لكل إنسان هواية أو مجموعة هوايات يمارسها أو يتابعها، وهذه الهوايات تحددها البيئة والميول الشخصية، فهناك من يهوى كرة القدم، وهناك من يهوى الرسم ، أو جمع الطوابع أو الرياضة وغيرها..، وهناك هوايات أخرى غريبة يمارسها البعض تثير الدهشة والاستغراب، ومنها هواية جمع علب الكبريت، أو جمع نماذج السيارات الصغيرة.
وكل هواية تعلم ميزة، فالرياضة تعلم المهارات الجسدية والفكرية والعمل الجماعي، والصيد يعلم الصبر والتأمل، وألعاب الكمبيوتر تعلم الدقة والسعي لإحراز الهدف، ومهما اتفقنا أو اختلفنا مع نوع الهواية، فإننا لا نملك إلا أن "نقدر" هذه الميول العفوية للأطفال، مادامت لا تتعارض مع قيم المجتمع.
والهواية وسيلة للترفيه والتعلم واكتساب معارف ومهارات جديدة، بها يقضى المرء أوقاتا مسلية مفيدة، وقد تتحول الهواية في يوم من الأيام إلى احتراف ، ويصبح لاعب الكرة في الحي الشعبي بطلا يحرز البطولات العالمية. والواقع يؤكد أن الناجحين كانوا غالبا يمارسون أعمالهم التي نجحوا بها في الصغر على شكل هوايات بسيطة .
ولكن هناك فئة من الأطفال ليس لديهم أي هوايات، وفي ذلك تكمن الخطورة، فعدم وجود هواية يعني أن يقع الطفل فريسة للفراغ، ويصبح عرضة للتأثير الخارجي، الذي يعد البوتقة التي تفرز الفشل والانحراف .
يجب على الأبوين تلمس اهتمامات الطفل، وتوجيهه إلى هوايات محببة، وتشجيعه على ممارستها وإتقانها بالعدد اللازمة والأدوات.
الهواية أداة تربوية ومعرفية مهمة يجب على الآباء استغلالها، لتنمية قدرات الطفل، وقبل ذلك إنقاذه من الفراغ ومخاطره العديدة.