القاهرة: الأمير كمال فرج .
نشرت مجلة "الجرس" اللبنانية على موقعها الألكتروني خبرا في 2 يوليو ٢٠١٤ بعنوان "سلافة تتلمّس عضوها التناسلي". وإذا كان المثل يقول "الجواب بيبان من عنوانه"، فإن عنوان المادة الخارج الصادم جاء مختلفا ـ هذه المرة ـ عن واقع الخبر .
المقالة التي بدأها كاتبها بهذه العبارة (نعتذر عن نشر صورة سلافة لأننا نعاقب من Google التي ترفض مثل هذه القباحات المعيبة). هي في الأساس مادة نقدية مقبولة، ولكن العنوان الفاضح أساء لسمعة هذه المادة، وجعلها أشبه بنقد بورنو، فحكم عليها القراء ـ وأنا منهم ـ قبل ان يقرأ بالهبوط.
الإنطباع السييء ظهر من تعليقات القراء على الخبر بعد نشره على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حيث حفلت التعليقات بالاعتراضات على الخبر والشتائم للمجلة، بل وصاحبتها الكاتبة الصحفية نضال الأحمدية.
المادة تنتقد مشهدا قدمته الفنانة السورية سلافة معمار في أحد الأعمال الدرامية ، المشهد ـ كما تقول المادة ـ يجسد مباغتة الدورة الشهرية لبطلة العمل وهي سجينة، وقيامها بلمس عضوها التناسلي وظهور يدها وهي ملوثة بالدم".
الموقف في حد ذاته موقف إنساني قد تمر به أي انثى في أي مكان . سواء كانت في المنزل أو السجن، ولكن تجسيد المشهد ـ في حال صحته ـ بهذه الصورة الواضحة على الشاشة هو الخطأ..
ولكن الخطأ الأكثر فداحة هو "العنوان" الذي اختاره الكاتب وهو ""سلافة تتلمّس عضوها التناسلي"، وهو عنوان ـ رغم واقعيته ـ لايقل وقاحة عن المشهد الذي قامت به الممثلة ، فكان من الأجدر أن يختار الناقد عبارة أخرى تنجح جماهيريا، ولكن في الوقت نفسه لا تصدم القاريء بهذا الشكل. قد يدافع المحرر ويتعلل بفداحة المشهد، وهو "عذر" أقبح من "ذنب". سلافة دافعت في رد نشرت المجلة عن المشهد، وقالت أنه جاء وفقا للضرورة الفنية.
إليكم نص المادة النقدية التي نشرتها مجلة "الجرس" ولنترك التعليق لكم :
"سلافة تتلمّس عضوها التناسلي"
(قبل أن يبدأ شهر رمضان، كنا نتابع برومو مسلسل (قلم حمرة) عبر الإنترنت ونترقّب ما قد يحمله هذا العمل من مفاجآت.
البرومو ولجرأته فاجأننا بل صدمنا، لكنّنا قررنا الصمت إلى أن نشاهد العمل، وبعدها نقول رأينا أو نتحفّظ.
(قلم حمرة) كتابة ريم مشهدي ومن إخراج حاتم علي، وبطولة كل من عابد فهد، سلافة معمار، كاريس بشار، جلال شموط، نظلي الرواس، رامي حنا، ديما الجندي، دانا مارديني وغيرهم كثر.
تجسد سلافة في العمل، دور كاتبة سيناريو، تروي بصوتها أحداث حياتها، فتتنقّل الكاميرا ما بين المعتقل الذي تتواجد فيه وبين أحداث عايشتها خارج المعتقل.
عرّفتنا سلافة عن نفسها، بأنها "ورد" التي تتمنى أن تكون مراسلة أخبار حربية أو راقصة تانغو أو حتى راقصة شرقية.
"سلافة" أطلّت ببدلة رقص شرقية وفاجأتنا، ليس لأنّها ترتدي بدلة رقص، بل لأنّ سلافة نفسها سبق وأعلنت في حوار لها مع مجلة (سيدتي) قبل أشهر، أنّ اللبنانيات تعتمدن على الإغراء، وأنّهنّ لا تمثّلن، بل تستعرضن أجسامهنّ أمام الكاميرات، وقالت الكثير فلم نسكت لها لأنّنا نعرف أنّ الممثلة اللبنانية موهوبة، شاءت أن تعترف سلافة وغيرها، أم لا.
لكنّ المُضحك، أنّنا وخلال بحثنا عن سلافة لنطّلع على أعمالها الماضية، اكتشفنا أنّها من أجرأ ممثلات سوريا، وأكثرهنّ «طحشاً» على الأدوار الجريئة أي الجنسية، وأنّها أيضاً أول من دخلت السرير في الدراما السورية، وكان ذلك قبل عامين في مسلسل (تخت شرقي).
لكنّ دور سلافة في (قلم حمرة) ليس بأقلّ جرأة، بل يُضاهي بنصّه كل جرأة النصوص العربية، وها نحن نشاهد ونشهد ونتفاجأ بالازدواجية التي تعاني منها سلافة، ما بين قول وفعل.
ملاحظة: لا نذمّ هنا بجرأة سلافة في (قلم حمرة)، ولا نرفض أي جرأة قد تخدم النص أو الصورة، لكنّنا فقط نُحلّل ضياع ممثلة سورية بهذا المستوى من الحرفية والنجومية فيما تقول وتفعل!.
هل يحق لسلافة ما لا يحق لغيرها؟
قبل الدخول في جرأة دور سلافة، لا يُمكننا أن نتجاهل أهمية المسلسل وعمقه والإبداع في كتابته وإخراجه.
حتماً هذا العمل، هو الأقوى من ناحية الإخراج و«دسامة» النص، خصوصاً أنّ حاتم علي تفنّن في نقل كلمة يمّ مشهدي، فنشاهد عملاً أنيقاً، عميقاً ولا يُشبه أي عمل.
إنّها المرة الأولى التي يتم فيها تسخير تقنيات بصرية كالتي شاهدناها في الحلقتين الأولتين في مسلسل دراميّ عربيّ.
يم أسقطت عن نصّها كل الخطوط الحمر، وشعرت وأنا أشاهد بأن لا ممنوعات في هذا العمل.
في واحد من المشاهد الجريئة في مضمونها، نرى سلافة مستلقية في زنزانتها، تتلمّس عضوها التناسلي، ثم تُخرج يدها لتتفاجأ بالدم. ثم تعقّب قائلة: «يا الله إذا بتجي مو عاجبنا وإذا ما بتجي مو عاجبنا»، ثم تبحث عن أي قماشة تمسح بها هذا الدم، فلا تجد، فتمسحه بحائط الزنزانة.
بعدها تردّد وهي في حيرة من أمرها: «معقول يجيبولي Cotex لهون، لأ ما بيجيبوا».
طرح مواضيع كهذه في الدراما السورية جديد جداً، وغير مألوف، وهو ما نشهده لأول مرّة، ويكاد يكون هذا المشهد نقطة في بحر مشاهد جريئة في العمل عينه أو في طريقة الطرح أو في العبارات التي نسمعها.
سلافة التي وصفت سيرين بأنّها ممثلة إغراء محاولة التقليل من شأنها ومن شأن اللبنانيات، قاصدة تصفيتها فنياً أو تحجيمها، لم تنتقص حتماً من قيمة سيرين وقدراتها التمثيلية، لأنّ سيرين فعلاً مغرية، فهي صبية جميلة وأنيقة وحاضرة، إضافة إلى أنّها ممثلة من طراز رفيع، وهي الوحيدة في لبنان التي استطاعت أن تُحقق انتشاراً عربياً واسعاً يفوق انتشار السوريات بدون أن تشعرنا بالقرف وتستخدم أصابعها لنشم عبر الشاشة رائحة العادة الشهرية ونتانتها).