زيارة الملك عبدالله .. الصحافة المصرية آخر من يعلم
القاهرة: خاص. كشفت زيارة العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن أشياء كثيرة، ففضلا عن مدلولها المعنوي كرسالة تأييد واضحة جلية لمصر بعد ٣٠ يونيو ، خاصة أنها زيارة أهم زعيم عربي. ولكن خبر الزيارة كشف عن قصور صحفي كبير، فالخبر نشر لأول مرة على وكالة "رويتر" يوم الخميس الماضي، وكان لها السبق في نشر الخبر . وجاء نص "رويتر" كالآتي :
العاهل السعودي يزور مصر الجمعة
19 يونيو, 2014 القاهرة 19 يونيو حزيران (رويترز) - قال مصدران سعوديان لرويترز اليوم الخميس إن العاهل السعودي الملك عبد الله سيقوم بزيارة قصيرة لمصر غدا الجمعة سعيا لإظهار دعمه للرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي. وقدمت السعودية ودول خليجية أخرى مساعدات لمصر بمليارات الدولارات لتخفيف حدة الأزمة الاقتصادية منذ عزلت قيادة الجيش الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه. (إعداد دينا عادل للنشرة العربية- تحرير ملاك فاروق).
الخبر أحدث بلبلة كبيرة في الصحافة المصرية ، والسبب عدم توفر معلومات لها عن الزيارة . وبدا ذلك في عدد من الأخبار الصحفية المتناقضة . على سبيل المثال نشرت صحيفة "الوطن" المصرية خبرا يوم الخميس أيضا بعنوان (السفير السعودي : الملك عبدالله لن يزور مصر غدا) ، بعد ذلك بساعات نشرت خبرا آخر يعنوان ( مطار القاهرة " لم نتلق اخطارا رسميا بزيارة العاهل السعودي لمصر)، وتطور الأمر لأقرأ تصريحا لرئيس لوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب ينفي فيها علمه بالزيارة .الأخبار المتناقضة حول تأكيد الزيارة أو نفيها وصلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد نشر روابط هذه الأخبار، وهو ما اعتادت عليها الصحف للترويج لأخبارها . بعد ساعات من التخبط .. ظهرت الحقيقة جلية، وهي قيام الملك عبدالله بالفعل بزيارة مصر الجمعة، وهو تأكيد لما انفردت به "رويترز". هذا الموضوع قد يكشف عن تفوق أمنى باهر، لأخ إخفاء خبر زيارة تاريخية مثل هذه، خاصة وأن الزائر شخصية بحجم الملك عبدالله يؤكد براعة الجهات الأمنية . وإخفائها الخبر حتى عن رئيس الوزراء . ولكنه يكشف من ناحية أخرى عن فشل صحفي فادح ، ففي الوقت الذي انفردت بالخبر وكالة أجنبية فشلت وسائل الاعلام المصرية في الوصول إليه ، على العكس فقد زادت الطين بلة بنفي الخبر من أكثر من مصدر . لا أدري أين تكمن المشكلة، هل في الكسل الصحفي؟، أم قلة مصادر المعلومات؟، أم في الجسور المقطوعة بين الدولة وصحافتها الوطنية؟.
تاريخ الإضافة: 2014-06-21تعليق: 0عدد المشاهدات :1695