القاهرة : الأمير كمال فرج .

إندلعت المواجهات بين مئات من الشبب اللبناني الغاضب والشرطة اللبنانية المدعمة بالهراوات والأقنعة المقاومة للغازات ، بعد أيام من إنفجار مرفأ بيروت الذي وقع الثلاثاء الماضي ، وتسبب في وفاة أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 5 آلاف .

وشهدت العاصمة اللبنانية أمس ليلة ثانية من الاشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين غاضبين من أسلوب تعامل الحكومة مع الكارثة، ولم تفلح استقالة عدد من النواب والوزراء في تهدئة غضب المحتجين. وحاول المحتجون اقتحام المجلس النيابي وعدد من المقار الحكومية مثل وزارة الداخلية ، ولكن قوات الأمن المكلفة بحراسة هذه المقار تصدت لهم .

 ولجأ المتظاهرون إلى وسائل وتكتيكات تشبه الوسائل التي يستخدمها الشباب الفلسطيني ي الأراضي الفلسطينية المحتلة ، مثل إخفاء الوجه بالكوفية الفلسطينية، واستخدام المقلاع والحجارة في قذف الشرطة، واستخدام مضرب التنس لمواجهة القنابل المسيلة للدموع التي تطلقها قوى الأمن.

قال محافظ بيروت  مروان عبود إن من المعتقد أن حصيلة القتلى جراء الانفجار الضخم الذي ضرب العاصمة اللبنانية يوم الثلاثاء الماضي تفوق 200 شخص، وأوضح أن عشرات الأشخاص، منهم الكثير من العمال الأجانب، مازالوا مفقودين.

في الوقت نفسه، أوقف الجيش عمليات التفتيش عن الضحايا وإنقاذ الناجين في المرفأ، الذي كان مركز الانفجار.

ومنذ الانفجار، يعيش مئات الآلاف من اللبنانيين في منازل دمرت بشدة، كثير منها بلا نوافذ، أو أبواب، وبلا مياه أو تيار كهربائي، وحذرت وكالات الأمم المتحدة من حدوث أزمة إنسانية إن لم تصل لبنان مساعدات طبية وأغذية فورا.

وتعهد مانحون دوليون بمساعدات بقيمة 297 مليون دولار إلى لبنان، وذلك في قمة عُقدت عبر الإنترنت يوم الأحد، استضافها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وقال المانحون إن التمويل يجب أن "يصل مباشرة إلى اللبنانيين".

وقالت السلطات اللبنانية إن الانفجار كان نتيجة تفجير 2750 طنا من نترات الأمونيوم التي كانت مخزنة بطريقة غير آمنة في مرفأ بيروت لست سنوات.

وقوبل قرار الاحتفاظ بهذه الكمية الكبيرة من تلك المادة في مستودع قريب من وسط المدينة بحالة من الغضب وعدم التصديق من قبل عدد كبير من اللبنانيين، الذين يتهمون الصفوة الحاكمة بالفساد، والإهمال، وسوء الإدارة.

الصور من : Nabil Ismail-Photography Talks