القاهرة : مجتمع .
يأتي اليوم العالمي للمرأة هذا العام، والصورة قاتمة، فبعيدا عن الصورة الوردية للاحتفال يبرز الواقع مشكلات عديدة تعاني منها المرأة، حيث تعاني المرأة في بقاع عديدة من العالم من الفقر والسجن والقتل والتشريد، والتحرش الجنسي، فضلا عن المشكلات التقليدية مثل غياب الحقوق في الصحة والتعليم والحقوق السياسية.
مأساة الروهينجا
ففي بورما وبعد نزوح ما يقرب من مليون شخص من أقلية الروهينجا بسبب اعتداءات شعب ميانمار ، والجيش الوطني والتي وصفتها الأمم المتحدة بالتطهير العرقي، خلفت المأساة عددا كبير من الفتيات والأمهات المشردات ، وتجسد الصور التي تنقلها وكالات الأنباء العالمية أشكالا مروعة للمأساة الي تعاني منها المرأة ، حيث تتعرض النساء النازحات للقتل والحرق والتعذيب، والاستغلال الجنسي.
عهد التميمي
وفي فلسطين مازالت المرأة الفلسطينية تعاني من الاحتلال الإسرائيلي الذي فاق الـ 50عاما ، حيث تمارس السلطات الإسرائيلية أشد أساليب التنكيل والبطش ، كالحصار والاعتقال والتجويع وهدم البيوت ، ومن الضحايا اللائي برزن مؤخرا المناضلة الطفلة عهد التميمي التي قام جنود الاحتلال بالقبض عليها وتقديمها للمحاكمة بعد أن ظهرت في مقطع فيديو وهي تضرب جنديا إسرائيليا اقتحم منزلها ، وهي محاكمة قوبلت باستهجان قطاعات كبيرة سياسية وحقوقية .
التحرش الجنسي
التحرش الجنسي أحد مظاهر الإساءة للمرأة ، وتفجرت القضية إعلاميا بعد اعترافات بعض الفنانات في هوليود بأن مخرج شهير قام بالتحرش بهن ، لتتوالى بعد ذلك الاعترافات المؤلمة ، وتتحرك كرة الثلج بسرعة ، لتظهر اعترافات وبلاغات من سيدات ضد سياسيين ورجال أعمال بل لرؤساء دول، والتي كشفت أن التحرش الجنسي ممارسة شائعة ليس في الوسط الفني فقط ، ولكن في جميع الأوساط الاجتماعية وحتى السياسية.
ولعل أشهر قضايا التحرش التي ظهرت مؤخرا قضية الحكم بالسجن لمدة تتراوح بين 40 و175 عاما على لاري نصار، الذي عمل طبيبا مع فريق الجمباز الأمريكي، بعد إدانته بالإعتداء الجنسي على 160 لاعبة.
اليوم العالمي للمرأة
في الثامن من مارس 1908 خرجت 15 ألف امرأة في مسيرة في مدينة نيويورك مطالبات بساعات عمل أقصر وأجر أفضل والحق في التصويت. وبعد عام من تلك المسيرة، أعلن الحزب الاشتراكي الأمريكي ذلك اليوم عيداً وطنياً للمرأة.
وفي عام 1910، اقترحت سيدة تدعى كلارا زيتكين في مؤتمر دولي للنساء العاملات في كوبنهاغن بأن يصبح 8 مارس يوماً عالمياً. وحضر المؤتمر 100 امرأة من 17 دولة وافقوا جميعاً بالإجماع على المقترح. وأُحتفل بهذا اليوم لأول مرة في عام 1911، في كل من النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا. وحلت الذكرى المئوية في عام 2011.
أصبح هذا اليوم عيداً عالمياً في عام 1975، عندما بدأت الأمم المتحدة تحتفل به سنوياً. لقد أصبح يوم الثامن من مارس يوماً للاحتفال بمستوى ارتقاء المرأة في المجتمع وتوليها المراكز السياسية والاقتصادية، في حين أن الجذور الأساسية لهذا الاحتفال تعود إلى الاحتجاجات والاضرابات التي قامت بها المرأة بسبب عدم المساواة بين الرجل والمرأة.
لم تكتسب فكرة كلارا زيتكين الأولية عن يوم المرأة العالمي الصفة الرسمية إلا عندما طالبت النساء الروسيات المضربات بالخبز والسلام خلال الحرب العالمية الاولى عام 1917، وبعد أربعة أيام من اضرابهن، أجبر القيصر الروسي على التنازل عن العرش، ومنحت الحكومة المؤقتة حق التصويت للنساء. وكانت روسيا تستخدم تقويم جوليان حيث كان الاحتفال بهذا اليوم يصادف في روسيا يوم 23 فبراير، المصادف للثامن من مارس حسب تقويم غريغوري.