تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



عصام أبوشادى يكتب : جنود ووحشة الليل


فى ليلة قارسة البرودة من ليالى الشتاء التى نعيشها الآن، وفى درجه حرارة قد تصل الى ما تحت الصفر فى صحراء مصر الحدودية، كانت سيارتنا تمخر عباب الصحراء، محملة ببعض الأفراد بعد أن أتموا إنجازا جديدا لبلدهم.
فى ليلة حالكة السواد مصحوبة برياح  باردة، وصقيع لم نتعود عليه، جعل الراكبين يتدثرون فى بعضهم البعض، بالرغم من تشغيل تكييف العربة، الا أن مجرد فتحه صغيرة من نافذة السيارة لزوم تغيير الهواء كفيلة بأن يشعر جميع من فى السيارة بتلك البروده التى غطت على تكييف السيارة، والكل يحلم بسلامة الوصول لكى يستقبل سريره، ويتدثر ببطاطين البيت كلها ، حتى تسرى الحرارة بأوصاله، بعد أن افتقدها فى تلك الرحلة الطويلة، والتى تعدت الـ 12ساعة، والتى بدأها مع أخر ضوء.

لم يكن أنيسنا فى هذا الطريق سوى أنوار السيارة، لكى تكشف الطريق ،فى وسط تلال من السواد على جانبى الطريق،لم نرى معالمه، يلف الصمت راكبى السيارة،الا من صوت مقرئ للقرآن يخرج من تسجيل السيارة،بعد أن استسلم الجميع للنوم إلا من بعض عيون شاخصة تراقب الطريق مع السائق، بعد أيام من العمل الشاق،فى ذلك الجو الصحراوى والذى يتميز بالبروده القارسة فى ليله الطويل .

وهناك بعيدا فى المدينة من يجلس بجانب المدفئة،ومن يجلس وبين طيات بطاطينه لكى تعزله عن ذلك الجو،ومهما كان جو المدينه،الا أن جو الصحراء يفوقه بكثير ولا يشعر به إلا من عاش بداخله.

كان أمبير السيارة نائما على الجانب الأيمن دائما، مع سائق شديد المهارة فى التعامل مع ذلك الطريق، ومع تلك السرعة وحبس الأنفاس إلا أنه يخرج بصعوبة عندما نشاهد على أنوار السيارة بعض الثعالب من ساكنى تلك الصحراء، وهى تعبر الطريق، حالة الجو تشعرنا بأن أطرافنا وهى داخل الحذاء على وشك التجمد، ووغزات البرد تضربها بالداخل.

لحظات ويعاود أمبير السيارة فى التقلب على جانبه الأيسر،وتتهادى عجلات السيارة ،معلنه عن دخول كمين لقواتنا المسلحة،،وعلى ضوء السيارة ترى من بعيد أشباح وقد تجهزت للقائنا،فى حين أن تفكيرنا،يدل على انا هذا الكمين سيكون مفتوحا،فحاله يدل على هذا،ومع هذا الطقس الصحراوى شديد البرودة، فلن نجدا أحدا به،،من تلك الأشباح التى رأيناها عن بعد، رويدا رويدا والسيارة تتهادى بين حواجز الكمين،وضحت لنا جليا وجوها بشرية تعلوها الابتسامة، هؤلاء الأشباح ماهم إلا جنود مصر بملابسهم العسكرية.

توقفت السيارة تماما،وعلى استحياء من هذا الطقس البارد،اضطررت لفتح زجاج السيارة،ومع فتحه شعرت بتجمد وجهى،حيث تقدم إلى جندى من جنود مصر،ليسألنا عن هويتنا ،وبالرغم بوجود تصاريح المخابرات العسكرية،الا أنه أراد التحقق من شخصيتنا من خلال البطاقات الشخصية، ثم لحظات قامت أشباح قواتنا المسلحة بتفتيش السيارة، وكذلك المتعلقات الخاصة بنا.

هذا للتأكيد على أنهم يراعون ضمائرهم فى العمل المنوط لهم، وهو حفظ مصر من الأشرار، وأثناء تفتيش السيارة، كان حوارى مع المقاتل الذى يحارب الشر ويحفظنا منه، وكذلك يحارب الطبيعة التى لم ترحم وجوده، كان وقوفه فى هذا الصقيع وإن كان يرتعد منه بداخله، الا إنه أمامنا كان أسدا، لا تخلوا الابتسامة من على وجهه اثناء حديثنا،وبعد الثناء على مايقومون به من تأمين،،كان سؤالى له  على سبيل المداعبة ،كيف حالكم فى هذا الجو،،؟، فكانت الإجابة بنفس المداعبة، والابتسامة، أننى أرتدى دولاب أمى كله، ولكن مافيش فايده من البرد.

هكذا كانت إجابة هذا المقاتل الذى يقف فى هذا الجو البارد، حتى  انتهوا مما هم مكلفين به، ففتح لنا الكمين داعيا لنا بسلامه الوصول، ومصحوبا منا بدعواتنا اليهم أن يحميهم الله، كما هم يحمنوننا.

كان لسانى يقول لكل من يسب جيشنا، ولكل من ينام فى سريره والدفء يسرى فى أوصاله، ومع ذلك يشتكى منه، ليتكم كنتوا مكاننا لكى تروا بأعينكم، أن هناك من يسهر عليكم فى هذا الجو البارد، لكى تنعموا أنتم بالدفء والأمن.

 أقولها لكل شاب وشابة يعارضون بلدهم، أقولها لكل حزب يريد أن يتاجر بأفكاره الحجرية فى محاربه وطنه،،إننا فى حالة حرب،ولكنكم لا تشعرون، هناك الكثير والكثير مثل هؤلاء الجنود يقفون فى هذا الجو، يسهرون ويتحملون فوق طاقتهم، ما لا يستطيع بشر من أمثال هؤلاء الغوغاء الذين يريدون شرا بهذه البلد، أن يتحملوه، تحية لكل المجهولين الذين يسهرون على أمننا وراحتنا ودفئنا، وسحقا للذين يشعرون بهذا الدفء،ولكنهم لايعلمون، من أين جاء اليهم، تحية لجيشنا العظيم، وتحية لمصر والمصريين الوطنيين، وتحيا مصر رغم أنف الحاقدين، ومصر للأمام أيها المحبطون، فلا تفقدوا الأمل في ذلك، لأن الخير قادم اليكم وبأسرع مما تتخيلون .

هذا ما تم مع كاتب تلك السطورفى رحلته أمس.

تاريخ الإضافة: 2016-12-31 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1194
2      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات