القاهرة : خاص .
رغم مرور أكثر من 20 عاما على ظهور الإنترنت ، ووصول عدد مستخدمي مواقع التواصل إلى المليارات ، وتحول الإنسان التاريخي من الكتاب إلى الإنترنت . لا زالت المواقع الألكترونية العربية ضعيفة من حيث التصميم والبرمجة .
العالم تجاوز حكاية الموقع الألكتروني ، وبدأ يتطلع إلى الخطوة المقبلة، بينما نحن لازلنا نتخبط في البداية، البعض لا يعترف أصلا بالواقع الألكتروني ، ويتمسك بالورقة والقلم، والبعض لم يدخل التجربة الألكترونية بعد، ومن تجرأ ودخل يقاوم الغرق.
فالمتابع للمواقع الألكترونية العربية سيلاحظ أن السواد الأعظم منها ضعيف من ناحيتي الشكل والبرمجة، لا نتكلم عن المحتوى والمضمون الآن ، ولكن نتحدث عن التصميم والبرمجة وهما العنصرين الأساسيين في أي موقع .
لا نعتقد أن التمويل هو السبب ، لأن هناك العديد من المواقع التي رصدت لها الملايين ، ولكنها لم تخرج عن التصميم الكلاسيكي البدائي البسيط .
الغريب أن بعض المواقع أصبحت تستنسخ تجاربها من الأخرى ، فبدلا من أن تقدم الجديد على مستوى الشكل والتصميم ، تركن إلى التقليد في دعة ، أو الاستلهام ، ولن نقول السرقة من المواقع الأخرى.
المثل الذي أطرحه الآن هو الموقع الألكتروني لصحيفة "العرب" اللندنية، والموقع الألكتروني لصحيفة "إيلاف" . بغض النظر عن المضمون الرائع لكلا الموقعين، المتابع لهما سيدرك لأول هلة التشابه الكبير في تصميم الموقعين ، وكأن مصممها شخص واحد . لن ندعي أن هذا الموقع استلهم تصميمه من الآخر ، لأننا لا نعرف من الأسبق في التصميم ، ولكن سنركز على النتيجة وهو التشابه الكبير في تصميم الموقعين.
بالطبع لا ننتقص من هاتين التجربتين الصحفيتين الرائدتين ، ولكن القضية التي نطرحها وتعنينا وتقلقنا أيضا الضعف الواضح في المواقع الألكترونية من ناحيتي التصميم والبرمجة .
مجال تصميم وبرمجة المواقع يعاني من ندرة المتخصصين والمبدعين ، تلك هي المشكلة الأساسية ، لذلك يجب أن يصبح تصميم وبرمجة المواقع الألكترونية مادة تدرس ، وعلم نشجع الشباب عليه، ومحور للدورات المتخصصة ، وتدريب المرأة على القيام به، لتخريج جيل جديد من المصممين والمبرمجين القادرين على تقديم مواقع ألكترونية حديثة تلحق بالمواقع العالمية المتطورة التي تتصدر شبكة الويب .