القاهرة : الأمير كمال فرج.

كشفت دراسة جديدة أن الناس في المملكة المتحدة ضاعفوا تقريبًا مقدار الوقت الذي يقضونه في قراءة الكتب منذ بدء الإغلاق الناتج عن تفشي Covid-19، ولكن بدلاً من قراء القصص الخيالية يتحولون إلى قصص الجريمة والإثارة.

وذكر تقرير نشرته صحيفة  the Guardian إن "بحث نيلسين بوكسكان Nielsen Book مزود بيانات صناعة النشر ذكر أن 41 ٪ من الأشخاص قالوا إنهم يقرأون المزيد من الكتب منذ فرض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إجراءات الإغلاق في 23 مارس، وفقًا لعينة تمثيلية على المستوى الوطني تضم 1000 بالغًا ، تم مسحها في الفترة من 29 أبريل إلى 1 مايو".

وفيما زادت الأمة أيضًا مقدار الوقت الذي تقضيه في قراءة الكتب من حوالي 3.5 ساعة في الأسبوع إلى ستة ساعات في الأسبوع، قال 10٪ فقط من البالغين أنهم كانوا يقرؤون أقل.

الجريمة والإثارة

كشف القراء أيضًا أن أذواقهم تغيرت منذ اندلاع Covid-19 ، حيث تزايد اهتمامهم بالجريمة والإثارة ، والخيال الشعبي . قالت نيلسين إن هناك "شهية ضئيلة في الوقت الحالي للخيال البائس".

قال أكثر من نصف المستطلعين (52٪) أنهم يقرؤون أكثر، لأن لديهم المزيد من وقت الفراغ، وقال 51٪ إنهم كانوا يريدون البقاء مستمتعين، وشعر 35٪ أن الكتب توفر "هروبًا من الأزمة".

لم تفاجأ الكاتبة البريطانية لويز دوتي ، صاحب الفيلم المثير "المنصة السابعة" ، بالاهتمام المتزايد بالخيال الإجرامي ، قائلة إنه "من الخطأ إفتراض أنه في الأوقات الصعبة يريد الناس قراءة خفيفة، ويتجنبون قراءة الحكايات المؤلمة ".


حل الألغاز

قالت دوتي : "يريد الناس أن يتم استيعابهم ، وهذا يعني أنهم سيذهبون إلى أي كتاب حيث توجد قصة ستسحبهم وتلفت انتباههم. الجريمة والقصص المثيرة ، تلك الفئات الأوسع ، هي من تحقق ذلك ، حتى لو فعلت ذلك من خلال وسيط حكايات حيث يقوم الناس ببعض الأشياء الكئيبة للغاية"

أوضحت دوتي إنه "على الرغم من هذه التيارات الخطيرة ، فهي أنواع مسلية حيث يتم حل الألغاز ،  ويمكننا جميعًا فعل ذلك في الوقت الحالي. يحدث الشيء الكئيب ولكن غالبًا ما يكون هناك حل أو تفسير في النهاية. في "المنصة السابعة" ، لم أستطع أن أرى شبح الراوي ينشأ من بين الأموات، ولكن هناك شعور قوي في نهاية الكتاب بأن الموتى لا يتركوننا حقًا - إذا أحببناهم ، سيعيشون في قلوبنا، ومن المفارقات ، أن الكتب الكئيبة يمكن أن تكون الأكثر رفاهية على الإطلاق".

عودة القيم

عندما كتب المؤلف المسرحي بيتر ماي فيلم الإثارة الخاص به "Lockdown "في عام 2005 ، اعتقد الناشرون أن السيناريو الذي يتخيل أن لندن أغلقت بسبب إنفلونزا الطيور كان بعيد المنال. لكن كتاب ماي ، الذي تبرع بعائده لأولئك الذين هم على خط المواجهة في الحرب ضد الفيروس التاجي ، شهد ارتفاعًا كبيرًا في المبيعات منذ نشره الشهر الماضي.

قال ماي : "أعتقد أن خيال الجريمة يمثل عودة مريحة للقيم التي نشعر في بعض الأحيان أننا فقدناها - حيث تنتصر قوى الخير (بشكل شبه دائم) على قوى الشر". "وهذا مهم بشكل خاص في وقت يبدو فيه عالمنا وكل شيء مألوف بالنسبة لنا قد انقلب رأسا على عقب".

 تجربة مشتركة

يبدو أن القراء يجدون الراحة في قصته عن عالم يشبه عالمنا بشكل غريب ، يقول ماي: "عندما كتب الرواية لأول مرة كان يعتقد أن القراء لن يكونوا قادرين على التعرف على عالم قام فيه المجتمع بإغلاق البواب ضد وباء مميت . للأسف ، أصبح الآن سيناريو مألوفًا للغاية. ومن الغريب أن الناس يشعرون بالراحة من ذلك أيضًا - وهي تجربة مألوفة ومشتركة يمكنهم التعرف عليها ، على عكس الوضع الطبيعي "القديم" ، حيث يقبل الناس ويحتضنون ويصافحون ، ويشعرون الآن بعدم الارتياح في الماضي".

على الرغم من الزيادة الواضحة في الوقت المستغرق في القراءة ، وجد الاستطلاع أن التغييرات في شراء الكتب كانت أكثر توازناً. في حين قال 25 ٪ أنهم قاموا بزيادة المشتريات ، اشترى 18 ٪ أقل، حيث أشار معظم المشاركين إلى عدم قدرتهم على زيارة المكتبات كسبب لهذا الانخفاض.

التوصيات الخاصة

قالت شركة بيع الكتب ووترستونز Waterstones أن مبيعاتها الخاصة عكست استطلاع نيلسين، حيث سيطرت القصص الخيالية والجريمة على أكثر الكتب مبيعًا ، بما في ذلك "كويني Queenie" بقلم كانديس كارتي ويليامز ، و""حيث يغني الرواداد Where the Crawdads Sing " لديليا أوينز ، والبيت الهولندي The Dutch House بقلم آن باتشيت ، و"فتاة وإمرأة أخرى Girl, Woman, Other" لبرناردين إيفاريستو .

قال بي كارفالهو من ووترستونز، فإن النجاح أثناء الإغلاق مدفوعًا بالجودة التي كانت مهمة قبل حدوث الوباء بوقت طويل.

قال كارفالهو: "يبدو أن عملائنا يستجيبون للتوصيات الخاصة برواية القصص الممتعة والجذابة والتي تتميز بالأسلوب الأدبي". "لحسن الحظ ، كان هناك الكثير من الكتب الجديدة الرائعة لمشاركتها خلال هذه الفترة والتي كشفت عن حاجتنا للهروب ، والخيال المقنع".