركيز في تقليل الإكراهات. ويمكن أيضا أن توفر الطرق البديلة الأخرى ، مثل العلاج بالتدليك أو الوخز بالإبر ، الراحة الجسدية لبعض أعراض الأكل الذاتي و BFRBs.

يعتقد أيضًا أن هذه الأنواع من العلاجات توفر المزيد من الفوائد العلاجية، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث.