أديس أبابا : أفريقيا.
أعلنت الشرطة الإثيوبية إن مدير مشروع "سد النهضة" سيمغنيو بيكلي، الذي عثر عليه في سيارته متوفيا إثر طلق ناري في يوليو الماضي، أقدم على الانتحار.
وذكر تقرير نشره موقع BBC أن "وفاة سيمغنيو أثارت حالة من الغضب في إثيوبيا بعد العثور على جثمانه في سيارة بالعاصمة أديس أبابا، إذ كان مسؤولا عن مشروع سد النهضة المثير للجدل والذي تقدر تكلفته بعدة مليارات من الدولارات".
وخرجت مظاهرات عفوية بعد العثور على جثمان سيمغنيو لاعتقاد البعض أنه قُتل. وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في ذلك الوقت إنه "حزين ومصدوم" لسماع خبر وفاة بيكلي.
كما استخدمت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع في جنازته للسيطرة على الآلاف المواطنين الغاضبين. وقال زينو جمال، رئيس الشرطة الإثيوبية، إن سيمغنيو "استخدم سلاحه الناري الخاص في الانتحار".
وذكرت الشرطة أنه "عُثر على بصمات أصابع سيمغنيو على سلاح الجريمة، كما أن جميع أبواب السيارة كانت مغلقة من الداخل"، وأضافت أن "المهندس وجه رسالة لمساعدته وأطفاله يخبرهم عبرها بأنه ربما قد يبتعد عنهم لفترة".
وعلق رئيس الشرطة على الدوافع المحتملة للانتحار، قائلا إن التحقيقات الأولية ترجح أن سيمغنيو كان تحت ضغوط شديدة للتأخير في إتمام عمليات بناء سد النهضة وارتفاع التكلفة الناتجة عن ذلك التأخير.
وكان من المفترض أن تنتهي أعمال هذا المشروع، الذي وصفه البعض بأنه أكبر مشروعات البُنى التحتية في القارة الأفريقية، منذ عامين.
لكن الإحصائيات إلى أنه بعد سبع سنوات، لم تكتمل سوى 65% من هذه الأعمال، ويتوقع أن تتجاوز تكلفة أعمال السد 4 مليارات دولار عند الانتهاء منها.
وبمجرد الانتهاء من بنائه، يتوقع أن يصل سد النهضة بإنتاج الطاقة الكهربية في إثيوبيا إلى ثلاثة أضعاف الحجم الحالي.
لكن المشروع أثار توترات إقليمية في منطقة حوض النيل بعد أن أعربت مصر عن مخاوفها حيال أن يؤدي السد إلى تراجع في حصتها من مياه نهر النيل.
وقالت مارتينا ستيفز غريندف، مراسلة الشؤون الأفريقية لصحيفة وول ستريت جورنال، إن "سيمغنيو كان يجسد الطموح الوطني لبلاده". وأضافت أنه "كان يتمتع بقدر هائل من الوطنية ويكرس حياته لما فيه الخير لبلاده".