القاهرة: ترجمة أكف .
قام رسامو الكاريكاتير في جميع أنحاء العالم بملء الشوارع والإنترنت برسوماتهم القوية، في تحدي منهم للإرهابيين الذين اعتدوا علي الجريدة الفرنسية الساخرة "تشارلي ابدو" الأسبوع الماضي، حيث اقتحم ثلاثة مسلحين الجريدة يوم الاربعاء، وقتلوا 12 شخصا، في حين أُصيب 11 آخرين، وكان بين الضحايا 10 صحفيين، و أربع من رسامي الكاريكاتير .
واشتهرت جريدة "تشارلي ابدو" برسومها المثيرة للجدل، والتي تهاجم المسلمين بانتظام، وفي آخر منشورات الجريدة علي موقع "تويتر"، هاجمت أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الاسلامية الإرهابي "داعش" .
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" احتشد عشرات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء العالم في الشوارع للتعبير عن دعمهم للضحايا، كما قام رسامو الكاريكاتير في جميع انحاء العالم ببذل كل جهدهم بنشر صور ورسومات توضح أن القلم أقوي من أي سلاح .
وقام الرسامون بمشاركة أعمالهم تحت هاشتاج بالفرنسية يدعي "اسمي تشارلي" حيث قاموا جميعا بنشر رسومات قوية وساخرة للدفاع عن حرية الصحافة، ونبذ العنف، كما عبروا عن حدادهم علي زملائهم من الصحفيين .
وكانت أكثر الصور انتشارا، والتي تمت مشاركتها 62 ألف مرة، وحازت علي إعجاب 29 ألف شخص خلال الثلاثة عشرة ساعة الأولي من نشرها رسمها ديفيد بوب رسام الكاريكاتير بجريدة "كانبرا تايمز"، وقال دايفيد بوب "لم أستطع النوم هذه الليلة، وكنت أفكر بزملائي من الضحايا وعائلتهم وأحبائهم الذين فقدوهم".
ورسمة أخري للفنان ديف براون، وفيها تخرج يد من الجريدة المنكوبة، وتنزف دماء حيث يسيل الحبر الأحمر منها، وحصلت هذه الرسمة علي 22 ألف مشاركة، منها مشاركة للكاتبة المشهورة جي كي رولينج.
واشتملت العديد من الرسومات على الأقلام والأقلام الرصاص كرمز لضحايا الصحيفة، كما تصور أن شحذ سن القلم الرصاص يرمز إلي الانتقام من المهاجمين . وحصلت إحدي هذه الرسوم علي 82 ألف أعجاب خلال أول ست ساعات من نشرها فقط علي إنستجرام، كما جاءت العديد من الرسومات الأخري من الهند، ومصر، والبرازيل، وكندا، وأسبانيا، وبلجيكا .
وقام الرسام البرازيلي كارلوس لاتوف بتوصيل رسالة مختلفة عبر رسوماته، حيث صور إثنين من المسلحين يطلقون النيران في اتجاه الجريدة المنكوبة، وقامت الرصاصات المنطلقة من أسلحتهم بالانتقال إلي مبني إسلامي، ويكتب الفنان البرازيلي تحت رسمته : "الهجوم له ضحية أخري".
وقام فنان دنماركي آخر بمقارنة الحدث بأحداث 11 سبتمبر 2011، حيث رسم طائرة تحلق في اتجاه قلمين من الرصاص، وقال رئيس تحرير الصحيفة ورسام الكاريكاتير ستيفان تشاربونيير عام 2012 : "أود أن أموت واقفا علي أن أعيش راكعا"، وكان ذلك بعد عام من تفجير الصحيفة لنشرها صورا مسيئة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وكان رئيس التحرير وحارسه الشخصي من أول القتلي في الحادث