تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



تباعد اجتماعي وتقارب إبداعي في سمبوزيوم الشارقة


عمر عبدالعزيز : كل ما نتعامل معه يخضع لميزان الألوان والتراكيب الفنية
أمل الجمل : معايشة العمل أثناء ولادته شيء مختلف
خليفة الشيمي : لكل فنان بصمة تأتي نتيجة خبرات طويلة
نجاة مكي : المدارس الفنية نمطية وأنتمي للإبداع أينما كان
منى الخاجة : أنتمي إلى مدرسة البيئة وأرسم  بالأسلوب الذي يجسد أفكاري
عبدالقادر المبارك : التجريد موجود في كل المدارس حتى باللوحات الواقعية
تاج السر حسن : اللوحة الحروفية فن شعبي يمكن أن يمارسه كل الناس
أحمد حيلوز :  عملي تركيبي رمزي احتفالي بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي الـ 49

 

الشارقة : الأمير كمال فرج.

بعد شهور طويلة من التباعد الاجتماعي الذي فرضته جائحة كورونا على العالم، نظم النادي الثقافي العربي سمبيوزيوم، ليكون بمثابة فاتحة للتقارب الفني والإبداعي.

شارك في السمبيوزيوم عدد من الفنانين التشكيليين وهم : المصري خليفة الشيمي، والفنانان السودانيان عبدالقادر المبارك وتاج السر حسن، والفنانتان الإماراتيتان الدكتورة نجاة حسن مكي، ومنى الخاجة، والفنان الأردني أحمد حيلوز.

أشرف على تنظيم السمبيوزيوم وشارك فيه الدكتور عمر عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي العربي، في حضور عدد من المهتمين بالفن التشكيلي والاعلاميين.

بدأ السمبيوزيوم فعالياته بورشة عمل فنية، تبارى فيها الفنانون على مدى ساعتين في رسم اللوحات على مسافات متباعدة تطبيقا للإجراءات الاحترازية الصحية، أعقبتها ندوة حضورية وافتراضية نقلت عبر الوسائط المتعددة أدارها الدكتور عمر عبدالعزيز، وقامت بتقييم الأعمال المشاركة الناقدة السينمائية والتشكيلية الدكتورة أمل الجمل .
وانتهى السمبيوزيوم بتوزيع شهادات التقدير والمشاركة على الفنانين والفنانات، وقام بتقديم الشهادات الدكتور عمر عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي العربي، وإبراهيم سعيد بطي مدير النادي الثقافي العربي، وعلي أحمد المغني نائب رئيس مجلس الادارة.

"أكف" تابعت السمبيوزيوم بفعالياته المختلفة، واستطلعت آراء وتجارب المشاركين :

 

 

 

 

 

 

الدكتور عمر عبدالعزيز (ناقد وفنان تشكيلي، رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي العربي) :

حول السمبوزيوم والهدف منه، قال الدكتور عمر عبدالعزيز "النادي الثقافي العربي منذ تأسيسه يهتم بالقضايا الثقافية المختلفة، ومن ضمنها الفنون عامة، والإبداع على وجه الحصر، وتوزعت هذه الفنون على مستويات متعددة سواء ما يتعلق بالفنون التطبيقية الخاصة بالأطفال،  أو فيما يتعلق أيضا بالفنون البصرية، من خلال المعارض والندوات والملتقيات وما إلى ذلك، ونتيجة للأوضاع الصحية الحالية والجائحة التي عطلت الكثير من الأشياء في عالم الثقافة نركز إلى حد كبير على العمل أون لاين".

وأضاف أن "اهتمامنا الحصري كان تنظيم سمبوزيوم، وهو عبارة عن مجموعة من الفنانين يقومون برسم تيمة أو موضوع معين أو موضوعات حرة، ثم يتم تعميم هذه الأعمال عن طريق الوسائط المتعددة، ويتم تناولها أيضا من خلال ندوة موازية، والهدف تنمية الوعي الجمالي إجمالا، وإظهار الأسلوبية في تعددها، فلكل فنان أسلوبه الخاص،  وتتعدد المدارس الفنية، وبالنسبة لي مشاركتي رمزية، لأني لا أمارس التشكيل كثيرا".

