حصة التعبير من أهم الحصص المدرسية، يحدد المعلم أو المعلمة موضوعا ما للتلاميذ، عن الأم أو النظافة أو الوطن...، فيعكف كل منهم على كراسته، ويبدأ الكتابة، كل منهم يخط بالقلم بأسلوبه العفوي الخاص، تعبيرات بسيطة، وأفكار غضة، كالنبت الذي يشق طريقه نحو النور، كالرضيع الذي يتعلم المشي لأول مرة.
بالأمس كان الاهتمام كبيرا بحصة التعبير، لا يهم مستوى ما يكتب، لا يهم الخط الرديء الذي يصعد على الخط تارة، ويهبط تارات، والأفكار المبعثرة.
و"الشخبطة" التي يضعها التلاميذ على الدفاتر والطاولات، المهم أن يكتبوا ويعبروا عن ما يدور بأنفسهم، وكانت "حصة" تربوية ـ كما يوحي اللفظ ـ من مجموعة "حصص" نفسية واجتماعية يحتاجها التلاميذ.
حصة التعبير تعلم التلميذ كيفية التفكير والتعبير عن أفكاره، تعلمه كيف يكون رأيه الخاص، وكيف يعبر عنه، بلا قيود أو وصاية، تعلمه الشجاعة والديمقراطية واحترام الرأي الآخر، وهي الحصة التي أنتجت لنا الأدباء والمفكرين والناجحين القادرين على البوح والتجربة.
يجب أن تعود لحصة التعبير مكانتها وأهميتها في الصفوف الأولية، فما جدوى "حشو" دماغ التلميذ بالمعلومات، دون أن يكون لديه القدرة على استرجاعها والتعبير عنها؟.
"التعبير" هو البوح، والبوح غريزة مهمة للإنسان والحيوان، وحتى للمجانين، وهو أول خطوة لبناء الشخصية السوية.