القاهرة : مصريات .
أثار عرض دار كريستيز في لندن رأس تمثال فرعوني يشبه الملك توت عنخ آمون أيقونة الآثار المصرية الجدل ، وفيما طالبت وزارة الآثار المصرية بالاطلاع على المستندات الخاصة بالقطعة. أكد خبير في الآثار المصرية أن القطعة أصلية تعود لعصر الدولة الحديثة.
توت عنخ آمون في المزاد
ذكر تقرير نشره موقع BBC أن "صالة كريستيز للمزادات توقعت أن تصل قيمة الرأس المنحوت من حجر الكوارتزيت الذي يجسد أيضا سمات الإله آمون، أحد أكثر الآلهة تبجيلا عند قدماء المصريين، إلى أربعة ملايين يورو.
وبحسب خبراء آثار فإن قيمة القطعة المرتفعة تعود لما تحمله من ملامح توت عنخ آمون، الفرعون الأكثر شهرة، التي يصورها التمثال ذو العينين اللتين تشبهان اللوزتين والشفاة السفلى المدلاة قليلا.
إجراءات قانونية
قال شعبان عبد الجواد، المشرف العام على إدارة الآثار المستردة بوزارة الآثار المصرية في بيان بيان للوزارة، إن رأس التمثال ليس من مفقودات متاحف أو مخازن وزارة الاثار لكن إذا ثبت خروج أي قطعة بشكل غير شرعى سيتم اتخاذ كافة الاجراءات القانونية مع الإنتربول الدولى، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية، من أجل استردادها.
قطعة أصلية
أوضح الدكتور وائل الشربيني باحث الآثار المصرية المقيم في بلجيكا أن "هذه القطعة تبدو أصلية فعلا ويعود التمثال لعصر الدولة الحديثة".
وأردف "تعتبر الفترة التي حكم فيها توت عنخ آمون من أكثر عصور الازدهار الثقافي في مصر القديمة بسبب جودة وإبداع الفنون المنتجة آنذاك.. يكفي أن يكتب اسم توت عنخ آمون على أي قطعة لتكتسب ثمنا باهظا جدا في عالم تجارة الآثار".
واكتسب الفتى الملك، سليل الأسرة الثامنة العشرة الذي يعتقد أنه حكم في سن التاسعة، شهرته العالمية في أعقاب اكتشاف مقبرته الذهبية على يد فريق إنجليزي عام 1922. لكن الدكتور الشربيني أوضح أن هذه الرأس لم تكن من مقتنيات المقبرة التي احتفظت مصر بكافة محتوياتها.
تجارة غير أخلاقية
وقالت الدكتورة مونيكا حنا الناشطة في مجال حماية الآثار المصرية إن الصور المنشورة لرأس التمثال المعروض للبيع توضح أنها ازدانت بتاج عادة ما يكون مميزا بريشتين، لكن يبدو أنهما مكسورتان في هذا الرأس.
وقالت حنا لبي بي سي "هاتان الريشتان من الأيقونات المعروفة للآلهة، وقد استخدم هذا النوع من التماثيل لمضاهاة الملك الحاكم بالإله المعبود، وهو يمثل دليلا على مهارة النحات المصري في عصر العمارنة".
لكنها استطردت بأنها لا تعتبر عرض مثل هذه المنحوتات الأثرية عالية القيمة أمرا أخلاقيا، حتى وإن كان هناك من المستندات التي قد تشير إلى الحصول عليه بطريقة شرعية.
وقالت حنا "تجارة الآثار عموما غير أخلاقية فقد تكون تلك القطع سرقت من موقع أو آخر، وخلال فترات الاضطراب السياسي في السنوات الماضية نشط تجار الآثار في تزوير وثائق بتواريخ قديمة، ويلاحظ أن المجموعة التي تم العثور على هذه الرأس من ضمنها لم تعلن وهو ما يثير المزيد من الشكوك".
معارك دبلوماسية
منذ سنوات، تخوض مصر معارك دبلوماسية وقانونية لاسترداد قطع أثرية تعتقد أنها هربت إلى خارج البلاد بصور غير شرعية، وقد أعدت قائمة بالقطع الأثرية المختفية من المخازن والمتاحف المصرية، وتقول إنها استعادت أكثر مائتي قطعة وآلاف العملات الأثرية خلال العام الماضي. وأنشأت مصر قاعة خاصة داخل المتحف المصري بالقاهرة لعرض الآثار المستردة من الخارج.