أوضح الدكتور عمر أن "النادي الثقافي العربي منذ تأسيسه بمبادرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسي ظل يمارس دوره الثقافي والابداعي والاجتماعي في آن واحد، وهذه الأدوار التي باشرها النادي على مدى سنين طوال أخذت في التصاعد الدلالي والمعنوي والكمي، ونحن نحاول ترجمة هذه التوجهات، بالمزيد من العطاء الفني والابداعي، وبالتالي ينظم النادي تلك الفعاليات بدون توقف".

حول العلاقة بين الفنون المختلفة، قال الدكتور عمر عبدالعزيز إن "الفنون كلها محفوظة بنفس البارومتر وبنفس المعيار، فالفنون البصرية والسماعية والكتابية تخضع لنفس القوانين العامة، وهذه القوانين منتظمة في إطار مايسمى علم جمال الشكل وعلم جمال المضمون، ويتفرع عنهما النقد الفني والأدبي بأنواعه المختلفة . على سبيل المثال الألوان المعروفة سبعة وهي ألوان الطيف، والموسيقى أيضا سبعة أصوات أو مقامات ، وأمام كل مقام موسيقي مقام لوني، ونرى نفس الدالة في الأحرف المختلفة، والأحرف في حقيقة الأمر ميزان هندسي وصوتي وبصري، هناك هندسة صوتية سماعية في هذه الأحرف، وفي هذه الكلمات، لذلك نستطيع القول بكل بساطة، أن الفنون إجمالا تخضع لنفس المعادلة المفاهيمية، ولكنها ضمن خصوصيات خاصة، ففي كل فرد خصوصية معينة، فإذا كان فن السينما على سبيل المثال يستقيم على وسيط فيزيائي هو الكاميرا وهو  وسيط تقني،  فإن المسرح يستقيم على وجود الركح أو المنصة التي يتواجد عليها الممثلون، والتشكيل يقوم على دالة اللون بدرجة أساسية، وما يستتبع هذا اللون ، والموسيقى، وهكذا دواليك، كل نوع من الفن لا يلغي التراسل الضمني بين الفنون المختلفة . نحن نتحدث على سبيل المثال عن غنائية بصرية، وتوقيع صوتي دلالي، أو موسقة للكلمات، وهكذا دواليك" .

وحول كيفية إيصال الفن التشكيلي للناس، قال الدكتور عبدالعزيز أن "الكل يتعامل مع الفن التشكيلي بطريقة غير مباشرة من خلال الفنون التطبيقية، ففي نهاية المطاف بيوتنا وملابسنا وكل ما نتعامل معه تخضع لميزان الألوان والتراكيب الفنية، وبالتالي نحن نتحدث فقط عما يسمى بالفنون الصافية، الفن التشكيلي بهذا المعنى يعني أنه لابد أن نعني بالفن التشكيلي والتيارات الفنية المختلفة، ولابد من تنمية الذائقة البصرية منذ المدرسة الابتدائية، لأن هذه الذائقة مقرونة بالرياضيات والخيال وموسيقى الوجود وبكل هذه الأبعاد".

وعن التوجهات الجديدة في الفن، قال الدكتور عمر أن "ثقافتنا التاريخية صادرة عن التجريد، والثقافة البصرية في أوروبا على وجه التحديد صادرة عن التجسيم، ونحن نعرف أن هذا التجسيم تمثل في اللينينية الأولى، حتى نحن في تاريخنا القديم الأولى في مصر واليمن وغيرها كان هناك تجسيد، لكننا بعد ذلك بدأنا في إطار مايسمى بعلم الكلام نتجه نحو التجريد أو نحو عدم التجسيد أو عدم التشبيه، وتبعا لذلك وصلت هذه المسألة إلى مدى كبير، لذلك نحن سدنة في التجريد والرمزية، والزخرفة، والنمنمة وغيرها ، لهذا السبب هنالك منطقة حقيقية بحاجة إلى ردم وهي منطقة الذهاب إلى التجسيم".

وأضاف أن "ذلك لايعني بحالة من الأحوال تقديس هذه المجسمات وهذه الأيقونات البصرية، ولكنه تماثل قوانين الطبيعة وتماثل ميزان الوجود، وبالتالي الأمر يتطلب رؤية مدرسية أسكولائية حقيقية جادة، لأننا حتى فيما يتعلق بالفنون البصرية التي تأثرنا بها على مدى قرن من الزمان كانت في الغالب ذات منشأ أوروبي بالمعنى المدرسي والأكاديمي للكلمة".

وحول ظاهرة الفنان الناقد، وكيف استفاد كل طرف من الآخر، قال الدكتور عمر، إن "هذه الأشياء تتواشج وتتراسل وتتقاطع سلبا وإيجابا في وقت واحد، إيجابية من حيث أنها تتكامل فيما يمكن أن يسمى بالتناغم الهارموني، وسلبية ربما لأنها تضع اشتراطات مقلقة إلى حد ما على الفنان المبدع، لأن عليه أن يكون له في كل معسكر قدم، أن يكون له علاقة بالموسيقى وعلاقة بالتشكيل،  وعلاقة بالسينما، وبالشعر والأدب، فهذه الأشياء تتطلب سعة أفق، ونوع من المكافحة الذاتية، حتى لا ينصرف إلى مجال بحد ذاته، لهذا السبب أعتقد أن هذين الوجهين يتكاملان، حالة التأرجح بين الجبري والاختياري، حالة ضرورية في الفن والثقافة على وجه العموم".

وعن السمات الخاصة بالتشكيل الإماراتي، قال رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي العربي أن "التشكيل الإماراتي له علاقة بالبيئة، وهذه البيئة بحرية من ناحية، وبرية من ناحية أخرى، فللبحر أسراره، وللبر أسراره، وفي هذه البيئة تتبلور الروحية الخاصة في التعامل مع الزمن والمكان، فالعلاقة بين الزمان والمكان تمثل الرافعة الكبرى في أفئدة ووجدانات الفنانين والبشر على وجه العموم، ولهذا السبب الحنين دائما جزء أساسي من مكونات البشر، وهذا الحنين قد ينطوي على النوستالجية أحيانا، ولكنه قد ينطوي أيضا على مغالبة للذات، وما هو مكاني وزماني،  ولهذا السبب يصبح الفنانون قادرين على التعامل مع مختلف الظروف والتحولات".

وأضاف أن "التشكيل في الإمارات تأثر بالحالة المدرسية في العالم العربي، وهذا التأثر له صداه، حيث سادت الواقعية التعبيرية فترة من الزمن، وأيضا الحروفية التاريخية العربية الاسلامية، وما يستتبعها من زخارف ونمنمات، ونقوش وما إلى ذلك، وأيضا المدارس الأوروبية في أفق التجريب والترميز، كل هذه المسائل كان لها حضور في فن الإمارات العربية المتحدة، ولكن عند التحليل نتلمس ماهو خاص ومخصوص عند الفنانين، بالرغم من كل هذه التأثرات والمؤثرات كما هو الحال في أي مكان في العالم. البيئة المحلية والتاريخ الخاص المكون الأنثربولوجي الثقافي للبشر له أهمية بالغة وسيظل موجودا" .

وحول الفروقات الفنية بين لوحة المرأة ولوحة الرجل، قال الدكتور عبدالعزيز أن "الفن واحد من الناحية المدرسية، ولكن المسألة الوجدانية لها طبيعتها الخاصة، الوجدان الأنثوي مختلف إلى حد كير عن وجدان الرجل ، لهذا السبب الحالة الوجدانية عند النساء لها علاقة بالهارموني والتناغم، ولها علاقة بالتصالح أكثر، الرجال يميلون إلى التراجيديا والدراما والتضادات الحادة القوية، ولكن في النهاية عندما نتحدث عن الأدوات التعبيرية وعن وسائل العمل، كل وسائل العمل مشتركة، وكل المنهجية المدرسية مشتركة".

 

 

 

 

 

 

خليفة الشيمي (فنان تشكيلي وخطاط مصري) :

قال الفنان خليفة الشيمي "اتفقنا في النادي الثقافي العربي على الاجتماع مع رواد الفن التشكيلي في الإمارات، وتم اختيار نخبة من الفنانين من مواطنين وعرب، والحقيقة هذا اللقاء يثري الحركة التشكيلية في الدولة، ويعطي زخما أكثر للمزيد من الخبرات التي تنتقل الى أجيال أخرى من المبتدئين والمهتمين بالفنون التشكيلية".

وأوضح خليفة الذي ينتمي للمدرسة الكلاسيكية الواقعية، وحاصل على إجازات في جميع  أنواع الخطوط العربي ، إضافة إلى كونه متخصص في الفنون الاسلامية ، وينتمي إلى المدرسة الحروفية "أنا من أوائل الذين بدأوا عام 1980 في إنشاء جمعية الفنون التشكيلية الإماراتية، ومن يومها إلى الآن مستمرون في إقامة المعارض والورش والتجمعات واللقاءات".

قال الشيمي أن "الفن التشكيلي موجود في كل زمان ومكان، ولكنه يختلف من بيئة إلى أخرى ومن ثقافة إلى أخرى ، ومن مكان إلى آخر ومن فنان لآخر، ويعتمد في الأساس على نقل الخبرة  من شخص إلى آخر، من متخصص إلى متلقي، ومن هنا يبدأ  التحاور بين المتلقي والفنان الذي يعطي بأمانة، وإن لم يكن متخصصا فالأمور تضيع".

وأضاف أن "التشكيل في العالم العربي يرقى الى المستوى الأكثر من العالمية، لأن هناك طفرة على مستوى العالم العربي أجمع، من ناحية الفنانين والزخم الهائل من المتخصصين في الفن التشكيلي وأنواعه سواء الانطباعي أو الكلاسيكي أو التجريدي، وحتى النحت وما إلى ذلك".

وأبان الشيمي أن "الفن التشكيلي تراجع بعض الوقت بظهور قلة من غير المتخصصين، في أمريكا ظهر بعض الخارجين على القوانين، يفعلون ما يشاءون  من فن وتمثيل ومادون ذلك . تجدهم في الشوارع يقصون شعورهم بشكل معين، ولكن الفن التشكيلي الأصيل يبقى أصيلا، والفن الرائع  ذو المحتوى يجذب الآخرين".

وحول موقع الموهبة والدراسة في الفن التشكيلي، قال الشيمي أن "الفن التشكيلي شأنه شأن أي نوع آخر من الفنون موهبة، تصقل بالدراسة، ولكن لابد أن تكون لدى الفنان هذه الغريزة الإلهية، ولكن لابد لها من دراسة، الموسيقى تحتاج لدراسة، حتى قراءة القرآن الكريم تحتاج إلى دراسة، ربما شخص صوته جميل، ولكن لايجيد المقامات  والقراءات ، من هنا يجب التعلم".

وأكد أن "لكل فنان بصمته، وكل فنان يعبر عن شخصه، فأنا الآن ربما لا أوقع على اللوحة، ولكن لدي بصمة ، وهذه البصمة جاءت نتيجة خبرات طويلة، فأنا أعمل في هذا المجال منذ أكثر من 55 عاما، بدأت بالموهبة ثم الدراسة، والتعليم والسفر والاحتكاك بالأساتذة، والخبرات العالمية، والمعارض،  فلابد أن تخرج هذه البوتقة فنانا، ولكن رغم أن عمري يقارب السبعين لا أصف نفسي بالفنان، ولازلت أتعلم".

وقال الشيمي أن "اللوحة رسالة، تظهر في شكل حكمة أو نصيحة، أو شعار يقرأه الناس، ومعظم لوحاتنا تباع للأجانب لأنهم يرون فيها حكمة، وفي هذه الحكمة نوع من الإبداع الجمالي اللغوي ، الفكري الفني وما إلى ذلك" .

 

 

 

 

عبدالقادر المبارك (فنان تشكيلي سوداني) :

قال الفنان عبدالقادر المبارك أن "هذا السمبوزيوم يقام في ظل فيروس كورونا ، ليجمع الفنانين، ويستفيد كل فنان من الآخر، وهذه سنّة جميلة  للاطلاع على نتاج الفنانين بعد هذه الفترة من التباعد الاجتماعي".

وأبان أن "الفنانين السودانيين معروفون عالميا ، يقيمون في أوروبا والأمريكتين، ومنهم ابراهيم الصلحي، والفن السوداني له سمات خاصة، حيث ينطلق من القرآن الكريم ككتاب عربي، والبعد الإفريقي والاسلامي والعربي، ولأن الفنانين السودانيين درسوا في أوروبا فقد تأثروا بالفن الأوروبي".

وأضاف المبارك أن "الفنان يتأثر بالبيئة، لذلك البيئة تظهر في اللوحة السودانية الواضحة، ربما في  الألوان أو الزخارف، وقد تظهر في خطوط وأشكال مقتبسة من الحرف "، مشيرا إلى إمكانية معرفة اللوحة السودانية بسهولة بما تتضمنه من سمات .

وقال المبارك أن "موضوعاتي مختلفة، وهي مفردات تشكيلية تظهر في شكل الخط العربي والزخرفة الإفريقية، وهو نفس المزيج الذي شكل الصبغة السودانية".

وحول تقدم الفن التشكيلي في الغرب أكثر ، قال أن "السبب في التربية، في أوروبا يربى الطفل منذ المرحلة الابتدائية على الفن، هناك تذوق عام للإبداع،  هناك متاحف ومعارض على مدار العام، أما في العالم العربي يركض الناس وراء لقمة العيش، لذلك أصبح الفن التشكيلي فن الصفوة، من فنانين ومهتمين ونقاد أو أكاديميين".

وعبر عن أمله في أن تكون هناك متاحف ومجال مفتوح للناس للمشاركة، ويدخل الفن في حياة الناس، فيكون في الملابس والمصنوعات اليدوية، وتصميم وديكورات البيوت"، وقال "عندما يدخل الفنان في كل شيء سيشعر الناس بأهميته".

وقال المبارك أن "الفن في الوقت الحاضر تجارة واستثمار، وهذا باب كبير ، وهذا شيء إيجابي، البعض يشتري لوحة ليبيعها فيما بعد بسعر أعلى، هناك فنان لوحاته رائجة ، وعوامل أخرى تدخل في الموضوع مثل التسويق، هناك سمسار أول وسمسار ثاني"، مشيرا إلى أن الجاليريهات مفتوحة للتجارة والاستثمار وليس فقط للفن .

وحول توجهه الفني قال "لا أنتمي لأي مدرسة، وإن كان يمكنك تصنيف لوحاتي بالتجريدية، والتجريد موجود حتى في اللوحات الواقعية، القانون الذي يحكم اللوحة التجريدية موجود في كل المدارس، مثلا في تكوين وجه الانسان ، إذا رسمت وجه شخص ثم أضفت نظارة، أو قبعة، هذه عملية تجريدية، وكذلك اختيارك للملابس والألوان".

ويرى المبارك أن "مسميات الانطباعية أو الكلاسيكية أو التكعيبية جاءت لتوصيف عمل الفنان، فإن كانت أشكاله ثلاثية الأبعاد نسبوه للمدرسة التكعيبية ، وإن كانت ألوانه زيتية، يركز على الخضار سموه انطباعيا، أنا أركز بشكل أكبر على التوازن الذي يحكم اللوحة".

 

 

 

 

 

 

 

الدكتورة أمل الجمل (ناقدة سينمائية وتشكيلية مصرية) 

قالت الدكتورة أمل الجمل أن "الفن نبض المجتمع، ليس فقط من حيث القضايا التي يتناولها، ولكنه أيضا يعبر عن اللحظة الآنية التي ولد فيها هذا الفن،  كما يعبر عن الوضع الثقافي والسياسي والاقتصادي، من هذا المنطلق فإن الشارقة منبر للفنون العربية الأصيلة، وواحة يستظل بها المبدعون،  ومحطة مهمة لالتقاء الثقافات، وكل ذلك بفضل دعم صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، لأنه اهتم ليس فقط بالفن التشكيلي، أو الخط، ولكن أيضا المسرح، وكافة فنون وأفرع الثقافة الأخرى، وقام بدعمها بشكل مبهر" .

وأوضحت أن "السمبوزيوم فرصة جميلة لي لمعايشة ولادة مجموعة من الأعمال، يوجد فنانون تابعت أعمالهم من قبل، ولكن معايشة العمل أثناء ولادته شيء مختلف".

وحول الأعمال المشاركة قالت الدكتورة أمل، أن "لكل فنان له بصمة، حتى لو كان هناك تشابه في بعض ملامح الأسلوب، البدايات مختلفة، خط الفرشاه مختلف، وكذلك استخدام الألوان. مثلا الدكتورة نجاة حسن مكي، ومنى الخاجة، الإثنتان من أبرز الفنانات التشكيليات في الإمارات . دفعة واحدة، ولكن الدكتورة نجاة تهتم بالخط الصغير أو المنمنات، وبدأت من أسفل اللوحة. أما منى الخاجة فبدأت اللوحة من أعلى، وتعتمد على الفرشاة العريضة، بسرعة تملأ اللوحة، ولكن تعمل إيقاعا، الدكتورة نجاة تهتم بالتفاصيل وتبني اللوحة بالتتابع طبقة فوق أخرى، فتشعر عندها بالغنى اللوني. إلى جانب أنها تهتم جدا بالتراث . في أعمالها دائما وجود للمرأة، المرأة هنا ممتزجة بالتربة والأرض، كأنها تعبير عن تلاحم المرأة مع الكون".

وأضافت أن "الدكتور عمر عبدالعزيز روائي وفنان تشكيلي ومتصوف وعلامة، ورغم أنه درس الاقتصاد والعلوم الانسانية، يبلور لك كيف يدور الكون،  لديه أيضا احساس الفنان، وهو يتبع المذهب التأثيري الانطباعي، هنا لجأ إلى الواقعية التعبيرية قليلا لكي يتجاوب مع الجمهور، في هذا المذهب يعتمد  أكثر على الضوء ويحاكي الطبيعة وسقوط النور على الأشياء ليجذب الانتباه، بدأ باللون الأصفر الذي يمثل الضوء ثم أخذ يبني الأشياء الأخرى في اللوحة".

وأبانت الدكتورة أمل أن "الفنان تاج السر حسن خطاط له أسلوب مميز، حتى أننا نسمي أسلوبه بالأسلوب التاجي، وهنا أيضا الدكتور عبدالقادر مبارك الذي يعتمد على شفافية اللون، وهو ما يعبر عن وضوح التجربة وفي الوقت نفسه سحرها،  اللون عنده له سحر خاص، وهو لا يعتمد على التفاصيل، بقدر ما يعتمد على المشهد الكلي، يتركك لتعيش معه وكأن لوحته خليط بين الواقع والحقيقة، الحلم والخيال . أما الفنان خليفة الشيمي فيجمع بين تجربة التشكيل والخط، الفن والرسم، وهو أيضا يعتمد على الألوان، عندما تتأمل لوحته تعطيك إحساسا بالتجلي والتخفي، الرؤية فيها غير واضحة، وفي الوقت نفسه فيها تجلي وإبهار من نوع مختلف".

نجاة حسن مكي (فنانة تشكيلية إماراتية):

قالت الفنانة الدكتورة نجاة مكي أن "هذه المشاركة في حد ذاتها شيء كبير للفنان، فالعالم  في ظروف صعبة بسبب كورونا، وكون المسؤولين فكروا في إقامة هذا السمبوزيوم فهذا شيء رائع، خاصة مع مراعاة الإجراءات الاحترازية، فالفنان قدوة في اتباع التعليمات الصحية، وهذا يعود علينا جميعا بالشيء الإيجابي".

