القاهرة: الأمير كمال فرج .
بوكو بالجودا سيدة أثيوبية عمرها 45 عاما من قبلية "كارو" التي تعيش في قرية دوس، جنوب وادي أومو في إثيوبيا، أنجبت سبعة أبناء وثمانية بنات قتلوا جميع عند الولادة بأمر من شيوخ القرية الذين قرروا أن الأطفال "لعنة".
تقول لصحيفة Daily Mail البريطانية "كان لي سبعة ذكور وثماني إناث، وكانت التقاليد القبلية لدينا صعبة جدا، ولأنني لم أحترم تقاليدنا، قتلوا أولادي".
وبالجودا ليست وحدها، فمفهوم "اللعنة" أو الأطفال الملعونين مبدأ في الحياة القبلية، حيث يصر شيوخ القبيلة أن الأطفال لعنة، لذلك يقتلونهم قبل أن يحل على القبيلة سوء الحظ، حيث تعتقد قبائل "كارو" أن هؤلاء الأطفال سيجعلون الأرواح الشريرة تصيب المجتمع بـ "اللعنة "، فتصاب القبيلة بالحظ السيئ، والأمراض والمخاطر، مثل الجفاف، والمجاعة، والمرض، أو حتى الموت، وأن لا سبيل لمنع ذلك إلا بقتل الطفل.
ورغم الجهود التي تبذلها الحكومة الأثيوبية لحظر هذه الممارسة، وهي قتل الأطفال كل يوم، لازال هذا التقليد شائعا، ويتم قتل الأطفال سواء بتركهم وحدهم لتأكلهم الضباع، أو بإلقائهم للتماسيح الجائعة، أو ببساطة تركهم في كوخ مقفل حتى الموت.
عندما تزوجت بالجودا، أعلن شيوخ القرية أن أي طفل ستلده سيعتبر غير شرعي، وسيقتل في أقرب وقت، ولكن عدم الشرعية ليس السبب الوحيد لاعتبار الطفل "ملعونا" ، حيث يمكن كذلك بسبب الإعاقة، أو لأن آباءهم لم يحصلوا على إذن للحمل من الشيوخ، أو في حالة ولادة التوائم، أو لأن أسنان الطفل غير سليمة.
والغريب أن الأمر أصبح لا يحتاج إلى حكم القبيلة، فبمجرد ولادة طفل ملعون، تتركه القبيلة وحيدا في الأدغال دون طعام وماء، أو يلقونه في منتصف النهر ليكون وجبة للتماسيح".
وفي عام 2012، وافق شيوخ قبائل كارو في النهاية على وضع حد لتقليد "اللعنة"، وذلك بعد جهود بذلتها جمعيات خيرية محلية ودولية.
الجمعية الخيرية التي تدير دارا للأيتام في وادي أومو، تبذل جهودا كبيرة في محاولة لإقناع الآباء والأمهات بخرافة "الأطفال اللعنة"، وتعزيز الآباء لأطفالهم بدلا من قتلهم.