القاهرة : الأمير كمال فرج.

قررت كريستين أديس حزم الحقائب لتسافر وحدها عبر العالم، في رحلة طويلة مدتها ثلاث سنوات، ولا تزال تقول انه أفضل قرار اتخذته في حياتها.

ذكر تقرير نشرته صحيفة Daily Mail، أن "كريستين أديس مواليد كاليفورنيا ، (29 عاما) بدأت رحلة منفردة عام 2012 بعد انسحابها من الحياة بسبب إصابة في كتفها لإعادة تقييم مسيرتها. باعت كل أمتعتها وأغراضها، وتوجهت إلى كمبوديا لا تحمل سوى حقيبة يد، متجاهلة جميع الانتقادات بأن سفر المرأة وحدها غير آمن، وخاصة لفترة ثلاث سنوات".

زارت كريستين 35 بلدا، وتسلقت بعض من أعلى الجبال في العالم، وألفت كتابا عن الإستفادة القصوى من رؤية العالم وحدها.

قامت كريستين بإطلاق حساب خاص بها علي إنستجرام، بالإضافة إلى مدونتها الخاصة ،  بعد أن بدأت رحلتها، مما جذب ما يقرب من 50 ألف من القراء في الشهر، وحرص معظم المشجعين على اتباع خطاها.

وقالت ان مدينة باي في شمال تايلاند كانت الوجهة المفضلة لها نظرا للطبيعة الساحرة والشلالات الجميلة، كما اشتملت رحلتها علي زيارة مدينة دالي في الصين، وبرلين في ألمانيا، وأربعة آلاف جزيرة في لاوس، وسان فرانسيسكو، وكيب تاون، وملبورن.

قالت كريستين علي المدونة أنها تمول أسفارها عن طريق الكتابة على الإنترنت، وقالت "كنت في السادسة والعشرين عندما غادرت، وكنت عملت لمدة أربع سنوات، وبقيت هناك لأن المال كان جيدا، وأعتقد أنه كان ما كان من المفترض أن أقوم به، ولكني اضطررت إلى أخذ إجازة من العمل للخضوع لجراحة في كتفي، أتذكر أني جلست هناك لأفكر، وقد تضرر بالفعل جزء من جسدي، فشيء مؤلم أن أكون في مثل هذا السن ومازلت غير قادرة على الذهاب أو السفر، لذلك أدركت أن الوقت حان للذهاب. بعت كل مقتنياتي وحجزت تذكرة وحدي."

وأضافت "وحتى الآن، سافرت إلى 35 دولة، وكنت أحاول قضاء شهر على الأقل في كل مكان لأشعر أنني أحصل على فرصة أفضل للتعرف على السكان المحليين".

وتضيف كريستين  : "سافرت وحدي الي الصين، وتعلمت علي يد راهب، وقمت بالغوص في بعض الأماكن الأجمل في العالم، ودائما اختار وسائل النقل العام في السفر بقدر ما استطيع، في إحدي المرات أخذت العبارة 14 ساعة وكنت الأجنبية الوحيدة على متن القارب، وكان السكان المحليين في غاية اللطف رغم أننا لا يمكننا التواصل"

وعن ظروف المعيشة في كل بلد تقول : "يجب أن لا تذهب لاستكشاف أوروبا على سبيل المثال في حدود ميزانية صغيرة، حيث لن يمكنك أن تذهب بعيدا جدا، وإذا كنت ترغب في البقاء في أماكن جميلة بدلا من السكن سوف تجد صعوبة في ذلك، لكن تكاليف السفر والاقامة في آسيا جيدة، حيث يمكنك البقاء في بيت من طابق ليلا في الهند بأقل من 10 $ دولار في الليلة".

ورغم جمال ومتعة السفر وحدها، إلا أنها تحذر من المخاطر، وقالت: "فيما يخص السلامة، كمسافر منفرد كنت حقا بحاجة الى الثقة، فلا تدع المخاوف تؤثر علي متعة السفر، عليك فقط أن تفعل ما تفعله في المنزل، لا تتجول في الظلام وحدك على سبيل المثال".

وحذرت كريستين من مواجهة مخاطر على طول الطريق، ففي عام 2014، بينما كانت تستخدم الشارع الخلفي المظلم في نيبال لشراء زجاجة من الماء، اقترب منها شخص غريب، وحاول مهاجمتها، وتقول عن ذلك : "وهذه هي المرة الأولى التي شعرت بخطر السفر ، فتوجهت مباشرة إلى الشرطة السياحية بعد استعادة رباطة الجأش. سألوا إذا كان لي أي صديق في نيبال ممن يكونوا قادرين على اصطحابي للعودة إلى دار الضيافة، فقلت أنا وحدي."

وبعد مرور عام، أصدرت كريستين أول كتاب إلكتروني لها بعنوان : "التغلب علي الجبال: إجراءات السفر منفردا وبلا خوف"  - الذي يتناول سلامة المسافر وحيدا، وخاصة إذا كانت إمرأة.

تقول كرسنين لصحيفة : "واحدة من أصعب الأمور التي يواجهها الناس كمسافر منفرد هو التعامل مع الأفكار الخاصة بك، سيكون لديك الكثير من الوقت للتفكير عندما تكون وحيدا، على سبيل المثال قضاء 14 ساعة في الحافلة شيء جيد، فالسفر منفردا ساعدني على تقدير حياتي الخاصة، أنا الآن أكثر ثقة بنفسي وأفضل حالا بكثير".

وتتابع كريستين  "من بين الدول التي زرتها كانت جنوب أفريقيا الأكثر إثارة للدهشة. من الأخاديد البرتقالية إلى الشواطئ المذهلة، كانت جميلة جدا، وعندما  كنت في اسكتلندا كان المشهد يتغير دائما."

واليوم، لا تزال كريستين مسافرة، ومن المتوقع أن تشرع في آخر مغامرة لها في موزمبيق، تقول : " لا أعرف متى سأتوقف السفر، فمن الصعب حقا أن أقرر الآن."

وتضيف :"أعتقد أنه من المهم جدا للناس تجربة السفر منفردا، هناك شيء سحري حقا في أن تكون في مكان ما وحدك، لتعرف حقا من أنت".