القاهرة : الأمير كمال فرج .
فتيات صغيرات يلدن اطفالا في عمر إخوانهن قليلا ، .. هذا هو الوضع في جواتيمالا، البلد الذي ولدت ما يقرب من ربع جيل من الأطفال لأمهات في سن المراهقة. لم يصل بعض حتى عامهم الـ 13 ، ففي عام 2011، كان هناك 35 ألف من الأمهات الجدد اللاتي لا يتجاوزن العشر سنوات فقط من العمر، الأمر الذي يضع كل من الأمهات وأطفالهن في خطر مميت.
تشمل الولادات في سن المراهقة ، 90% تقريبا، وغالبا ما يكون السبب في هذه الورطة أحد الاقرباء ، عم أو ابن عم، والمرعب ان 30% من الأطفال يولدون نتيجة لاغتصاب الأب لابنته .
تتعرض هؤلاء الفتيات لصدمة ، حيث لا يفهم العديد ما كان يحدث لهن، وبعضهن لم يسمع قط عن وسائل منع الحمل، وقامت المصورة السويدية ليندا فورسيل بتوثيق هذه اللحظات.
على مدار الرحلات المتكررة خلال فترة سنتين، حكي لها الناس قصصهم كما عملت هناك العديد من قصص الاغتصاب : الفتاة التي كانت مربوطة إلى شجرة بينما اغتصبها رجل يبلغ من العمر 53 عاما ، الفتاة التي تم بيعها لزوجها، الفتاة التي بتتراوح عمرها بين 12، فتاة شابة حتى انها لم تكن تعرف انها يمكن أن تحمل .
في عام 2014، كان هناك 5100 من الأطفال الذين يولدون لأمهات في سن المراهقة الذين تقل أعمارهم عن 14 ارتفاعا من 4354 في العام السابق.
وتسعى الحكومة للقضاء على هذا الوباء، حيث صدر هذا الأسبوع قانون جديد، لزيادة السن القانونية للزواج إلى 18. وكان سابقا فقط 14.
ولكن في عام 2012 كان هناك 2000 حالة معروفة لطفلات أقل من 14 عام يلدن ، وقد أدى الرقم الخطير المدعي العام للأطفال في غواتيمالا، هارولد فلوريس، لوصف ارتفاع معدل حالات الحمل في سن المراهقة في البلاد بأنها "آفة".
قال رئيس الصحة الجنسية والإنجابية بمرصد غواتيمالا (OSAR)، لصحيفة Daily Mail أن "المشكلة تنبع من إيمان الرجال أن المرأة هي "الملكية والحيازة، لقد سمعنا آباء يقولون إنها ابنتي وملكي، ولذا فإنني سوف أفعل ما أريد معها '.
ويعد الاغتصاب إرث الحرب الأهلية في غواتيمالا، الذي استمر لمدة 36 عاما حتى منتصف التسعيننات، ويعتقد وزير الصحة أنه تم اغتصاب 100 آلاف امرأة خلال تلك السنوات تحت تهديد السلاح، من قبل كل من الجنرالات اليمينية المدعومة من وكالة المخابرات المركزية، والمتمردين اليساريين.
لا تزال ظاهرة اغتصاب آلاف النساء من جميع الأعمار الهاجس المقلق كل عام ، وحوالي 10 آلاف إمرأة فقط من تملك الشجاعة الكافية للابلاغ عن ذلك، واحدة فقط من كل عشرة نساء تقوم بالابلاغ ويدان مهاجمها .
قالت كارولينا إسكوبار، التي تدير احدي الملاجئ في البلاد لتايمز: أن "غواتيمالا لديها ثقافة متهاونة للغاية للعنف الجنسي ضد الفتيات والنساء، إنه من المحرمات التي يجب أن لا تناقش من قبل مجتمعنا ".
وخلال فترة وجودها، التقت ليندا الأمهات اللائي بعن بناتهم والنساء الذين لم تبلغ بعد لأنهن كانوا يعتقدن أن ذلك ببساطة من المعتاد، حتى الزوج الذي تزوج فتاة في سن 12 عاما لم يصدق أنه يفعل شيئا خاطئا، حيث يعتقد هؤلاء الناس أنهم لا يقومون بأي فعل شرير، وأن الوضع على ما يرام، تقول ليندا أن 30% على الأقل من الزيجات في جواتيمالا العروس بها طفلة لا يتعدى عمرها 10 سنوات .
وقال هيلين ليفا، التي تعمل لصالح الأعمال الخيرية للشباب في وقت سابق من هذا العام: "تعرف الأسر الآن القوانين، ويتم الإبلاغ عن الرجل إذا كانت الفتاة تلد في المستشفى، ولتغلب على ذلك كانت الفتيات تلدن في المنزل".
وتقول ليندا : " لا أرى إمكانية لمستقبل أكثر إشراقا للأمهات المراهقات في غواتيمالا، ولكن هذا القانون الجديد من قبل الحكومة قد يوحي بأوان التغيير.
واضافت أن "ظهور شبكة الانترنت يعني أن الناس اصبحت أكثر وعيا من العالم الخارجي، وربما أكثر استعدادا لتشكيل قاعدة اجتماعية في المستقبل.