وصلنا للنهاية... ولكن قبل أن نغلقها علينا سرد الحكاية، والبداية ياسادة القرار الذى تجنبه السادات وخاف منه مبارك، كقرارات كثيرة مصيرية كان مصيرها الأدراج المتهالكة حتى لا تلفت إنتباه أحد، وكان القرار القاتل الذى أدحض المؤامرة عليه من قبل الكيان الصهيونى قرار تنمية محور قناة السويس، وحفر تفريعة بطول 37 كيلو فى خلال سنة واحدة من إصدار القرار.
لحظة اللامعقول يصاحبها لحظة صمت رهيب، لتبدأ الحرب، حالات من التشكيك إنتابت كثيرا من المثقفين قبل أن تنتاب الجماعات الإرهابية وحلفائها، والتى أعلنت عدم تصديقها لهذا القرار ، أعلنت عن شماتتها عبر جميع الموجات الإعلامية تارة، وعن طريق مؤيديها تارة أخرى عبر التجمعات البشرية والفردية المتاحة لبث روح الإنكسار والتشكيك فى النفوس، وحث الشعب المصرى على رفض هذا القرار لعدم معقوليته .
وكان هذا القرار بمثابة قنبلة مدوية أصابت الصديق قبل العدو بعدم الإتزان، ولا سيما وأن توقيته جاء ونحن فى حالة حرب فعلية، هذا القرار جعل الزمن يعود بنا إلى الوراء ، يوم أعلن الزعيم جمال عبد الناصر بناء السد العالى بهدف التنمية الزراعية، وتوليد الطاقة الكهربية، هذا بعد أن وقفت ضده أمريكا ضده بمنع البنك الدولى بتمويل بناء السد إلا بشروطها التى تعيد لنا الإستعمار مرة أخرى، فأبى المصرى إلا أن يكون حرا وليس تحت رحمة أحد، حتى لو كان سيهب له الحياة.
ولكن أى حياة تلك..؟، فكانت مساعدة السوفيت لنا ومازال شاهد الصداقة يتزاوره كل قادم لمشاهدة السد العالى قائما حتى الأن، أما قرارنا اليوم فهو القرار الذى لا أمريكا ولا البنك الدولى، ولا حتى السوفيت سيكون لهم يدا فيه.
قرارنا كان أن المصريين هم من سيمولون تلك التنمية بأموالهم فكان النداء، وكانت التلبية أسرع من النداء نفسه، ففى أقل من 10 أيام تم جمع أكثر من 64 مليار جنية، فى ملحمة أذهلت العالم أجمع، بل وأصابت الخبراء الإقتصاديين على مستوى العالم بالجنون، بعد أن أعلنوا عن توقعاتهم بأن جمع مبلغ كهذا لهذه التنمية من هذا الشعب وفى هذا التوقيت التى تمر بها مصر والامة العربية من حروب يتطلب على أقل تقدير أكثر من عام، الله عليكم يامصريين, حتى وأنتم فى تلك الظروف الصعبه تعطون للعالم دروسا فى الوطنية.
تعطون العالم دروسا فى الأمل لغدا أفضل تعطون للعالم دروسا فى سلام النفس. أنتم يامصريين يامن وقفتم أمام جحافل العدوان الثلاثى بعد تأميم مقدراتكم.تقفون الأن فى نفس الخندق الذى وقف فيه أبائكم وأجدادكم ولكن مع الفرق. أن اليوم عدوكم بداخلكم وخارجكم الكل يقف ويتحفز للنيل والسخرية منكم.ولكنكم يامصريين شعبا ليس له كتالوج أما شفرته فلا يستطيع العالم أجمع أن يحل معادلتها حتى وأن تخيلوا أنكم أصبحت فى قمة الرعونة.
هكذا أنتم دائما يامصريين تفعلون الخير, ولكن لا تنالوا إلا السباب والدعاء عليكم. هكذا فعلها اليهود فى الماضى من قبل ,عندما أعطيتموهم فضتكم وحليكم وملابسكم لكى يتباهوا بأنفسهم .فما كان من الجميل منهم إلا الهروب بها, هناك وعلى أرض سيناء التى كلم الله موسى ردت لعنات اليهود عليكم.فخرجوا من الملة بعد أن صنعوا بأموالكم وحليكم عجلا ليعبدوه .فكتب عليهم الزلة والمسكنة فى الأرض.نفس التشابهه نمر به اليوم من جماعة الإخوان الإرهابية الذين يتخذون الدين ستارا لهم. اليوم هم يدعون عليكم ويدعون على مصر ليل نهار, بعد أن فشلوا فى سرقتكم وقتلكم, ولكن كما فعل الله باليهود تراهم ألان لا يفرقون شيئا عنهم. إنها نفس القصة ونفس السيناريو يدور كما دار من قبل على اليهود.
مرة أخرى نعود لسيناريو أخر, ولكن فى تلك المرة لن تكون أموالكم مثل عجل السامرى المسروق, ولكن وعلى نفس الأرض أموالكم التى دفعتموها برضاء منكم كاملا ستشهدون عليها اليوم وستجنون جزاء مافعلتم لبلدكم ومصركم , كل الخير والنماء اليوم لن تضيع حقوقكم . اليوم هو يوم فرحكم بما قدمتموه فقط لتعرفوا الفرق بين إخوان عجل السامرى وبين قناة السيسي.
إنه يوم فرحة المصريين لأنكم فعلا أصحاب هذا الفرح ..يوم أن تفتتحون قناتكم الجديدة, ليشهد هذا القرن أمجادكم الجديدة.
تحيا..مصر..وتحية لشعبها العظيم.