القاهرة: الأمير كمال فرج .
الهوس بالسبق الصحفي يدفع بعض الصحف إلى تجاوز أبسط قواعد المهنية، .. الرغبة في جلب قاريء بأي ثمن يدفع البعض إلى الجنون، سعار الشهرة ينسى المرء أن للمهنة قواعد وآداب لابد من الالتزام بها .
هذا ما ورد في ذهني عندما قرأت عنوان خبرا في الموقع الألكتروني لصحيفة "الوفد" يقول (الطب الشرعي : فض غشاء بكارة ضحية التحرير بالأصابع) .. العنوان مفجع وصادم، ليس فقط لأن الجريمة التي تعرضت لها الضحية بشعة، ولكن لأن الأبشع الصحفي الزميل الذي كتب الخبر دون مراعاة لتأثيره على القراء رجالا وإناثا .
الخبر الذي نشر في 12/6/2014 يقول (أكد الدكتور هشام عبدالحميد المتحدث الرسمي لمصلحة الطب الشرعي أن حالة فض غشاء البكارة لإحدى ضحايا التحرش التسعة بالتحريرنتج بواسطة أصابع اليد، وليس بإيلاج العضو الذكريداخل المهبل).
ولكن المفجع في الخبر ليس فقط الواقعة، ولا المهنية الضائعة . ولكن أن الخبر في النهاية اتضح أنه "كاذب"
الدليل على ذلك الخبر الذي نشرته صحيفة "المشهد" في نفس اليوم 12/6/2014 بعنوان (الطب الشرعي ينفى "فض غشاء بكارة" إحدى ضحايا التحرش).
وملخص الخبر أن المتحدث الرسمي لمصلحة الطب الشرعي ينفي جملة وتفصيلا أن تكون الضحية تعرضت لفض البكارة .
فيما يلي نص الخبر :
الطب الشرعي : فض غشاء بكارة ضحية التحرير بالأصابع
(نفى الدكتور هشام عبد الحميد المتحدث باسم مصلحة الطب الشرعي، الخميس، صحة الأخبار التي تم تداولها أحد المواقع الإخبارية، بأن تقرير الطب الشرعي الذي تسلمته نيابة قصر النيل، الخميس، يؤكد تعرض إحدى «الناجيات» من واقعة التحرش بميدان التحرير إلى فض غشاء البكارة.
وطالب عبد الحميد، في تصريحات صحفية، وسائل الإعلام بضرورة التأكد من صحة المعلومات قبل نشرها على المواقع الإلكترونية، وعدم نشر أخبار كاذبة من شأنها تضليل الرأي العام.
ولفت المتحدث باسم هيئة الطب الشرعي إلى أن حالات الفتيات اللاتي تعرضن للتحرش في احتفالات ميدان التحرير، تندرج تحت مسمى هتك العرض وليس الاغتصاب، مضيفًا أنه لا وجود لأي حالات فض غشاء بكارة على الإطلاق.) فأين الحقيقة من ذلك الخبر المقرف مهنيا وإنسانيا وأخلاقيا يؤكد مدى ما وصلت إليه الصحف من مستوى بعيدا عن المهنية. هذا المستوى الذي سيضرب مصداقية الصحافة الألكترونية التي نجاهد جميعا من أجل ترسيخها.