القاهرة : الأمير كمال فرج.

منذ طرحها قبل عقدين من الزمن، ظل سيارة سمارت Smart الصغيرة  بشكل محير إلى جانب السيارات المهيبة التي تنطلق على الطريق السريع، بعد أن جعلتها شركة دايملر ملكة على الطريق، ولكن رغم ذلك كانت تحقق خسائر كبيرة ، الآن بدأت الشركة المالكة دايملر  في رهان جريء ، بتصنيع السيارة في الصين. 

ذكر تقرير نشرته وكالة Bloomberg أن "نماذج السيارات الذكية الجديدة ذات التصميمات الغريبة جاءت وذهبت، كما فعل المدراء الذين يجربون حظهم من شركة إلى أخرى؛ تغيرت الاستراتيجيات في كثير من الأحيان، ولكن ظلت سيارة سمارت ثابتة على مر السنين، وظلت الخسائر تتراكم"

مشروع مشترك

الآن تغير شركة دايملر الألمانية مرة أخرى إستراتيجيتها، حيث تتعاون مع مجموعة زيجيانج جيلي القابضة، أكبر مساهم فيها، لتأسيس مشروع مشترك لتحويل سمارت إلى علامة تجارية تعمل بالكهرباء في الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم.

 ستقوم شركة دايملر ببناء مصنع في البلاد وتبدأ مبيعاتها في جميع أنحاء العالم عام 2022 ، وقال يورجن بيبير المحلل لدى بنكهاوس ميتزلر في فرانكفورت: "يمكن القول أن هذه هي فرصتهم الحقيقية الأخيرة لحل مشكلة سمارت، وواضح أن دايملر لا تريد فقط السماح للعلامة التجارية بالانتقال بعد استثمار الكثير من المال على مر السنين، ولكن تريدها أن تدخل حلبة المنافسة"

رهان جريء

منذ إنشائها، كانت سمارت رهانًا جريئًا لشركة دايملر التي دفعت صانع السيارات إلى الخروج من منطقة الراحة التي تتمتع بها سيارات السيدان الكبيرة الموثوقة، حيث تم تصميم سمارت في الأصل بالشراكة مع شركة الساعات السويسرية سواتش ، وكان الهدف من سيارة المقعدين سكان المدينة الشباب الذين يبحثون عن بديل للتجول في جميع أنحاء المدينة.

لكن السيارة لم تحقق أبدًا التصور الذي وضعته شركة دايملر ، خاصة خارج أوروبا في أسواق مثل الولايات المتحدة ، حيث حافظت شاحنات البيك-جاز التي تستهلك الغاز والمركبات الرياضية على جاذبيتها التي لا يمكن التغلب عليها.

أسست شركة دايملر شركة سمارت في ألمانيا عام 1998 ، ثم نقلتها إلى الولايات المتحدة بعد 10 سنوات ، لكن العلامة التجارية لم تحقق هدفًا عالميًا أصليًا يبلغ 200 ألف عملية تسليم سنويا.

جزء من المشكلة أن سمارت كانت تكافح لتجد مكانة متميزة تحتلها، ولكنها بالنسبة لسيارة ركاب نفعية في المناطق الحضرية، كانت باهظة الثمن للعائلة، كانت صغيرة جدًا، وبالنظر إلى الإنتاج المنخفض نسبيا ، كان الإنتاج في أوروبا مكلفا للغاية، وكانت هناك بدائل مثل فيات 500 أو تويوتا أيغو ، أو بي ام دبليو AG ميني ، والتي - على الرغم من أنها أغلى ثمناً - قدمت للمستهلك حزمة من المزايا أكثر إقناعًا.

أدوات اختبار

على الرغم من الخسائر المتزايدة ، واصلت دايملر العمل وأصبحت شركة سمارت عبارة عن مجموعة أدوات اختبار معيارية لشركة معروفة بنهجها الدقيق في تصنيع السيارات.

قدمت شركة دايملر نسخة بأربعة أبواب كانت تعتمد على منصة شركة ميتسوبيشي موتورز ، ورغم أن طراز السيارة كان جريئا في التصميم، لم يأت طراز SUV السيارة الرياضية متعددة الأغراض أبداً إلى ثماره ، واستغرق تحقيق الهدف الأصلي وهو جعل العلامة التجارية كهربائية سنوات حتى يدخل حيز التنفيذ، بشكل عام ، لم تثبت العلامة الذكية مرونة كافية لاستيعاب مركبات الركاب الحضرية التي كانت الشركة تتصورها في الأصل.

الفرصة الأخيرة

عندما خرجت شركة دايملر بالجيل الثاني من السيارات الذكية منذ حوالي خمس سنوات - هذه المرة مع شركة رينو سا وطراز توينجو كشريك - وصفها بعض المحللين بأنها الفرصة الأخيرة لوضع العلامة التجارية على الطريق الصحيح.

دخلت شركة دايملر السيارات بقوة في خدمة مشاركة السيارات من خلال شركة Car2Go ، ولا تزال سياراتها تحظى بشعبية بين المتخصصين في المناطق الحضرية مثل خدمات التوصيل، أو الأطباء الذين يزورون المنازل في مدن تعاني من الازدحام مثل روما أو برلين.

ومع ذلك ، انخفضت مبيعات السيارات الذكية في الأشهر الأربعة الماضية ، إلى حوالي 7،854 سيارة في فبراير، وهو جزء صغير من سيارات مرسيدس بنز التي بيعت في نفس الفترة والتي بلغت 160،500 سيارة.

4 مليارات يورو خسائر

على العموم ، تكبدت سمارت حوالي 4 مليارات يورو (4.6 مليار دولار) من الخسائر ، حسب تقديرات بانكهاوس ميتزلر،  يقول المدير التنفيذي لديملر ديتر زيتشه إنه "بالنظر إلى 2.2 مليون سيارة سمارت في الشارع حول العالم، فإن العلامة التجارية تعتبر رائدة في التنقل الحضري" ، وفقًا لما جاء في بيان صدر يوم الخميس.

كانت المساهمة الرئيسية لشركة سمارت في شركة دايملر هي المساعدة في تعويض انبعاثات مستهلكات الغاز عالية الهامش مثل S-Class سيدان وسيارة AMG GT الرياضية.

تنتج سيارة الطرق الوعرة من الفئة- G ما يقرب من ثلاثة أضعاف ثاني أكسيد الكربون مثل
 سمارت ForTwo ، مما يعني أن مبيعاتها تقدم مساهمة مهمة في تلبية قواعد الانبعاثات على مستوى الأسطول.

دور جيلي

في أحدث عملية إعادة تشغيل لها منذ أقل من عام ، حولت شركة دايملر محركات الاحتراق للطرز الكهربائية التي ستبدأ الإنتاج عام 2020، والآن تحاول سمارت أن تجرب حظها مرة أخرى من خلال دفعة جديدة ، هذه المرة في الصين ، حيث تقول الشركة إنها سوف تقدم أيضا نماذج لشرائح السيارات الكبيرة.

يمكن لشركة دايملر الاعتماد على مساعدة جيلي لإيجاد موطئ قدم أقوى في آسيا، خاصة بعد أن اشترى رئيس مجلس إدارة جيلي لي شو فو  حصة بقيمة 9 مليارات دولار في دايملر العام الماضي.