تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



الأمير كمال فرج : الإنجازات الوهمية أحدث طريقة لإخفاء القصور


القاهرة : خاص .
فيما أكد الكاتب الصحفي الأمير كمال فرج أن الفشل الذي تحققه وزارة الآثار المصرية التي تستدين 50 مليون شهريا لتسديد رواتب العاملين ، رغم أن مصر تمتلك ثلث آثار العالم نموذج للفشل العام الذي يجب دراسته، مشيرا إلى ظاهرة "الإنجازات الوهمية" في هذه الوزارة،  أوضح خبير الآثار الدكتور أحمد منصور أن الدولة لم تعد تهتم بالآثار، ولا بالعاملين في هذا المجال الحيوي، وتركوا الوزارة تنهار بناسها وآثارها، بسبب التخبط وسوء الإدارة، ونقص الموارد المالية، مطالبا الدولة بالتدخل لإنقاذ الوضع.
وقال الأمير كمال فرج ـ عقب زيارة له إلى المتحف المصري صباح أمس ـ أن "مصر لو كانت تمتلك فقط هذا المتحف المصري، ولديها فكر تسويقي إبداعي لأدخلت إلى خزينة البلاد المليارات سنويا، ولكن الفكر الإداري العقيم ، وغياب الإبداع، وتهميش الكفاءات حال دون استخدام هذه الإمكانات الهائلة التي لم تتوفر للدول الأخرى"، مستشهدا بالعديد من الدول التي لا تمتلك ربع ما تمتلكه مصر من آثار وتحقق ملايين السياح سنويا مثل تركيا وماليزيا وهونج كونج ودبي.
ونبه الأمير إلى ظاهرة "الإنجازات الوهمية" التي ضربت وزارة الآثار بجانب غيرها من الوزارات، وقال أن "وزارة الآثار وقعت كغيرها في فخ الإنجازات الوهمية، وهي خدعة حكومية لإخفاء القصور، وهي إنجازات عبارة عن إعلامية فقط بعيدة عن الواقع، وقد شهدت بنفسي نموذجا لهذه الإنجازات الوهمية ، حيث صودف أن زرت منطقة سقارة بعد يوم من زيارة رئيس الوزراء الأسبق المهندس إبراهيم محلب للمنطقة العام قبل الماضي ، والتي جاءت في إطار الانتقادات الداخلية والدولية التي صاحبت عملية ترميم هرم زوسر أقدم هرم في التاريخ، ولفت نظري حجم الإشادات والتطمئنات والإنجازات التي صاحبت الزيارة، والتي تصدرت عناوين الصحف ووسائل الإعلام ، والمؤسف أنني عندما زرت الموقع بعد الزيارة بيوم واحد لمست الواقع المؤسف لهرم زوسر، وتعرفت بنفسي ـ بعد أن أخفيت هويتي الصحفية ـ على أبعاد المشكلات التي تواجه المنطقة، والتي تتناقض تماما مع التصريحات الإعلامية البراقة التي رافقت زيارة رئيس الوزراء"، مشيرا إلى أن من الإنجازات الوهمية كذلك ما أعلنه وزير الآثار الأسبق عن وجود غرفة للملكة نفرتيتي خلف مقبرة توت عنخ أموت في وادى الملوك بالأقصر، والتغطيات الإعلامية الكبيرة التي صاحبت ذلك، وهو ما اتضح فيما بعد أنه سراب .
وطالب الأمير الدولة بإعادة النظر في وزارة الآثار وطريقة عملها، واتخاذ خطوات جريئة لإصلاحها ، ومنها ، إستبدال وزير الآثار، بخبير دولي في الإدارة والتسويق، واستبدال جميع قياداتها الحالية بقيادات شابة مبدعة، مع التركيز على جانب التسويق، وتشديد القوانين لحماية الآثار، ومكافحة سرقتها والعبث بها، وترويج ثقافة المتاحف في كافة القطاعات خاصة التعليم، ودعم الأنشطة المتحفية المبتكرة ودمجها بالواقع ، لإنهاء هذا الانفصام التاريخي بين المتحف والمجتمع ، وزيادة المعارض الخارجية لكي تحقق رافدا ماليا للوزارة، وغيرها من الخطوات التي تحرك هذا القطاع الفاشل ، وتوقف الهدر الحادث فيه".
وحلل خبير الآثار الدكتور أحمد منصور كيفية تكون ظاهرة الانجازات الوهمية، وقال أن "الانجازات الوهمية ظهرت بوضوح كأسلوب للإدارة في عهد رئيس الوزراء الأسبق المهندس إبراهيم محلب الذي نادى بفكرة نزول المسؤول إلى الشارع، ورغم أن الفكرة في الأساس إيجابية ، إلا أنها طبقت بطريقة خطأ ، حيث حرص المسؤولون على النزول إلى المواقع العامة، مصطحبين وسائل الإعلام ، واضطر العديد منهم إلى الترويج للإنجازات الوهمية لكسب رضا الجمهور".
وحول فكرة استثمار الآثار، أضاف منصور أن "مسئولي الآثار فهموا المقصود بتسويق الآثار خطأً، فصرحوا بإقامة الحفلات والأفراح في المواقع الأثرية، وخططوا لمحاصرة المتاحف بالدكاكين والكافتيرات، ويهرولون لتأجير القصور الملكية وتحويلها لفنادق وقاعات أفراح أيضًأ، بينما لا أنظر لذلك إلا بوصفه بابًا جديدًا من أبواب الفشل والعبث والفساد".
وأضاف أن "المسئولون فهموا مصطلح التسويق بأنه التسويق التجاري، لتحويل الآثار إلى سلعة، والمتاحف إلى دكاكين ومولات لاحقًا، والمراد بالتسويق الترويج، ونشر القيمة والمعنى، لا من أجل جذب استثمارات سياحية حقيقية فحسب، وإنما من أجل الاستفادة من قيمة تراث وتاريخ مصر على كل المستويات، وخاصة السياسية"، مشيرا إلى أنه لابد من أن تعيد مصر النظر في تنازلها المجاني المريب عن قوتها الناعمة، وهذا أمر نتائجه خطيرة ووخيمة.
وأوضح منصور: أن "الدولة لم تعد تهتم بالآثار، ولا بالعاملين في هذا المجال الحيوي، وتركوا الوزارة تنهار بناسها وآثارها، بسبب التخبط وسوء الإدارة، ونقص الموارد المالية التي لن يعوضها سوى تدخل الدولة، وإلا فسنجد الآثار سلعة تباع في الأسواق والمولات قريبا، كما باع عواد أرضه منذ سنوات طويلة، ومن يومها لا عادت الأرض ولا عاد عواد، الذي كان في الأزمنة الخوالي يتباهى بطوله وعرضه".
وحول الإنجازات الوهمية في وزارة الآثار، قال منصور أن "هذه أخطر موضة عرفتها مصر، حيث لا توجد مشكلة لأي فاسد عاجز لمواجهة الدولة بوجه لا حياء فيه، للادعاء بأن وجود هذا المسئول أضاف الكثير، وأنه جدير بمنصبه، فالكلمة السحرية هي (الإنجازات الوهمية)، وهي عبارة عن مئات الصور التذكارية للمسئول في زياراته، ومئات الأوامر المكتبية التي تمتلئ بأحلام وأوهام وابتكارات المسئول الجديد للنهوض بمسئوليته، ومئات القرارات العبثية التي لا تثمن ولا تغني من جوع".
وأكد أن "هذه الظاهرة موجودة الآن في كل الوزارات، ولكن أرض الواقع هي التي تنطق بالإنجازات والعجز، وليس الصور التذكارية، والظهورات والتصريحات الإعلامية عمَّال على بطَّال، مثلا إحدى المسئولات بوزارة الآثار، تحرص على ظهور تصريح إعلامي لها كل يوم تقريبا، وأنا أتذكر أن المسئولين السابقين في نفس منصبها لم يكونوا يتبعون هذه الوسيلة على الإطلاق، إلا قليلاً، وقليلاً جدًا. إنها موضة أودت بالبلاد إلى مستنقع الإنجازات الوهمية، والذي يعتمد على وسائل الإعلام، وعلى التقارير المضروبة المزيفة، المليئة بالحشو، والجعجعات التي عادت على البلاد بلا طحين".

 


    
تاريخ الإضافة: 2016-08-30 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1199
5      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات