أبوظبي : وام.
تجاوزت الملاحم البطولية للأطباء والطبيبات الإماراتيين في مواجهة فيروس كورونا المستجد حدود الوطن لتشمل عددا من الدول الشقيقة والصديقة، في ترجمة صادقة لنهج الإمارات الثابت في التضامن الإنساني بأوقات المحن والأزمات.
وأظهرت أزمة "كورونا"، معدن أبناء الإمارات الأصيل، من أطباء وطبيبات يعملون في أكبر المستشفيات العالمية على الرغم من تفشي الفيروس في هذه الدول، والذين ووجدوا أنه من الواجـب عليهم البقاء وتأجيل عودتهم للوطن ليسطروا أسمى معاني العطاء الإنساني والمسؤوليـة الطبية في معالجة ودعم المصابين بكوفيد-19.
ويرصد تقرير صادر عن الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، عدد من الحالات لأطباء وطبيبات إماراتيين آثروا الانضمام إلى خط الدفع الأول في خمس دول شقيقة وصديقة والمساهمة بجهود التصدي للوباء وعلاج الحالات المصابة.
ففي المملكة العربية السعودية، قررت طبيبة إماراتية شابة خلال فترة تدريب في المملكة ببرنامج الزمالة للأمراض المعدية، أن تنضم لفريق طبي في مستشفى الملك فيصل التخصصي لمكافحة فيروس "كوفيد-19 "، مجسدة بذلك أسمى معاني المودة والتقارب ولتؤكد على الشعار "الإماراتي سعودي..
أما في فرنسا فقد جسد 9 أطبـاء إماراتيون قصـة وفاء أبناء الإمارات للعالم، وذلك بعدما آثـروا البقاء فـي عدد من المستشفيات والعمل بأقسام طب الطوارئ والطب الباطني والجراحة، للمساعدة في معالجة تفشي المرض في الدولة التي تعتبر من الأكثر تضررا في أوروبا، والتي أعلنت حالة الطوارئ منتصف مارس الماضي.
وفي ألمانيا اظهر طلبة طب، وأطباء إماراتيون عزيمة وإصرار منقطع النظير عندما قرروا استكمال رحلة الدراسة والتخصص وبنفس الوقت دعم الكادر الطبي الألماني في ظل الجائحة، وكان ذلك بناء على طلب المسؤولين في المستشفيات، حيث لبى "عيال زايد"، نداء الواجب الإنساني وبذلوا قصارى جهدهم في دعم جهود الكادر الألماني لاحتواء فيـروس كوفيـد-19 ً جامعين بين الواجب، واكتساب الخبرة في أفضل الأنظمة المتميزة في الصحة والخدمات العلاجية.
وبالانتقال إلى كندا.. تابع الإماراتي المختص في الطب النفسي في مستشفى مونتريال الكندية للأطفال، عمله ومناوباته الطويلة للعناية بالمرضى ممن يعانون أمراضا مزمنة، والتأكد من خلوهم من أعراض تتصل باضطرابات القلق، أو الاكتئاب في مثل هذه الظروف الحرجة، متسلحا بالقيم الاخلاقية والمبادئ الإنسانية التي نشأ وترعرع عليها في وطنه الإمارات.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية أصبح ثلاثة إماراتيين جزءا لا يتجزأ من أركان المنظومة الصحية في عز الأزمة، منهم طبيـب الأطفال المتخصص في العناية المركزة لحديثي الوالدة والخدج في هيوستن بولاية تكساس الأمريكية الذي ترك بصمة وسيرة عطرة عن عطاء بلاده الإمارات.
كذلك لم يشعر طبيب إماراتي آخر في قسـم الطب الباطني بمستشفى متروبوليتان - كلية طب جامعة نيويورك، بالحيرة بين اختيار البقاء أو العودة إلى الوطن، لأنه يؤمن بأن مهنته الإنسانية تتطلب منه التضحية، لمساعدة زملائه الأطباء في عملهم المشرف.
بدوره تابع طبيب إماراتي بمستشفى "كليفلاند كلينك" في ولاية أوهايو الأمريكية مهامه المتمثلة بتغطيته لأمور السريرية وإجراء العمليات في نطاق الجراحة العامة لاسيما أنه استشاري في هذا التخصص، ويتمثل دوره بتخفيف القلق والمخاوف عند المرضى، وبث الأمل في نفوسهم بالقدرة على تجاوز الأزمة.