القاهرة : الأمير كمال فرج.

واصلت فرق الإطفاء في ولاية أوريغون والولايات الغربية الأخرى في غرب الولايات المتحدة مكافحة حرائق الغابات المميتة يوم الأربعاء، والتي نتج عنها دخان استقر فوق مدن الساحل الشرقي على بعد آلاف الأميال ، مثل نيويورك وواشنطن. في الوقت نفسه برز تلاسن بين حاكم الولايات المتضررة والرئيس ترامب، واتهم البعض ترامب بإهمال قضية تغير المناخ التي أدت إلى هذه الحرائق، وأشار أحدهم إلى أن الأيديولوجية تتدخل في الأمر.
 
وذكر تقرير نشرته Voice of America  أن "منطقة شمال غرب المحيط الهادئ المنطقة كانت الأكثر تضررًا في الولايات المتحدة ، حيث أصبحت ولاية أوريغون أحدث بقعة ساخنة وأكثرها تركيزًا".
 
حرائق تاريخية

قالت حاكمة ولاية أوريغون كيت براون ليلة الاثنين إن ولايته "دفعت إلى أقصى حدودها" بسبب حرائق الغابات التاريخية التي دمرت مئات الهكتارات من الأراضي وقضت على مجتمعات بأكملها.
 
وقالت براون للصحفيين إنها طلبت من الرئيس دونالد ترامب إصدار إعلان كارثة كبرى في ولاية شمال غرب المحيط الهادئ ، مما سيتيح موارد اتحادية إضافية لرجال الإطفاء المحاصرين وغيرهم من موظفي الطوارئ. كان الرئيس ترامب قد أصدر بالفعل إعلان الطوارئ الفيدرالية لولاية أوريغون الأسبوع الماضي.
 
قال مسؤولو إدارة الطوارئ في ولاية أوريغون إن حوالي 16 شخصًا ما زالوا في عداد المفقودين وتأكد وفاة ثمانية أشخاص. وقال المسؤولون في وقت سابق إن 10 أشخاص قتلوا ، لكنهم خفضوا عدد القتلى بعد تحديد مجموعتين من الرفات على أنها حيوانات.

ويتوقع خبراء الأرصاد حدوث عواصف رعدية في ولاية أوريغون يومي الخميس والجمعة ، مما قد يساعد رجال الإطفاء على احتواء الحرائق وتنقية الهواء من الدخان الذي غطى الولاية منذ اندلاع الحرائق.
 
وصف المسؤولون البيئيون بالولاية جودة الهواء عبر ولاية أوريغون بأنها "خطيرة" أو "غير صحية للغاية". كانت الرؤية أقل من نصف كيلومتر في بعض الأماكن ، وفقًا لخدمة الأرصاد الجوية الوطنية، مما يجعل القيادة خطرة.
 
تدمير الأراضي

أدى الجحيم ، الذي تسببت فيه الحرارة والرياح الجافة لعدة أسابيع ، إلى تدمير حوالي 1.8 مليون هكتار من الأراضي عبر ولاية أوريغون وواشنطن وكاليفورنيا. تم تأكيد مقتل 35 شخصًا في حرائق الغابات في الولايات الثلاث.
 
في ولاية كاليفورنيا ، قتلت حرائق الغابات ما لا يقل عن 25 شخصًا ، وأضرمت النيران في أكثر من 4200 منزل ومباني أخرى ، وأحرقت ما يقرب من 1.2 مليون هكتار ، أي أكثر من أي عام واحد في تاريخها.
 
قالت خدمة الغابات الأمريكية إن أطقم العمل في مدينة لوس أنجلوس جنوب كاليفورنيا ، واصلت مكافحة حريق غابات يوم الثلاثاء جاء على بعد 150 مترًا من مرصد ماونت ويلسون الشهير.
 
الأيديولوجية تتحرك

وشهدت السناتور عن ولاية كاليفورنيا كامالا هاريس الأضرار الناجمة عن حرائق الغابات في ولايتها الأم يوم الثلاثاء وأعلنت أن "الأيديولوجية يجب ألا تبدأ" عند الاستجابة لحرائق الغابات وأزمات المناخ. ويبدو أن تعليقاتها كانت بمثابة انتقاد مبطّن للرئيس دونالد ترامب ، الذي زار الولاية يوم الاثنين ، رغم أنها لم تذكر اسمه.

خلال زيارته، عندما تحدث ترامب مع مسؤولي الدولة حول الحرائق ، تجاهل ترامب مرة أخرى المخاوف بشأن تغير المناخ كعامل محفز لتزايد عدد وشدة هذه الحرائق، وكرر دعوته للدول الغربية لممارسة إدارة أفضل للغابات.
 
قال ترامب عند وصوله: "عندما تسقط الأشجار بعد فترة قصيرة من الزمن ، تصبح جافة جدًا - حقًا مثل عود الثقاب". ويمكن أن تنفجر. عندما يكون لديك أوراق جافة على الأرض ، فهي مجرد وقود للحرائق ".
 
اتهام الحكومة الفيدرالية

لكن خلال الإحاطة ، أشار الحاكم الديمقراطي جافين نيوسوم ، وهو من أشد المنتقدين للرئيس ، إلى أن 56٪ من الأراضي في كاليفورنيا مملوكة فيدراليًا ، وبالتالي فإن الحكومة الفيدرالية تتحمل مسؤولية كبيرة لتحسين إدارة الغابات جنبًا إلى جنب مع الولاية. كما تحدى نيوسوم ترامب بسبب شكوكه الصريحة بشأن تغير المناخ.
 
قال الحاكم: "نشعر بقوة أن درجات الحرارة تزداد سخونة ، والجفاف يجف، وتغير المناخ أمر حقيقي. يرجى احترام الاختلاف في الرأي هنا فيما يتعلق بالقضية الأساسية لتغير المناخ ".

بدا ترامب إلى جانب نيوسوم ، لكنه توقع بعد ذلك أن المناخ "سيبدأ في البرودة". عندما ألح عليه وزير الموارد الطبيعية في كاليفورنيا ويد كراوفوت مرة أخرى بشأن تغير المناخ ، قال ترامب "لا أعتقد أن العلم يعرف حقًا."
 
حريق متعمد

قبل اجتماع الرئيس ، شجب نائب الرئيس السابق جو بايدن ، المرشح الديمقراطي للرئاسة ، ترامب ووصفه بأنه "حريق متعمد للمناخ" خلال خطاب من ولايته مسقط رأسه ديلاوير.
 
وقال نائب الرئيس السابق إن نهج ترامب هو تجاهل الحقائق و "إنكار الواقع" ، داعيا إلى الاعتراف بتاثير تغير المناخ.
 
بعد يوم من رفض الرئيس اعتبار تغير المناخ سببًا لحرائق الغابات ، أيدت  Scientific American ، وهي مجلة علمية أمريكية بايدن ، وهو أول تأييد في تاريخها الممتد 175 عامًا.  

وقالت رئيسة التحرير لورا هيلموث إن التأييد جاءت بعد أن أدركت المجلة أن إدارة ترامب كانت أسوأ بكثير للمجتمع العلمي مما كانت تعتقد في البداية، وقالت هيلموث إن توقيت التأييد كان مصادفة لأن القرار تم اتخاذه خلال الشهرين الماضيين.
 
وانتقدت افتتاحية المجلة التي كتبها كبير المحررين جوش فيشمان ترامب بشدة لسعيه إلى خفض التمويل العلمي وإدارته لأزمة فيروس كورونا.