القاهرة : الأمير كمال فرج .

خبير الفن إريك توركوين ليس مقتنعًا فقط بأن اللوحة الفنية التي عثر عليها في مخزن منزل قديم في جنوب غرب فرنسا هي للفنان كارافاجيو ، ولكنه يعتقد أنها تحفة ثورية.

ذكر تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية AFP أن "السلطة الرائدة في فرنسا أكدت أن على لوحة "جوديث وهولوفرنيس  Judith and Holofernes"  التي ظلت منسية تحت فراش قديم لمدة 100 عام - هي للفنان الإيطالي المتقد ميكيلانجلو ميريزي والملقب كارافاجيو  Michelangelo Merisi da Caravaggio".

سيتم عرض اللوحة التي تصور مشهد توراتي مرعب للأرملة اليهودية الجميلة جوديث وهي تقطع رأس قائد من الآشوريين في باريس يوم الجمعة قبل أن تطرح في المزاد في 27 يونيو في تولوز ، المدينة التي اكتشفت فيها اللوحة قبل خمس سنوات.

170 مليون دولار

قالت شركة توركوين للمزادات إن الوحة يجب أن تباع بسعر ما بين 100 و 150 مليون يورو (ما يصل إلى 170 مليون دولار).

أضر توركوين  أنه اللوحة ليست فقط لكارافاجيو ، ولكنها نموذج لكل لوحات الفنان المعروفة اليوم ، وأنها واحدة من الصور العظيمة".

وصرح لوكالة فرانس برس إن "هذه اللوحة في حالة جيدة للغاية ، افضل بكثير من لوحة كارافاجيو التي رأيتها في نابولي".

شكوك حول اللوحة

لكن على الرغم من أن الجميع يتفق على جودة العمل ، فإن أقلية من الخبراء - وخاصة في إيطاليا - لديهم شكوكهم، فهم يعتقدون أنها نسخة من إعداد الفنان الفلمنكي لويس فينسون ، الذي عمل إلى جانب كارافاجيو أثناء رسمه.

لكن شركة توركوين تصر على أنها النسخة الأصلية التي تعود إلى عام 1606 ، ولوحظ وجودها لأول مرة في رسائل بين الدوقات الإيطاليين وتجار الفن قبل أربعة قرون.


قال توركوين، "أنا أكثر اقتناعًا بأصلية اللوحة من أي وقت مضى منذ أن تم تنظيفها في يناير ، وهي عملية استغرقت ثلاثة أسابيع، وتمت بالأشعة السينية ، وأظهر التنظيف أن اللوحة تغيرت كثيرًا كما كانت مطلية ، مع الكثير من التنميق. وهذا يثبت أنها أصلية."

وأضاف أن "الناسخون لا يقومون بتغييرات من هذا القبيل ، إنهم ينسخون، هناك نسخة أقل براعة من المشهد معدة من قبل الفنان الفلمنكي لويس فينسون معلقة في قصر زيفالوس في نابولي".

تظاهرة إيطالية

يقف توركوين أمام ما أطلق عليه اسم "تولوز كارافاجيو Toulouse Caravaggio" في قاعة كبيرة فوق مكتبه في باريس ، وأظهر أثرًا واضحًا عن الطريقة التي غير بها الفنان رأيه بشأن الطريقة التي ينبغي أن تنظر بها جوديث.

وقال الخبير "بعد خمس سنوات من التفكير ، لم يقدم أحد حجة مضادة" ، متهمًا المشككين الإيطاليين "بالتظاهر ضد اللوحة دون رؤيتها".

وأضاف "يقولون إن هذا مستحيل لأن كارافاجيو رسم ليس أكثر من 65 لوحة ... ولكن في الحقيقة ، تحديد تاريخ اللوحة"، مشيرا إلى إن اللوحة تمثل نقطة تحول في تطور كارافاجيو كفنان.

نظرة قاتمة للحياة

صمم الرسام الأصلي أول لوحة فنية له حول هذا الموضوع ، وهي "جوديث بيهدينج هولوفيرنيس  Judith Beheading Holofernes" الأكثر رسمية بكثير عام 1598 ، والتي كانت معلقة في قصر باربيريني في روما.

ولكن بحلول عام 1606 ، تغيرت حياة كارافاجيو بشكل كبير ، وكان هاربا من القتل إلى نابولي بعد الحكم عليه بالإعدام لطعنه رجلاً في شجار في روما.

وقال توركوين "كان يرسم بشكل أسرع وأكثر تلقائية وأكثر لفتا للنظر" ، مضيفا أن اللوحة تعكس وجهة نظره القاتمة عن الحياة.

وتابع قائلا "في مكان واحد ، قام بضرب فرشاة بطول متر واحد تقريبًا. قام بأداء جوديث والدانتيل عليها دفعة واحدة. كان مهووسًا بالفرشاة".

تكهن خبراء آخرون بأن فينسون كان يمكن أن يضيف لمساته الخاصة إلى اللوحة بعد أن غادر كارافاجيو فجأة إلى مالطا في 1607 ، حيث كان يأمل أن يكون أكثر أمانًا من أعدائه.

غرفة النوم

قال توركوين إنه احتفظ بلوحة  "تولوز كارافاجيو"  في غرفة نومه لمدة 16 شهرًا بينما جاء مؤرخو الفن وشركات التأمين لمشاهدتها.

وأضاف "أردنا أن ننتظر حتى نكون متأكدين قبل المضي قدمًا، ونعلن هذا الاكتشاف للعالم في أبريل 2016 بعد أن أعطاه الخبير في أعمال كارافاجيو الإيطالي نيكولا سبينوزا الضوء الأخضر لذلك.

سيتم بيع هذه اللوحة في تولوز بواسطة مارك لاباربي ، بائع المزادات الإقليمي الذي اكتشفها بعد أن طلبت منه أسرة محلية تقييم "بعض الأشياء القديمة في العلية" لمنزل كانوا يقومون بتطهيره.

وتعتقد الأسرة - التي لم يتم الكشف عن اسمها - أنه ربما تم إحضارها إلى فرنسا من قبل أحد أسلافهم، وهو ضابط في جيش نابليون.