وأضافت أن "وجودنا في هذا التجمع بالنادي الثقافي العربي  مع فنانين من عدة جنسيات دليل على أن دولة الإمارات دائما تحتضن الإبداع، ليس فقط إبداع دولة الإمارات ولكن إبداعات الدول الأخرى، ووجودنا مع أخواتنا وأخواننا من الفنانين من العالم العربي يعطينا دافعا للانتقال إلى مرحلة جديدة بعد كورونا، والشكر للنادي الثقافي العربي على هذه المبادرة المتميزة في الوقت الراهن".

وحول المدرسة الفنية التي تفضلها، قالت مكي أن "لا مدارس فنية في العصر الحديث، لأن كل يوم تغيرات، والمدارس الفنية أصبحت نمطية، لأن العلم يتجدد في ثوان، والرؤية تتجدد، والأفكار تتجدد، ونحن مقبلون على عصر تكنولوجي غير محدود، نحن ننتمي للإبداع إينما كان" .

وأكدت أن "الفنانة الإماراتية وصلت إلى أعلى المناصب، والدعم الذي تقدمه للمبدعين يشجع أي مبدعة لديها فضاء يتسم للإبداع ، وهنا أشكر الشيخ سلطان بن محمد القاسمي على دعمه وتشجيعه للإبداع بمختلف جوانبه، ولا ننسى الدعم الذي أعطاه لنا صاحب السمو من بداية نشأتنا كفنانين في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية".

منى الخاجة (فنانة تشكيلية إماراتية) :

قالت الفنانة منى الخاجة "أنا ابنة الإمارات، لذلك ارتبطت مبكرا بالبيئة المحلية، ويهمني كثيرا تراثنا وهويتنا الإماراتية، بجانب القضية الإنسانية، أعمالي كلها تدور حول هذين المحورين. لذلك لا أنتمي لمدرسة فنية محددة ، وإن كان يمكن أن أقول أنني أنتمي لمدرسة البيئة ، في البداية وأثناء دراستنا الأكاديمية مررنا على عدة مدارس فنية كالواقعية والتجريبة وغيرها، ولكن لا توجد مدرسة معينة تقيدني، فأنا حرة أرسم بالأسلوب الذي أعبر به عن أفكاري".

وحول إبداع المرأة، قالت إن "المرأة لا تختلف في الابداع التشكيلي عن الرجل، الكثير من الفنانين جعلوا المرأة عنصرا أساسيا في أعمالهم، والمرأة كقيمة عموما ملهمة للكثير من الفنانين سواء كانوا رجالا أم نساء، ولكني أركز في لوحاتي على القيم الانسانية عامة ، والقيم التراثية خصوصا".

وترى الخاجة أن "الشارقة سباقة في الاهتمام بالنواحي الثقافية في جميع مجالاتها وخاصة الفنون، فنحن من الجيل الأول الذي بدأ من جمعية الشارقة، وحظينا باهتمام الشيخ سلطان بن محمد القاسمي الذي كان داعما كبيرا للفن في الإمارات، ويسجل للشارقة ذلك المنجز الكبير".

تاج السر حسن (فنان تشكيلي سوداني) :

قال الفنان تاج السر حسن "السمبوزيوم عودة طيبة للحياة والناس والتفاعل، الجائحة أبعدت الناس فترة طويلة، والنادي تعطلت نشاطاته كغيرها من الأنشطة الثقافية، هذه الورشة هي أول مناسبة يجتمع فيها التشكيليون مع المحافظة على التباعد الاجتماعي، وهذا لا يمنع أن يعود الناس إلى الحياة تدريجيا، لأن بغير ذلك لن يعيش الإنسان . الانسان لو غرق في الهلع والخوف يفقد روحه".

