القاهرة : المحروسة.
تتميز القاهرة بالعديد من الفنون الشعبية القديمة التي أتقنها الصانع المصري منذ مئات السنين، وكانت مزيجا بين الحرفة، والفن، والإتقان اليدوي، وأصبحت عامل جذب للسياح والمواطنين، ومن بين هذه الفنون الأرابيسك والتطعيم بالصدف والخيامية.
والتطعيم بالصدف حرفة يدوية تعتمد على مهارة العامل في الأساس الذي يجمع الصدف ويصنع منه لوحات فنية جميلة، والصدف عبارة عن قشور حيوانات أو قواقع بحرية تستخرج من البحار ومن بينها اللؤلؤ ويتميز بألزانه المتعددة، التي تمثل ألوان الطيف .
وبعد استخراج الصدف من البحار أو الأنهار أحيانا تأتي مرحلة الإعداد والزخرفة الذي يقوم بهما العامل المحترف، حيث يتم قطع الصدف إلى قطع صغيرة ، ثم ترتيبها ووضعها بشكل متجاوز على القطعة المراد تزيينها، لكي يخرج في النهاية بشكل بديع .
ويقوم العمال المهرة بتززين العديد من المنتجات بالصدف ليحولوها إلى قطع جنالية فريدة ، ومن المنتجات التي يكثر تطعيمها العلب، والمناضد والكراسي والمرايا ، والمكاتب .
ومن الحرف التراثية المصرية الشهيرة أيضا الخيامية ، وكلمة «الخيامية» تعني صناعة الأقمشة الملونة التي تستخدم في عمل السرادقات، وهي فن الرسم على القماش بالقماش، وكلمة «خيامية» مشتقة من كلمة الخيم، وتمتاز بأنها عمل يدوي تتوارثة الأجيال.
وتتركز هذه الصناعة في شارع الخيامية بالقاهرة، ويقع أمام بوابة المتولي بالقرب من منطقة "تحت الربع" على امتداد شارع المعز ، وسُمي بهذا الاسم نسبة لحرفة الخيامية، وتكثر في هذا الشارع الورش مصفوفة على الجانبين، متخصصة في هذا النوع من التراث الفني العريق.
ومن حرف مصر القديمة أيضا فن الأرابيسك الذي ظهر في مصر إلى 400 عام وازداد انتشارا في القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وهذا ما جعل العثمانيين يأخذون الفنانين المصريين المبدعين في هذا الفن إلى بلادهم ليزينوا لهم القصور ويظهر في فن الأرابيسك التوافق والانسجام مع البيئة الحضارية العربية والإسلامية.
وتعتبر منطقة خان الخليلي من أشهر المناطق المصنعة للأرابيسك، وفي نهاية السبعينيات بدأت تظهر هذه الورش في بعض المناطق الأخرى من محافظات الجمهورية، ومنها قرية كفر المنشى بمحافظة المنوفية وحققت شهرة واسعة على مستوى الدولة وتعدت شهرتها إلى بعض الدول العربية.
ولكن منذ العام 2000 ومع تراجع السياحة، بدأت هذه الحرف في التدهور ، وظهرت مؤخرا دعوات لإحياء هذه الحرف والحفاظ عليها من الانقراض من خلال الدعم والتمويل .
ورغم انتشار المنتجات الصينية في الأسواق المصرية والتي دخلت كل المجالات حتى المنتجات التراثية، لا زالت هذه الفنون اليدوية تحافظ على مكانتها وتجد من يشتريها ويسعى لاقتنائها.