يصف هذا المفهوم الفرد علي انه كل موحد. اي من خلال العوامل المختلفة وليس ككائن بيولجي له خصائص جسمية ونفسية واجتماعية وانما وروحية ايضا.
لان الشخصية هي ذلك النظام التكاملي الديناميكي الذي يميز الفرد. وتتكون من التفاعل المتبادل والمستمر وسط بيئة مادية اجتماعية. ولقد اسهب علماء النفس في الحديث عن الشخصية السوية بدءا بفرويد ويونج وليس انتهاء بـ maslow و mittelman.
فقد وضع الأخير في العام 1990 وصفا تفصيليا للشخص السوي يمكن ايجازها في الآتي:
1/ لديه شعور كافي بالامان
2/ لديه درجة معقولة من التقويم والاستبصار.
3/ لديه اهداف واقعية في الحياة
4/ متصل بفاعلية في واقعه
5/ لديه ثبات في شخصيته
6/ يتصرف بتلقائية وانفعالية مناسبة
7/ لدية القدرة علي اشباع رغبات الجماعة التي ينتمي اليها
8/ يشبع رغباته الجسدية دون مبالغة
هذا ثبت واحد من مبار علماء النفس المعاصرين. ونظرا ليقيني ان المتصوفة الحقة يدركون آفات وكمالات النفس الانسانية اكثر من هؤلاء العلماء بالف مرة ولا اريد احالتك الي كتبهم حتي لا اشق عليك فقد آثرت نقل الاسباب التي تقف خلف فساد الشخصية لاحدهم.
ان هؤلاء المشايخ ينظرون لاعمال النفس من باب الفضائل والرزائل.
وذو النون المصري الذي عاش بالقرن الهجري الثالث سبق هؤلاء العلماء في تحديد اسباب فساد الشخصية اذ اجملها في الآتي:
1/ ضعف النية بعمل الآخرة
2/ انماس البدن في الشهوات
3/ غلبة طول الامل ونسيان قرب الاجل
4/ ايثار رضا المخلوق علي رضا الخالق
5/ اتباع الهوي ونبذ السنة
6/ الوقوف علي زلات السلف وترك مناقبهم
وتبعا لفرويد قوي النفس ثلاثة: الانا والانا الاعلي والالاهي. وظيفة الانا الاعلي الذي هو الضمير الضغط والكبت ووظيفة الالاهي النزوع الي المحرم والانا حائر بينهما.
هذه القوي الثلاث تعمل في مستويات ثلاث:الشعور والاشعور وماتحت الشعور. لقد اردت من ذكر ذلك اناشير الي الحقيقة التالية: فرويد ليس اول من تحدث عن اللاشعور بل سبقه الرواقيون والافلاطنيون المحدثون وكثير من الفلاسفة والمتصوفة.
المهم هو فهم ان الشعور هو حالة الانسان العقلية وقت اليقظة. وان البحث في اعمال النفس ومقومات الشخصية من منظور الفضائل والرزائل اصدق الطرق واقصرها في الوقوف علي الشخصية السوية. فسبحان من قال (ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها). وصلي الله علي من قال(اعدي اعداء المرء نفسه التي بين جنبيه)