وسط أبخرة زيت التربنتين في ورشة عمل أورنان، شرق فرنسا إحتفل الفنان الفرنسي الصيني يان بي مينغ بالذكرى المئوية الثانية للفنان الفرنسي غوستاف كوربيه، صاحب اللوحة الشهيرة "أصل العالم" ( 1866) وذلك في الأستوديو السابق الخاص بالفنان الراحل.
فرشة عملاقة
وذكر تقرير نشرته وكالة AFP بالفرنسية "بمغرفة بسيطة، سكب يان بي مينغ زيت التربنتين في وعاء خاص، وبدأ في مزج ألوان الأسود والرمادي والأبيض، وباستخدام فرشة عملاقة بدأ في رسم لوحة حائطية كبيرة للفنان غوستاف كوربيه بمناسبة الذكرة الثانية لوفاته"
ورشة العمل هذه هي واحدة من ورش غوستاف كوربيه (1819-1877)، التي حصل عليها في دوبس وتم استعادتها من ملاكها، وتخصيصها لهواة الفن، وهو مكان فريد من نوعه سحري تماما في أورنان التي ولد فيها، وحيث كان يعيش".
يان بى مينغ
يان بى مينغ الرسام الصيني الفرنسي سبق أن أعد لوحات أحادية عملاقة لعدد من الشخصيات منها الرئيس الأمريكي الأسبق بارك أوباما، وماو ومايكل جاكسون، وعندما حلت الذكرى الثانية لغوستاف كوربيه قرر تقديم لوحة عملاقة له".
في أواخر شهر مارس عام 1960، ولد الفنان يان بى مينغ في شنغهاي ، حيث نشأ وترعرع في خضم الثورة الثقافية، قبل أن يسافر إلى فرنسا عام 1980، ويستقر في المنزل السابق لكوربيه، والتي تحولت بعد وفاته إلى ورشة عمل فنية "
أماكن مثيرة
يقول بي مينغ: "العمل في هذه الأماكن مثير"، فمازالت روح كوربيه تحوم فيه، ورغم مرور عامين على وفاته، لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به في هذا المكان بغرض الترحيب بالفنانين المقيمين".
رسم يان بي مينغ صورة كوربت الذاتية العملاقة وهو في ثياب القرن التاسع عشر. على الجدار المقابل ، منا أنهى لوحة تسمى "شرق عدن" والتي تتضمن مشهد الصيد مع حيوانات السافانا والفيلة والأسود والقرود ...
ستبقى الأعمال في ورشة العمل ، التي ستكون مفتوحة للزوار في معرض المتحف القريب "يان بي مينغ مقابل كوربيت"، والذي يشمل 15 لوحة ويفتح في 10 يونيو في ذكرى ميلاد كوربيت.
دفن في أورنان
بعد معرض أونان، سيقيم يان بي مينغ معرضين آخران عام 2019 ، سيطونان أيضا متصلين بكوربت، كما يشارك مينغ الرسامين في بيتيت باليه ، في باريس في أكتوبر ، خلال المعرض الدولي للفن المعاصر (فياك).
كما يقيم مينغ معرض "دفن في شنغهاي" في متحف أورسيه على غرار لوحة لـ "دفن في أورنان" لكوربت ، وستطرح في المعرض اللوحة الضخمة التي رسمها مينغ في ورشته في أورنان.
المدرسة الواقعية
غوستاف كوربيه (1819 - 1877 م) أحد رواد المدرسة الواقعية بالفن، ولد لاب مزارع، ذهب إلى باريس لدراسة الحقوق عام 1840 ولكنه سرعان ما ترك الدراسة ليتجه إلى دراسة الفنون الجميلة التي كان مغرماً بها.
بدأ بتعلم الرسم من خلال المراسم الحرة في سويسرا، حيث كان يرسم نماذج للموديلات ورسومات تمثل الطبيعة، وزار متحف اللوفر ليقلد الأعمال الفنية التي يحتويها المتحف.
عرضت أعماله في عدد من صالونات الفن، بعضها لاقت الثناء وغيرها قوبلت بالرفض كلوحته المسماة (هوماك) بسبب الأسلوب الجامد الخالي من العاطفة الذي يطغي على اللوحة، أما لوحته (بعد العشاء في أورنان) فقد وصفها الفنان الكبير ديلاكروا بأنها عمل ثوري.
كان لتعرفه على الأديبين برودون وشانفلوري أثر كبير في تغير مساره الفني، وخصوصاً الأخير الذي كان أول من أطلق اسم الواقعية في الفن التشكيلي، ذلك الأسلوب الذي طوره لاحقاً كوربيه، وتجلى في جل أعماله حتى أنه كان يوصي مريديه من الفنانين الشباب بنقل ما يرونه بشكل صادق في أعمالهم دون مبالغة.
تاريخ الإضافة: 2019-04-07تعليق: 0عدد المشاهدات :2014