وحول عمله المشارك، قال "اخترت بيتين للشاعر بدر شاكر السياب هما : ( لك الحمد مهما استبد البلاء ومهما استمر الألم / لك الحمد إن الرزايا عطايا وإن المصيبات بعض النعم)، وهما من أجمل أبيات الشاعر، فيهما إيمانية عالية، وتناسب الوضع الصحي العالمي الطاري، كما أنها دعوة للتفاؤل وديننا يدعونا للتفاؤل، وتوكيل أمرنا لله ، والحمد، فبالحمد تزيد النعم".

وقال تاج السر "أنا خطاط ورسام حروفي، اللوحة عندي تعتمد على الكتابة، والكتابة العربية بها طواعية عالية جدا، الألف عامود رأسي، فيه أشياء كثيرة، لاحدود له، وفي الخط الكوفي ألف أخرى ، وثالثة بالديواني وهكذا ، وهذه كلها طواعية عالية في تشكيل الكتابة حروفيا" .

وأوضح أن "اللوحة الحروفية فن شعبي، كل الناس يمكن أن يمارسوه، يصلح للورش، أي شخص لديه مفردات الكتابة يستطيع أن يرسم الحروف ويلون حولها، وداخلها ، ويطلع بنتيجة تجريبية فيها تعبير داخلي، فن يصل المتدرب العادي بالفن واللون والفرش والسطوح المختلفة بدون خبرة سابقة".

وأكد أن "اللوحة الحروفية العربية دائما تحمل معنى، فلدينا نص وبذلك المضمون موجود،  أما المضون في اللوحة العادية يجب أن يشرحه الفنان، ومعالجة الموضوع هي التي تفرق بين الناس. بعد ذلك تأتي تجربة اللون وهي تكتسب بالممارسة والتعلم"، مشيرا إلى أن الفنان الدارس يعرف نتائج خلطة الألوان، وخفة اللون أو سماكته والنتيجة عندما يجف.

ودعا تاج السر إلى توسيع تجربة الفنون، وقال إن "اللوحة الحروفية إضافة للخط العربي وتيسير له،  فالفن الكلاسيكي يحتاج إلى دربة وتعليم طويل، ولكن الحروفية طريق ممهد يساعد الناس على التعبير عن أنفسهم".

وقال "أقمت العديد من المعارض، وكل أعمالي الخطية مبنية على نص، النص هو المحرك لي، وهو إما شعري أو ديني، والنص القرآني في الصدارة، ومن لوحاتي "إن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا" وهذه من لوحاتي الأثيرة ، وأيضا "سيجعل الله بعد عسر يسرا" ، وفي معرضي الأخير الذي افتتحه الشيخ سلطان القاسمي قدمت 60 لوحة حروفية ".

أحمد حيلوز (فنان تشكيلي ونحات أدرني ـ رئيس اللجنة الفنية بالنادي وعضو مجلس إدارة):

قال الفنان أحمد حيلوز "قدمت عملا تركيبيا رمزيا احتفاليا بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي الـ 49، يضم ألوان الأسود والأبيض والأخضر والأحمر والفضي والذهبي، كلها على شكل كتلة وفراغ، وتوجد رمزية لعلم الإمارات، وتحول الدولة من اليوبيل الفضي إلى الذهبي، وفيه إشارة إلى بناء المستقبل".

وحول السمبوزيوم قال "كنا نود اختيار 20 فنانا للمشاركة في السمبوزيوم، ولكن بحكم تعليمات التباعد الاجتماعي اخترنا حوالي 10 فنانين، وكل فنان له توجهه ومدرسته وتكنيكه الخاص، كل منهم قدم إبداعه في غضون ساعتين، وإنجاز كبير أن تعد عملا فنيا في لقاء".

وأوضح حيلوز أن "لدينا كفنانين وحشة فنية للقاءات، فكان هذا اللقاء الحميمي"، مؤكدا أن النادي الثقافي العربي دائما هو المنبر الثقافي الذي يحتضن في صالاته أجمل المعارض لخيرة الفنانين، منوها بوجود خطة لإقامة معارض قادمة، وبرنامج ثقافي مكثف، واحتفال قريب بيوم المرأة العالمي.

تاريخ الإضافة: 2021-06-03 تعليق: 0 عدد المشاهدات :491
2      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات