القاهرة : الأمير كمال فرج.

توفر الموسيقى أجواء ممتعة للجميع ولكنها أكثر أهمية بالنسبة للأمهات الحوامل ، بالإضافة إلى توفير بيئة ممتعة لهن ، فهي تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الأطفال الذين لم يولدوا بعد. هناك العديد من النتائج العلمية لاستنتاج التأثير الإيجابي للموسيقى على صحة الأمهات الحوامل وكذلك على التطور الشامل للأجنة.

ذكر تقرير نشره موقع devdiscourse أن "الأم ، ليست مريضة! هذا عنوان حملة (#mothernotpatient) التي تدعو لضمان أجواء ممتعة وزيادة السعادة للأمهات الحوامل، ووجود أرضية لذلك في العديد من الأبحاث العلمية من جميع أنحاء العالم، حيث تعزز هذه الأبحاث أنه لا ينبغي معالجة الأمهات الحوامل بشكل سلبي، وتشدد على مسؤولية الأسرة والأخوة الطبية وجميع أصحاب المصلحة الآخرين لضمان بيئة إيجابية لأن يكن أمهات" في محيطهن، والتأكيد على أن دور الموسيقى في ضمان الإيجابية بين النساء الحوامل لا مثيل له".

أثبت البحث العلمي الآن أن الموسيقى اللطيفة لها تأثير إيجابي على صحة الأم الحامل وكذلك طفلها الذي لم يولد بعد. وبالتالي ، فإن أطباء أمراض النساء يستخدمون الموسيقى والغناء ، اللتين اكتسبتا شعبية كقوة لدى الأطباء، بشكل متزايد كوصفة طبية للأمهات الحوامل.

بالإضافة إلى البحث العلمي المستقل والمؤسسي، توصي منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) أيضًا بالموسيقى المنتظمة للأمهات الحوامل للحصول على حمل صحي وطفل أكثر صحة.

أثبت العلماء الآن أنه في الثلث الثالث (من الشهر السادس إلى التاسع) من الحمل ، يبدأ الجنين في التعرف على صوت الأم ولغته الأصلية وإيقاعه وحتى نمط الكلمة. نظرًا لأن عيون وأنف وأذنين الجنين يمكن رؤيتها بوضوح في الشهر الثاني من الحمل ، يرى بعض الباحثين أن تأثير الموسيقى والأجواء العامة على الجنين يظهر في وقت مبكر جدًا.

على الرغم من أن التأثير المباشر للموسيقى على نمو الجنين قد تم تأسيسه في الفصل الثالث ، فإن التأثير الإيجابي للموسيقى على الحمل لا يعد ولا يحصى، لأنه يخلق جوًا لطيفًا للأم الحامل التي تلعب دورًا مباشرًا في نمو الطفل الشامل. . ، ويمكن تلخيص دور الموسيقى في صحة الأم الحامل وطفلها الذي لم يولد بعد على النحو التالي:

1ـ تقلل الإجهاد :

تعتبر الموسيقى علاج للتوتر . عندما تمر الأم الحامل بالعديد من التغيرات الفسيولوجية والنفسية أثناء الحمل ، فإن المشاكل مثل التوتر والقلق شائعة. تزداد هذه المشاكل مع تقدم الحمل بين النساء العاملات، خاصة إذا احتجن إلى تخفيض وظائفهن إما بسبب مشاكل تتعلق بالتنقل أو الصحة.

وفقًا لبحث نُشر في "مجلات الاضطرابات العاطفية" في فبراير 2018 ، وجد أن حوالي 40 دقيقة من جلسة الموسيقى كانت مفيدة للنساء الحوامل في إدارة الإجهاد. وخلصت الدراسة كذلك إلى أن العلاج بالموسيقى كان مفيدًا أيضًا في تقليل آلام الولادة.

في الدراسة ، التي أجريت على 236 من الأمهات الحوامل في تايوان عام 2018 ، خفض  العلاج بالموسيقى لمدة 30 دقيقة يوميًا لمدة أسبوعين  بشكل كبير من الإجهاد والقلق والاكتئاب لدى الأمهات الحوامل اللواتي، مقارنة بالمشاركات اللائي لم يخضعن لذلك. نُشرت الدراسة التي أجراها باحثون في كلية التمريض في جامعة كاوهسيونغ الطبية في مجلة التمريض السريري.

على الرغم من أن البحث لا يزال جارياً لاكتشاف وقياس الأثر الأكبر للموسيقى أثناء الحمل ، يتفق المتخصصون الطبيون وكذلك العلماء بالإجماع على نقطة واحدة - ترتبط صحة الأم الحامل مباشرة بطفلها الذي لم يولد بعد. بما أن الموسيقى مثبطة للإجهاد ، فهي مفيدة لكل من - الأم الحامل والطفل الذي لم يولد بعد. وهكذا فإن الأم السعيدة الخالية من الإجهاد تحمل طفلًا أكثر صحة.

