القاهرة : الأمير كمال فرج .
يبلغ عدد سكان قبيلة مولو 300 شخصا، وبذلك تكون أصغر قبيلة في كينيا، ولكن الغريب أن أهالي هذه القبيلة لا يعيشون بعد الـ 45 عاما في الغالب، والسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها.
رجال ونساء القبيلة يتغذون على تمساح دونديس الأصلي ، حيث كانوا يعيشون منذ قرون على نظام غذائي يتكون من لحم اثنين من أخطر الوحوش في أفريقيا هما فرس النهر، وتمساح النيل.
يقول المصور إريك لافورجو، لصحيفة "الديلي ميرور" البريطانية إن "قوانين مكافحة الصيد غير المشروع القاسية غيرت من هذه العادة الصعبة، وأجبرت قبيلة مولو حاليا على كسب العيش من الأسماك، ولكن ذلك لم يمنع أن يقوم واحد أو اثنين من السكان في بعض الأحيان، بمهاجمة تمساح من بحيرة توركانا ، وإيقاعه فريسة لحرابهما.
على عكس القبائل المجاورة مثل توركانا وسامبورو، فإن قبيلة مولو ضد قتل الناس ومداهمة الماشية، حيث أن البيئة القاحلة جدا غير صالحة لتربيها، لذلك فهم يعيشون بشكل حصري تقريبا على الأسماك، وأحيانا على بعض التماسيح التي يصطادونها من البحيرة".
طرق الصيد لدى القبيلة غريبة، حيث يتم فيها استخدام الطوافات الصغيرة المصنوعة من جذوع النخيل، والحراب، وهي طريقة متبعة منذ أكثر من 3 آلاف سنة، ويتم بواسطتها اصطياد كميات كبيرة من سمك السلور أو البلطي التي تعيش بكثرة في البحيرة.
صياد فرس النهر كان يتم الاحتفال به كبطل ، وعادة ما يرتدي قرطا خاصا، وقلادة تدل على الكميات التي قتلها من 'أفراس النهر، وإصطياد هذا الحيوان، يستلزم أخطر مطاردة لذلك فإن قبيلة مولو تشتهر بالشجاعة.
ويعتبر لحم التمساح الغذاء المفضل الذي يقدم للزوار، وعلى الرغم من أن التماسيح محمية رسميا في البلاد، إلا أن مولو تقتل في بعض الأحيان واحد أو اثنين.
ولأن نظامهم الغذائي يحتوي بذلك على نسبة عالية من البروتين، أدى عدم وجود الفاكهة، والخضار والكربوهيدرات إلى مشاكل صحية للقبيلة، وكذلك ميلهم إلى شرب المياه المالحة من بحيرة توركانا، حيث يعاني كثير من الناس مع تشوهات العظام، وحتى في الأطفال، وبعض البالغين يكونون غير قادرين على المشي بسبب ألم العظام.
ومما زاد من سوء الوضع أن القبيلة تزوج دائما فيما بينها، وقد ساهم زواج الأقارب في تراجع المستوى الصحي لدى الأفراد والأطفال.
ويعاني أبناء القبيلة من كمية عالية من الفلوريد، الأمر الذي يجعل أسنانهم تغير لونها، ويتسبب عدم مراجعة العيادات لسنوات، في ازدياد معدلات الوفاة، ولذلك السبب أيضا أن الناس عادة لا تعيش إلا حتى سن 45.
ورغم التحديات الكبيرة التي تواجه القبيلة، وبقائهم دائما تحت التهديد، فإنها تحافظ على ثقافتها الفريدة أيضا. حيث يتمسك أبناؤها بالملابس التقليدية، في حين انقرضت لغتهم الآن، وحلت محلها مع اللهجة السواحلية.