تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



البازي باشا العار السري في أفغانستان


القاهرة : الأمير كمال فرج.

كانت أفغانستان منذ فترة طويلة واحدة من أكثر البلدان الدينية في العالم، وهو المكان الذي يتبع الرجال والنساء العقيدة الإسلامية بعناية وتزمت، ولكن خلف أولئك الملتزمين، يختبئ في الظلام السر الذي حاولت الحكومة أن تخفيه تحت البساط.

وذكر تقرير نشرته صحيفة Daily Mail  أن "البازي باشا، وترجمتها "طفل راقص"، وهي إحدى وسائل الترفيه غير المؤذية في الظاهر، وفيها يقوم الصبية الصغار بالرقص للترفيه عن كبار السن، ولكن في الواقع هي نوع من العبودية الجنسية، حيث يتم تمرير أطفال لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات على مجموعة من الرجال في منتصف العمر لإشباع رغباتهم الجنسية".

شكور كان في الثانية عشرة عندما أُختطف بعيدا عن أسرته، وقُدم ليكون "بازي باشا ". استغرق منه خمس سنوات ليتمكن من الهرب، والآن يستخدم الرقصات التي تعلمها لكسب العيش، وهو أوفر حظا من غيره.

 

قوة الفقر

كان الفقر في أفغانستان قوة دافعة لصعود ظاهرة البازي باشا في السنوات الخمسة عشر الماضية، مما يجعل من السهل للأشرار الطواف في الشوارع بحثا عن أولاد صغار، واختطافهم بعيدا وإغراء أسرهم بوعود العمل أو التعليم، وهي وعود في كثير من الأحيان كاذبة بالطبع، وبدلا من ذلك، يتم تدريب الأولاد علي الرقص ، لأداء الرقص أمام مجموعة من الرجال، حيث يرتدي الأطفال زي البنات، كالتنانير ويضعون الماكياج على وجوه لجذب الانتباه في الغرفة والرقص علي الأغاني التقليدية، مع الكلمات التي تفعل أكثر من التلميح إلى ما هو آت.
وتحمل الاغاني ايحاءات جنسية صريحة كما جاء في بعض الافلام الوثائقية  .

مثل : " أين تعيش، حتى أتمكن من الحصول عليك من والدك."

"يا صبي، قد أوقدت النار في حبيبك ".

وبمجرد إنتهاء الحفل ، والانتهاء من الرقص، يبدأ الرعب الحقيقي، حيث يتم تمرير الأولاد بين الرجال، واقتيادهم إلى غرفة الفندق حيث يمكن للاعتداء الجنسي عليهم .

 

علاقات شاذة

قال المصور بارات علي باتور، الذي قضى أشهر طويلة لكسب ثقة الأطفال وتوثيق حياتهم لصحيفة "ديلي ميل" "" لا يكسب الأولاد أي شيء من الطرفين،  لكنهم يعيشون كما لو أنهم في علاقة مع أسيادهم، حيث يقوم أسيادهم بالاحتفاظ بهم ، إيوائهم وشراء الطعام والأشياء لهم، ويمارسون الجنس مع أسيادهم، ثم يتعرضون لسوء المعاملة من قبل أشخاص مختلفين، وأحد أكثر الأقوال المأثورة  في البلاد هي : "النساء تجلب للأطفال والفتيان تجلب المتعة".


إعتداء جنسي

ويقول الدكتور ثريا - الذي قاد تحقيقا على مستوى الأمة في ممارسة لجنة حقوق الإنسان الأفغانية المستقلة - عن هذه الممارسة، المعروفة باسم 'بازي باشا "، و" المشينة " "لا أحد اعترف لنا أنهم كانو بازي باشا، ولا يريدون التحدث عن ذلك، إذا كانوا يريدون الزواج، لا أحد يستطيع أن يعرف، لا ترضي أي عائلة أن تزوج ابنتهما لهؤلاء الناس".

في أي بلد آخر، يعتبر الاعتداء الجنسي على الأطفال جريمة، ولكن  في أفغانستان تحمي الشرطة هؤلاء المجرمين، خوفا من أمراء الحرب ورجال الأعمال.

ويضيف الدكتور ثريا : "كلما ازداد عدد الأطفال كلما عبر ذلك عن ثروة صاحبهم، إذ يتعين عليه الاهتمام بهم وشراء ملابسهم ".


الفئة المنبوذة

أكثر الأطفال تتراوح أعمارهم بين سن 13 و 15 عاما، تم اختيارهم باعتبارهم باريش باشا، والتي تعني رجل بلا لحية، وكأنه حكم عليهم أن ينتموا لهذه الفئة المنبوذة  في المجتمع مدى الحياة، ويتجه العديد منهم  لإدمان المخدرات.

وقال علي باتور لـ "ميل أون لاين ": "هناك صبي خاص أتذكره ، يدعي  فريدون، كان عمره حوالي 13 عاما عندما قابلته للمرة الأولى، وبدأ في ادمان الهيروين لمساعدته على التأقلم، وفي النهاية ركض بعيدا، وانتقل للتسول في شوارع كابول. إذا كان لا يزال على قيد الحياة سيكون الآن حوالي 18سنة من العمر"

بازي باشا ليس ظاهرة جديدة في بلد يشتهر بالفصل بين النساء والرجال، ومع ذلك، إختفت في ظل حكم طالبان، ولكن مع سقوط الجماعة المتطرفة، عادت بازي باشا. وسرعان ما أصبح مقبولا لدرجة أن رجال الشرطة من بين مشجعيها.

ومن المعروف أن المثلية محرمة في الإسلام، ولكنهم استهانوا بحرمانيتها، مدعين أنهم لا يقعون في حب الأطفال بل يمارسون الجنس فقط، وبالتالي هم ليسوا شواذ ، من وجهة نظرهم الغريبة.

 

شهادات الجنود

أقر الجنود الذين حاربوا في أفغانستان بعد عام 2001 دهشتهم من مشاهدة الرجل البالغ يسير في شوارع بلد محافظ، جنبا إلى جنب مع صبي صغير، ولكن حتى قوات التحالف لم تبدي أي رد فعل تجاه هذه الظاهرة .

أخبر وكيل العريف جيفري باكلي والده بأنه كان يستمع إلى صراخ الصبية أثناء اغتصابهم في الليل، ولكن في سبتمبر الماضي، وبعد ثلاث سنوات لقي باكلي مصرعه رميا بالرصاص في  قاعدته .

ويقول غريغوري باكلي والده في لقاء له في صحيفة نيويورك تايمز : " عندما ناقش ابني الأمر مع أحد الضباط أمره بألا يلقي بالا للموضوع لأن هذه من ثقافتهم".

ولكن لم يكن لانس باكلي الشخص الوحيد الذي دق ناقوس الخطر: حيث جمعت اليونيسيف تقريرها الخاص في عام 2008، وتبعه فيلم وثائقي فاز بجائزة، وحتى الآن لم يتغير شيء منذ سنوات.

 

حقوق الانسان

عندما صدر تقرير لجنة حقوق الإنسان الأفغانية المستقلة في العام الماضي، كانت ممارسة البازي باشا لا تزال واسعة النطاق كما كانت دائما، ولكن العار كبير جدا، ومن الصعب وضع رقم دقيق عن عدد الأولاد - والذين لا يزال يعملون في مجال "البازي باشا"، وأصبح الأمر سري جدا، بالكاد توجد أي صور للصبية الصغار يؤدون رقصاتهم.

ويقول أحد الأطفال : "أحب سيدي، وأحب الرقص، وأتصرف مثل امرأة وألعب مع سيدي . و بمجرد أن أكبر، سأكون سيد أيضا، وسيكون لي أطفال ".


صعوبة الإحصاء

أوضحت الدراسات ان عدد أطفال البازي باشا ربما يكون كبيرا جدا وصعب احصاؤه، ويقول الدكتور ثريا المشرف علي هذه الدراسة : "كانت واحدة من التحديات عندما زرنا بعض الأولاد. عندما سألتهم، أنكروا أنهم بازي باشا ، فهم لا يريدون أن يظهروا ضحايا، لا أحد اعترف بانهم كانوا كذلك، ولا يريدون التحدث عن الموضوع، وكان بعض هؤلاء الأولاد بين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة ، وكانوا يرغبون في الزواج، لا أحد يستطيع أن يعرف، لن ترغب أي عائلة أن تعطي ابنتهما لهؤلاء الناس".


حلم الهروب

كشف عدد قليل من الأولاد أنهم يحلمون بالهروب، رغم تهديدات بالعنف وحتى القتل، ولكن لا مكان للذهاب اليه، قال أحدهم في التقرير "كيف يمكن أن أهرب من هذا المكان؟، إلى أين يمكنني الذهاب؟ ، لن يقبلني المجتمع، ولن تقبلني عائلتي".

ولكن هناك أمل، فقد ضرب التقرير على وتر حساس من أعلى المستويات، حيث جذب انتباه كل من وزارات العدل والدين لمناقشة المشكلة.

للمرة الأولى، بدأ القانون الذي يتعامل مباشرة مع بازي باشا ، وبدأت الشرطة أخيرا في الاعتقالات، ويحلم الدكتور ثريا بإنشاء منزل، لينشأ الأولاد في بيئة آمنة في النهاية.

تاريخ الإضافة: 2016-07-26 تعليق: 0 عدد المشاهدات :2009
3      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات