لم يكشف فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب زيف النخب الأمريكية فقط ، ولكنه كشف أيضا عن هشاشة الصحافة الأمريكية، حيث تورطت مجلة نيوزويك العريقة بإصدار عدد أول من أمس يتصدر غلافه صورة للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، وعليها عبارة Madam President السيدة الرئيسية، وفي الداخل نشرت تقريرا كاملا يدعي أن هيلاري هي الفائزة بمنصب الرئيس في الانتخابات الأميركية .
إدارة المجلة اكتشفت الخطأ الفادح عقب إعلان فوز دونالد ترامب، فقامت بسحب 125 ألف نسخة من الأسواق، وذلك بعد أن تم شحنها إلى مختلف الولايات، وأعادت طباعة المجلة بغلاف جديد عليه صورة الفائز وهو دونالد ترامب ، وهو ما كبدها خسائر فادحة، فيما أثار هذا التصرف أصداء سلبية عدة في الأوساط الصحفية الأمريكية والعالمية.
ورطة النيوزويك تكشف مجددا المأذق الذي تعاني منه الصحافة الأمريكية عموما، حيث تتراجع المهنية أمام حسابات الربح، والخسارة، والعواطف، والتوائمات، والنفاق السياسي، وهوس السبق الصحفي.
ما فعلته النيوزويك يضع الصحافة المطبوعة ـ التي تعاني من مشكلات وتحديات جمة ـ أمام مشكلة جديدة، وهي المصداقية، ففي الوقت الذي تخسر الصحافة المطبوعة كل يوم أرضا جديدة أمام زحف الاعلام التقني ، جاءت فضيحة النيوزويك لتزيد الطين بلة كما يقولون.
ورغم أن الخطأ وارد سواء من صحيفة كبرى أو مغمورة، وسواء كان في صحيفة مطبوعة أو ألكترونية، إلا أن هذه الواقعة تكشف ميزة مهمة للصحافة الألكترونية، وهي إمكانية تصحيح الخطأ، وتعديل الخبر، بل وتطويره وتحديثه بضغطة زر، وبدون أي تكاليف .
تاريخ الإضافة: 2016-11-10تعليق: 0عدد المشاهدات :1518