القاهرة : الأمير كمال فرج .
إكتشف باحثان بقايا متحجرة لجنس لم يكن معروف سابقا للبشرية يدعى ناليدي هومو داخل كهف في جنوب أفريقيا، وهو أحد أنواع جنس هومو، التي ينتمي إليه الإنسان الحديث، أيضا إكتشف الباحثان أكثر من 1500 عظمة تعود إلى 15 أشخاص على الأقل، ولا يزال العمل علي اكتشاف تاريخها بدقة، ويقال أنها يمكن أن يكون عمرها ما بين 20 ألف ومليوني سنة.
وجاء الاكتشاف بفضل معلومات من مستكشفي الكهوف منذ عامين، حيث وجدوا ما يشبه بقايا بشرية بعد شق في جدار من الحجر الجيري.
وتقع العظام في كهف في مقاطعة غوتنغ جنوب أفريقيا، وهي جزء من مهد البشرية، وتعد من مواقع التراث العالمي، في غرفة نائية لا يمكن الوصول إليها بسهولة .
وتقع الغرفة تحت شلال وتحت مستوي سطح الارض بحوالي 30 قدما (9 أمتار)، وليس من الواضح حتى الآن كيف عاش أكثر من عشرة هياكل عظمية بدءا من الأطفال إلى الأفراد المسنين، وكيف انتهى بهم المطاف في منطقة نائية من كهف كبير.
ولم يستبعد الباحثون إمكانية محاولة البعض التخلص منهم في هذا الكهف عمدا، أو ماسموه بـ "فخ الموت"، حيث يتضمن السيناريو الكارثي دخول البشر الكهف، وموتهم جميعا لسبب غير معروف.
إذا كان سيناريو الدفن هو الصحيح، فإنه من المحتمل قيام البعض بإدخال ضوء إصطناعي في الكهوف على شكل المشاعل، لأن الممرات الضيقة خالية تماما من الضوء.
وقال البروفسور كريس سترينجر، رئيس الأبحاث في أصول الإنسان في متحف التاريخ الطبيعي في لندن لصحيفة Daily Mail : "إن موقع الكهف عميق حيث عثر على العظام وكأنها أودعت هناك بفضل كائنات غير بشرية، مشيرا إلى سلوك معقد مثير للدهشة في الجنس البشري البدائي.
اكتشاف أنواع أخري من العظام البشرية
في 13 سبتمبر 2013، اكتشف تاكر وشريكه في البحث مجرد بقايا ما يعتقد العلماء انها عضوا جديدا في شجرة العائلة البشرية.
قام تاكر وزميله ريك هانتر مستكشفي الكهوف بمحاولة للخروج من طريق مختلف عندما صعدا إلى صدع في شبكة من الكهوف المعروفة باسم "النجم الصاعد".
ورغم مرورهما من أسفل هذا الكهف أكثر من 20 مرة من قبل، لم يلاحظا ذلك، ولا يعرف كيف لم يلاحظ مستكشفي الكهوف الآخرين الذين غامروا بالنزول أسفل ذلك. حيث هناك شق في الظلام، لا يمكن رؤية نهايته. ثم بدأ بخفض نفسه في فتحة عمودية ضيقة، وفجأة في الجزء السفلي وجدت غرفة كبيرة مع هوابط مذهلة حقا تتدلى من السقف.
وذكرت جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرج أن "هذه المنطقة مهد البشرية، حيث تضم شبكة من الكهوف التي تحتوي ما يقرب من 40 في المئة من حفريات أسلاف الإنسان المعروف.
ولكن العظام في هذه القاعة بالذات ظلت على ما يبدو غير مكتشفة حتى وصول تاكر وزميله الي هذا المكان، ثم شاهدا عظاما متناثرة على أرض الغرفة. ويقول تاكر : " بالطبع لم يكن لدينا فكرة عما قد وجدنا، وما أثار اهتمامنا في البداية أن هذه العظام كانت كبيرة جدا".
وفي المؤتمر الصحفي للإعلان عن اكتشاف ناليدي هومو، تم إضافة عضو جديد محتمل للشجرة العائلة البشرية، وانضم تاكر وهنتر للمجموعة الأخرى من مستكشفي الكهوف الذين تطوعوا للبحث عن الحفريات منذ ما يقرب من عامين .
رغم أننا لا نعرف حتى الآن العمر الدقيق للعظام، فإن اكتشاف العديد من الحفريات التي تنتمي إلى 15 شخصا على الأقل أمر مثير حقا، وهو يدل علي مدى تعقيد شجرة العائلة البشرية، والحاجة إلى مزيد من البحوث لفهم تاريخ وأصول الجنس البشري.
تطور الهياكل العظمية
ظهر نوع يسمي بـ Australopithecines منذ حوالي أربعة ملايين سنة، وكان الدماغ لا يزيد عن حجم رأس الشمبانزي، وهو هيكل عظمي اكتشف في أثيوبيا عام 1974، ويعتقد انه نوع وجد قبل الانسان الحالي أو إنسان العصر الحديث بمليون سنة، وظهرت بعد ذلك الكثير من التطورات في الجنس البشري، ولا يزال يكتنفها الغموض.
ويعترف العلماء أن الأمر قد يستغرق عدة عقود قبل أن تكون لدينا القدرة على تحديد ماهية جنس الهومو ناليدي حقا، وكيف أنه يلائم شجرة التطور المعقدة لدينا.
وأضاف البروفيسور سترينجر: "إن هناك مزيج من الميزات في هذا الجنس، مما يسلط الضوء على ناليدي مرة أخرى، ومدى تعقيد شجرة العائلة البشرية، والحاجة إلى مزيد من البحوث لفهم أصول جنسنا البشري".
وسيتم الكشف عن حفريات هومو ناليدي في مؤتمر سيعقد في 25 سبتمبر، وبعد ذلك سوف يتم توجيهها للعرض الدائم في افتتاح معرض تطور الإنسان في نهاية نوفمبر.
وهناك ستكون جنبا إلى جنب مع هيكل عظمي أعيد بناؤه من نوع أسترالوبيثكس الذي اكتشف مؤخرا في جنوب أفريقيا، وبمقارنة خصائص هذه الأنواع القديمة، يمكن أن نكشف كيف تغير البشر على مدى ملايين السنين.