2 ـ تقلل الاكتئاب :

الاكتئاب هو اضطراب نفسي يرتبط بشكل أساسي بالمزاج والآثار السلبية على طريقة تفكيرك وشعورك والتعامل مع الأنشطة اليومية. قد يؤدي الاكتئاب المطول إلى العجز والاغتراب والعزلة الكاملة عن المجتمع، والتي تؤدي في بعض الأحيان إلى الانتحار.

 على الرغم من أن أسباب الاكتئاب تختلف اختلافًا كبيرًا من وراثية إلى غذائية إلى نفسية ومحيطة ، إلا أن علماء النفس يتفقون على الدور الإيجابي للموسيقى في الحد من الاكتئاب وعلاج المرضى الذين يعانون من الاكتئاب.

بما أن الصحة العقلية للأم الحامل لها تأثير مباشر على نمو الطفل ، فإن الاستماع المنتظم للموسيقى يعتبر الآن علاجًا جيدًا للنساء الحوامل. إلى جانب ذلك ، يقلل العلاج بالموسيقى أيضًا من فرص العديد من الاضطرابات النفسية مثل التوحد في الطفل، وقد ثبتت فائدته في علاج المرض بين الأطفال.

3 ـ النوم العميق :

على الرغم من أن الأرق أصبح مشكلة بشكل متزايد بين السكان الحضريين ، فإن قلة النوم العميق أثناء الحمل يؤثر سلبًا على الأم الحامل وطفلها الذي لم يولد بعد.

الأطباء يعارضون بشدة استخدام حبوب النوم للنوم العميق. ومع ذلك ، تستخدم الحوامل في بعض الأحيان حبوب النوم. الاتجاه أكثر بين النساء اللواتي يستخدمن حبوب النوم من حين لآخر أو بشكل روتيني قبل أن يقررن أن يصبحن أمهات.

ثبت الآن أن النوم العميق مهم جدًا لنمو الجنين. الموسيقى اللطيفة مفيدة جدًا في الحصول على نوم عميق. لذلك ، لا تحتاج إلى التعامل مع المتاجر الطبية من أجل نومك، ولكن بتشغيل موسيقى ممتعة وأغنية تهمك تحصلين على سلام ونوم سليم.

4  ـ التطور الشمولي للجنين :

خلصت دراسة نشرت في المجلة الدولية لطب الأطفال إلى أن استماع الأمهات الحوامل للموسيقى مفيد لسلوك حديثي الولادة. وترى أيضًا أن الاستجابات السلوكية تختبر سلامة الجهاز العصبي الوليدي على عدة مستويات بما في ذلك الإدراك والتوصيل الوارد والتكامل والقرار الواعي والأجهزة الحركية الصعبة. وفي الواقع ، تساعد الموسيقى على نمو الجنين بشكل مباشر وغير مباشر. لاحظ العلماء استجابات إيجابية للجنين للموسيقى اللطيفة والعكس صحيح.

5  ـ الموسيقى وحاصل الذكاء لتنمية الطفل :

في مقابلة مع خبير الموسيقى في اليونيسف يسلط الدكتور  إبراهيم بلتاجي الضوء على الدور المباشر للموسيقى في نمو الجنين. بحسب بلتاجي ، يمكن للموسيقى أن تلعب دورًا مهمًا في نمو الطفل ، حتى قبل الولادة. لقد ثبت أن التعرض السليم للموسيقى يؤثر على جميع مناطق الجنين ويساعد في النمو الصحي.

في دراسة أخرى عام 2007 ، خلصت فيفيت وسركار إلى أن المستوى العالي من الإجهاد بين الأمهات الحوامل أثناء الحمل يمكن أن يؤثر سلبًا على التطور الطبيعي للطفل بما في ذلك وظائف الدماغ والسلوك، وكذلك مستوى الذكاء.

6  ـ تقلل من الألم أثناء الولادة :

أجريت دراسة على الحوامل في تركيا في غرفة الولادة أثناء تعرضهن لآلام المخاض. وجد أن أولئك الذين يتلقون العلاج بالموسيقى يعانين من ألم أقل مقارنة مع أولئك اللائي لم يتلقين العلاج بالموسيقى.

توصي الدراسة المنشورة في مجلة ساينس دايركت أنه من أجل تسهيل تعامل النساء مع آلام المخاض وتحسين رفاههن مع النشاط أثناء المخاض ، يعتبر العلاج بالموسيقى طريقة فعالة وبسيطة واقتصادية.

دور الموسيقى في تخفيف الألم ليس مفيدًا أثناء الولادة فحسب ، بل يساعد أيضًا النساء الحوامل على تجنب مسكنات الألم التي تنطوي على العديد من المخاطر الصحية على صحتهن كما تؤثر سلبًا على الجنين.