القاهرة: الأمير كمال فرج .
وكالة "رويترز" البريطانية للأنباء لا تعترف بثورة 15 يناير 2011، ففي كل الأخبار التي تبثها تصفها بـ "الانتفاضة"، ولا أدرى من أين أتوا بهذا الوصف ، حيث أن الإيحاء اللفظي للانتفاضة مختلف تماما عما حدث.
يقول خبر بثته الوكالة في 5 / 8 / 2014 عن "مشروع تطوير قناة السويس"، كمثال :
( مما يجعلها مصدرا للعملة الصعبة لمصر التي تعاني من تراجع السياحة والاستثمار الاجنبي منذ انتفاضة ٢٠١١ التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك)
قد نقبل وصف "الانتفاضة" على ما يحدث في "فلسطين" ، وقد استخدم هذا الوصف تحديدا هناك، فكانت "الانتفاضة الفلسطينية الأولى" ، ثم "الثانية" .
تعبير "الانتفاضة" يناسب طرفا ضعيفا مهزوما "ينتفض" ضد حالة ما، وهي أنسب لوصف المريض أو الميت أو شيء من هذا القبيل ، فتأتي "الانتفاضة" وكأنها بمثابة عودة الجسد إلى للحياة ، اللفظة تنطوي على بعد زمني محدد، وهو ما يختلف تماما عن ثورة 25 يناير التي غيرت وجه الحياة السياسية والاجتماعية في أكبر الدول العربية.
ما حدث في 25يناير 2011 فشيء مختلف تماما ، فهي ثورة حقيقية . خرج فيها الملايين للمطالبة بالتغيير، ونجحوا بالفعل في إجبار الرئيس على التنحي، وبعد ذلك بعامين أكمل الشعب ثورته في ٣٠ يونيو ، حيث خرج الملايين على وثيقة "تمرد" مطالبين بشكل حضاري سلمي بإسقاط حكم الإخوان، وأتبعوا ذلك بمظاهرات سلمية شاركت فيها معظم فئات الشعب قدر البعض عدد من شاركوا بها بما يفوق الثلاثين مليونا.
لا أدري هل السبب الميول الإخوانية لمحرري الأخبار في الوكالة ، وإن كنت أعتقد أن معظمهم مصريين ، أم أن السبب يكمن في الترجمة التي لم تقدم وصفا أعلى من "الانتفاضة" ، أم أن السبب تأثر الوكالة الأمريكية بموقف الدولة التي أسست بها ، والموقف الغربي العام المتوجس من حدوث ثورة تحرر حقيقية في هذه المنطقة في العالم .
في عصر الإعلام الحر لا يمكن إجبار وكالات الأنباء على تبني موقف معين، ولكن من المفيد أن نقدم المعلومات الحقيقية لهذه الوكالات لمساعدتهم على معرفة حقيقة ماحدث في مصر .
الأمر ممكن باستضافة محرري هذه الوكالات في لقاءات تعريفية ، يتم فيها عرض حقيقة الثورة الكبرى التي حدثت في مصر، والتي ستكون ملهمة للشعوب.