القاهرة : أ ك ف . الترجمة .
يعاني الملايين من الناس من مرض السكري نوع 1 ، ويقومون بحقن أنفسهم بالأنسولين يوميا، ومؤخرا اكتشف العلماء أن حقن مليارات من الخلايا المناعية في الجسم يعيد إنتاج الهرمون في الدم.
وقال خبراء العلاج بعد العديد من الأبحاث ، والتي استمرت لمدة عام، يمكن أن يكون بمثابة "تغير قواعد اللعبة" للأشخاص الذين يعانون من المرض.
ومرض السكري حالة صحية مدى الحياة، حيث يوجد الكثير من الجلوكوز في الدم، لأنه لا يمكن للجسم استخدامه بشكل صحيح.
والأنسولين هرمون يفرز من قبل خلايا في البنكرياس، مما يساعد علي هضم وامتصاص السكر في الدم، ويملك الأصحاء الملايين من الخلايا T- ريج "التي توقف نظام المناعة في الجسم بمهاجمة هذه الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس.
ومع ذلك، لا يمتلك مرضي السكري من النوع 1 - ما يكفي من خلايا T-ريج لحماية البنكرياس، وهكذا تتعرض لهجوم وتتوقف عن انتاج ما يكفي من الأنسولين، ويقوم غالبية مرضي السكري بحقن أنفسهم بالأنسولين عدة مرات يوميا.
ووفقا لتقرير نشرته جريدة "تليجراف"، وجد باحثون في كاليفورنيا أن الخلايا T-REG يمكن إزالتها من الجسم، وبنسبة 1500 مرة في المختبر، حيث يمكن إعادتها إلى مجرى الدم لتعمل بشكل طبيعي لحماية الخلايا المنتجة للأنسولين.
تمت تجربة العلاج علي 14 شخصا، وكان العلاج آمن ، واستغرق ما يصل الى 12 شهرا، وكانت أعمار الناس في الدراسة بين 18 و 43 عاما، وكان قد تم تشخيصهم مؤخرا بمرض السكري نوع 1.
استأصل الأطباء نحو كوبين من الدم الذي تحتوي على مليونين إلى أربعة ملايين الخلايا T-REG، وتم فصل هذه عن غيرها من الخلايا، ويسمح بالتكرار في المختبر، قبل إعادة هذه الخلايا مرة أخرى إلى الدم.
وبعد 12 شهرا، أثبت العلاج فاعلية لربع المشاركين في الدراسة، حيث كانوا قادرين على حماية البنكرياس، لذلك يمكن أن يستمر في إنتاج الأنسولين.
وقال البروفيسور جيفري بلو من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: " يمكن أن يغير ذلك العلاج الكثير من قواعد السكري، باستخدام هذه الخلايا وبثها مرة أخري الي الدم لتنشيط الجهاز المناعي، وبذلك نكون قادرين على تغيير مسار هذا المرض.
وأضاف "نتوقع أن العلاج بهذه الطريقة سيشكل جزءا هاما من علاج مرض السكري في المستقبل، حيث يمكن أن يوقف الحاجة لحقن الانسولين العادية، كما يمكن أيضا السيطرة علي المرض ومنعه من التقدم، حيث يؤدي السكري في مراحله المتقدمة إلى تلف البنكرياس، والعمى، وبتر الأطراف.
وأضاف الفريق أن "العلاج يمكن تطويره في المستقبل لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي والذئبة، بل إنه قد يساعد الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، والأوعية الدموية، والأمراض العصبية والسمنة.
وتعليقا على هذه الدراسة ـ التي نشرت في مجلة "علوم الطب" ـ قال السي السدير رانكين، من منظمة مرض السكري في المملكة المتحدة، إن "تنظيم نظام المناعة في الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع 1 وإعادة إنتاج الأنسولين هو تقدم مهم في البحث العلمي، وخطوة واثبة نحو الشفاء.
وذكرت دراسة إكلينيكية أن البحث يناقش فكرة مثيرة حقا، ولكنه سيتطلب بعض الوقت قبل أن نعرف ما إذا كان علاجا فعالا".
ما هو الفرق بين النوع 1 والنوع 2 من داء السكري؟
داء السكري من النوع 1
نوع 1 يتطور عندما يتم تدمير الخلايا المنتجة للأنسولين في الجسم، وترك الجسم غير قادر على إنتاج أي أنسولين على الإطلاق، ولم يكتشف العلماء بعد سبب تدمير الخلايا المنتجة للانسولين في الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة.
ومن المعتقد أن يكون سببه غير طبيعي، وهو من أمراض المناعة الذاتية، يأتي كرد فعل على الخلايا، والتي يمكن أن تكون ناجمة عن فيروس أو عدوى أخرى.
ويعتقد الخبراء أن هناك عنصر وراثي لمرض السكري من النوع 1، وهو الأكثر شيوعا في بعض أجزاء من العالم أكثر من غيرها، وخلافا للنوع 2، فان مرض السكري من نوع 1 ليس له علاقة بنمط الحياة أو الوزن.
ويمكن أن تتطور الحالة في أي عمر، ولكن عادة ما يتم تشخيصه قبل سن الأربعين ، والأكثر شيوعا في مرحلة الطفولة المتأخرة، وحوالي 10 في المائة من 3.5 مليون شخص مصاب بالسكري في المملكة المتحدة مصاب بالنوع 1
داء السكري من النوع 2
هي الحالة تحدث عندما يكون الجسم لا يزال قادرا على إنتاج الأنسولين، ولكن ليس بما فيه الكفاية، وأيضا عندما لا يعمل الأنسولين الذي يتم إنتاجه من قبل الجسم بشكل صحيح، وتعرف باسم مقاومة الأنسولين.
في البداية، ومرض السكري من النوع 2 يمكن السيطرة عليه بإتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وهو ومنتشر بشكل أكبر في من يعانون من زيادة الوزن، ولديهم محيط خصر كبير، فهم أكثر عرضة للتشخيص مع مرض السكري من النوع 2.
وتزداد فرص إصابة أولئك من لديهم أقارب يعانون من هذه الحالة، أو الذين هم من جنوب آسيا ، فهم أيضا في خطر متزايد.
وعادة ما يصيب أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاما، ولكن الناس من جنوب آسيا تتأثر عادة من سن ٢٥.
حوالي 90% من 3.5 مليون شخص مصاب بالسكري في المملكة المتحدة لديهم نوع 2، وبالإضافة إلى ذلك، هناك 549 ألف من الذين لديهم داء السكري من النوع 2 ، ولكن لا يعرفون التشخيص السليم والدقيق .