تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



كورونا هزم أمريكا العظمي | مصطفي كمال الأمير


يوم لن تنساه أمريكا أبداً  في تاريخها القصير، حدثت فيه جريمة قتل جورج فلويد في مينيابوليس من شرطة ولاية مينيسوتا الأمريكية، اشتعلت بعده نار ثورة الإحتجاجات من السود والأقليات ضد العنصرية والظلم من دولة البيض الأوربيين، وتضامنت معها مدن أوروبا والعالم.
 
 وإنتقلت الاحتجاجات إلي فرنسا بعد أن أحيت قضية آداما تراوري الذي قتلته الشرطة هناك عام 2016 ، وعادت السترات الصفراء لشوارع باريس، وتحول بعضها الي حرق سيارات الشرطة وسلب ونهب للمتاجر والمولات التجارية.
 
العنصري ترامب كابوس ثقيل علي أمريكا بعدما قسم الشعب نفسه، حتي داخل حزبه الجمهوري ، حتي حرق الغاضبين منهم علم بلدهم، وربما ينقسم جيش أمريكا أيضاً ، لو ظل ترامب رئيساً لها ، يمكن انشقاق وحدات وأساطيل من الجيش الأمريكي الأقوي عالمياً.

بعد رفض مارك إسبر وزير الدفاع قرار ترامب نزول الجيش للمدن والشوارع لإخماد نار الاحتجاجات والاضطرابات العنيفة وانتقاد وزراء دفاع سابقين لأمريكا إدارة ترامب للأحداث المتدهورة التي ارتفعت للمطالبة بعزل ترامب .

بعد خسارته لدعم الميديا والإعلام الأمريكي من قنوات التلفزة والصحف حتي حليفته قناة فوكس نيوز لأول مرة في تاريخ أمريكا القصير، يقوم المواطنون الغاضبون بحرق علم بلدهم الولايات المتحدة في واشنطن أمام قصر الرئاسة في البيت الأبيض مقر الرئيس ترامب الذي طالب قبل ذلك بسجنهم وسحب الجنسية منهم، كما حطموا تمثال جورج واشنطون مؤسس الاتحاد الفيدرالي الأمريكي التي تحمل العاصمة الأمريكية الحالية إسمه، في مشهد شبيه بما فعله الأمريكان في تمثال صدام حسين في بغداد والعراق وتمثال القذافي في ليبيا.

وفي مشهد غريب عجيب قامت الشرطة الأمريكية بمطاردة مواطن أمريكي سيطر علي دبابة للجيش الأمريكي، ترامب الأهوج تصرف بغباء شديد أمام هذه التظاهرات السلمية في أغلبها بعدما وصفها بالمؤمراة، والمشاركين فيها باللصوص والغوغاء ومنظمة أنتيفا اليسارية، وأمر الشرطة والجيش بمواجهة الشعب الغاضب.

والدليل حدوث مظاهرة سلمية أمام البيت الأبيض واجهتها الشرطة الأمريكية بالخيول وقنابل الغاز والرصاص المطاطي، خرج بعدها ترامب للتصوير أمام كنيسة القديس جون رافعاً الإنجيل
أين منظمات حقوق الأنسان الدولية والمدافعين عن الديموقراطية، وقد رفض المتظاهرين خطاب ترامب، وحاولوا إقتحام البيت الأبيض أثناء إلقاء خطابه الأجوف.

عشرة آلاف أمريكي قبضت عليهم الشرطة في أسبوع واحد (ربعهم في لوس أنجلوس) من المظاهرات المستمرة في الولايات المتحدة زعيمة العالم "الحر" .

مع انتشار حيازة وتجارة السلاح في أمريكا( 400 مليون قطعة سلاح )، أكثر من عدد المواطنين في 50 ولاية أمريكية، أتوقع سقوط الآلاف من الضحايا من المدنيين الأبرياء في حال اندلعت الحرب الأهلية هناك. مع اتفاق الأفارقة الأمريكان سواء مسلمين أو مسيحيين وغيرهم من اللاتينوس والعرب الأمريكان علي ضرورة إصلاح نظام العدالة والقانون الأمريكي، وإحياء حلم مارتن لوثر كينج والذهاب لواشنطن في اغسطس القادم لمواصلة الدفاع عن حقوق السود .

وفي تصريح ناري من لويس فاراخان زعيم أمة الإسلام في أمريكا الي الرئيس ترامب " ليس لدينا مسدسات وأسلحة مثل الجيش، لكننا حصلنا على وعد من الله بالإنتصار في  معركتنا ".

ما هو سر التأييد الأعمي للبعض من أقباط المهجر للأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا وإمريكا، حتي للجماعات اليهودية هناك، رغم معاداتهم للأجانب وقوانين الهجرة في الغرب؟.

الشرطة الأمريكية قتلت جورج فلويد بولاية مينيسوتا، وأشعلت نار الثورة بكل الولايات الخمسين في أمريكا، مثلما حدث مع خالد سعيد في مصر  قبل ثورة 25 يناير 2011 ، أمريكا طباخ السم بيدوقه

الممارسات العنصرية في أمريكا من أفراد الشرطة البيض ضد المواطنين السود تماماً مثل عنصرية الإسرائيليين ضد الفلسطينيين العرب بعدما فرحوا بذهاب باراك أوباما وهيلاري كلينتون، لكن خلفهم ترامب ضم مدينة القدس لإسرائيل، وسرق ثروات عرب الخليج، ثم منع دخولهم لأمريكا.

إنهارت الصورة الوردية إذن التي قدمتها أفلام هوليوود عن نظام العدالة الأمريكي وتقديم ضباط الشرطة في صورة أبطال يحاربون الجريمة بكل نزاهة وشرف.

لم يصف إعلام الغرب حتي الآن ما يحدث بالربيع الأمريكي، كما وصفوا ثورات العرب 2011/2019 بالربيع والورود، بعد ربيع أمريكا من القادم ؟

العنصرية الأمريكية القبيحة في أبشع صورها، أجدادهم البيض سرقوا أرض قبائل الهنود الحمر، وقتلوا الملايين منهم لإحتلال قارة أمريكا، ثم استعبدوا ملايين الزنوج من أفريقيا السمراء، مات نصفهم في الطريق بحراً لأمريكا، وألقوا جثثهم في المحيط من سفن القراصنة وتجار العبيد، أمريكا ستكون حرة فقط عندما يحكمها رئيس أمريكي من الهنود الحمر سكانها الأصليين.

عيد استقلال أمريكا هذا العام الشهر القادم يوم 4th of july 2020، وبعد 244 عاماً من اتحادها ربما يشهد تفكيكها وسقوط ترامب بعد جنازة جورج فلويد ضحية الشرطة في مينيابوليس شرارة الأحداث الدامية التي بدأت بسبب تافه هو الشك في تزوير ورقة مالية فئة 20 دولار، لكنها دمرت اقتصاد أمريكا كلها.

أمريكا احترقت بنار الظلم والعنصرية والفقر والبطالة الزائدة بعد وباء كورونا، تم تخريب وحرق عشرات من سيارات الشرطة وحوادث سلب ونهب في ولايات أمريكا المغلقة منذ شهرين، مع 110 ألف حالة وفاة، واثنين مليون إصابة بكورونا.
 
وربما يتفكك الاتحاد الفيدرالي لخمسين ولاية شاسعة غنية بالموارد الطبيعية، لكن المهووس ترامب يهرب  للأمام بإشعال الحرب مع الصين علي خلفية وباء كورونا، لضمان إعادة انتخابه في نوفمبر القادم علي حساب منافسه عن الحزب الديموقراطي جو بايدن.

جريمة قتل جورج فلويد ليست الأولي في تاريخ أمريكا، لكنها ربما تكون الأخيرة، لقد كان وباء كورونا ومقتل فلويد مثل القشة التي قصمت ظهر راعي البقر الأمريكي.

تاريخ الإضافة: 2020-06-05 تعليق: 0 عدد المشاهدات :720
0      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات