القاهرة : الأمير كمال فرج .

يخضع مذبح إيسنهايم ، الكنز الفني في متحف أونترليندن في مدينة كولمار الفرنسية للترميم الكامل لأول مرة في تاريخه، حيث يتم إعادة تأهيل التماثيل وتنظيف اللوحات وترميمها، باستخدام مادة خاصة في الترميم، وكانت النتائج الأولى مذهلة.

ذكر تقرير نشره موقع culturebox أن "خبراء الترميم يعملون بصمت، وبتركيز تام، على ترميم مذبح إيسنهايم  في متحف أونترليندن، ويستخدم مرممو لوحات الفنان ماتياس غرينوالد الثلاث مسحات "محلية الصنع" بحذر لإزالة طبقات الورنيش المتراكمة على مر القرون".

وقال المرمم إيمانويل بونشيني أن "عملنا يتطلب الحذر الشديد، فمن الضروري تنظيم الحركة على العمل، ودراسة وقتها، ووقت الإزالة، والتأكد من كشط الورنيش بشكل صحيح، فهذه تدخلات لا رجعة فيها".

مذيبات خاصة

الخطأ في الترميم غير مسموح به، لذلك تم اختبار مذيبات خاصة في نوفمبر ، والتحقق من جرعاتها من قبل مجلس علمي، وسرعان ما عادت الألوان الأصلية للوحات ماتياس غرينوالد للظهور كما كانت منذ خمسة قرون، وهنا تتجلى الخبرة، ويتم العمل تحت رقابة صارمة.

يقول مدير متحف أونترليندن في كولمار، "بدأت عملية الترميم للتو وأصبح التباين مذهلاً بالفعل".

إعادة اكتشاف

رغم إختفاء بعض التفاصيل، كان الترميم بمثابة إعادة اكتشاف كاملة للعمل والألوان وأيضا العديد من عناصر التكوين، وايضا إعادة إكتشاف للفنان ماتياس غرينوالد ، يقول أنتوني بونتابري ، وهو مرمم أيضًا: "تراكم طبقات الورنيش على بعضها البعض لقرون جعلها تتأكسد. لقد أصبحت مقاومة للغاية ، وهو ما أخفى بعض الأجزاء".

نحت ورسم

يقع مذبح إيسنهايم أو إيزنهايم تحفة فنية صنعت بفنون النحت والرسم بواسطة الفنانين نيكولاس أوف هاغينو وماتياس غرونيفالد في الفترة من 1512 و1516.

غرونيفالد رسام ألماني يعتبر أحد كبار الرسامين الألمان في عصره وعني بتصوير الموضوعات الدينية وبخاصة ما اتصل منها بالبعث وبصلب المسيح ، بحسب العقيدة المسيحية ـ  لم ينعم بنفوذ عريض في حياته وسرعان ما نسي طوال قرون تلت وفاته.

يتكون مذبح الكنيسة من عدد من اللوحات المطلية التي تدور حول جسم مركزي مصنوع من المنحوتات، وهو يتميز بمشاهد دراماتيكية غير عادية ، واستثنائية للغاية في وقتها، ويظهر العمل الفني لقطات عن تاريخ السيد المسيح وصلبه ـ بحسب العقيدة المسيحية ـ  وغيرها من المناظر الدينية.

حداثة مذهلة

فتنت الحداثة المذهلة للعمل العديد من الفنانين الفرنسيين والأجانب ، بما في ذلك الرسام الياباني إيتسوكي ياناي ، الذي أمضى أكثر من 20 عامًا في نسخ اللوحة الأصلية ، أو جيرارد تيتوس كارميل الذي تحدث منذ فترة طويلة عن المذبح خلال سلسلة من اللوحات بعنوان "Grünewald Suite".