تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



الشوربة والزبادي | الأمير كمال فرج


إنبرى الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر في اتصال مع برنامج تلفزيوني يقدمه الاعلامي وائل الإبراشي في الدفاع عن الأسلوب الراقص، الذي صورت به أغنية "بشرة خير" التي قدمها الفنان الإماراتي مصري الهوى حسين الجسمي، وهو الأمر الذي انتقده هاني شاكر، وآخرون .

موضوعي الآن ليس الأغنية التي نجحت نجاحا باهرا، ورقّصت العالم العربي بإيقاعاتها وكلماتها المتميزة،  ولكن هاجسي الآن هو "الضيق بالنقد"، وهي الظاهرة التي برزت في السنوات الأخيرة كإحدى تداعيات ثورتي 25 يناير 2011، و30 يونيو 2013 ،  وما شهدتهما مصر في أربع سنوات ماضية من مؤامرات وإحباطات، وإرهاب، وتوجس، وتخوين، ومخاطر حقيقية.

أعترف أن مصر شهدت في هذه السنوات أهوالا، أخطرها المؤامرة القطرية الأمريكية التركية لتركيع المحروسة، وهي المؤامرة التي شارك فيها ـ بحسن نية أو قصد ثوار، وإعلاميون، ونشطاء، وخونة، وعملاء، ومتأمركين، والتي أجهضها جيش مصر العظيم.

ما لاقاه الشعب خلال عام من حكم الإخوان من تمييز، وأخونة، وفرعنة،  جعل الشعب ـ بعد التحرر من الفاشية الدينية في 30 يونيو ـ يعيش في حالة مستمرة من "التوجس"  . التوجس من كل شيء، وكما يقول المثل "اللي يتلسع من الشوربة ينفخ في الزبادي".

لقد أصبح المصريون بصراحة ينفخون في كل شيء، خوفا من عفريت الخيانة، والعمالة، والإرهاب العابر للحدود، حتى النقد الأدبي والفني أصبح مصدرا للتوجس، فربما هناك مؤامرة خلفه.

 بالطبع أقدر الدوافع النفسية وراء ذلك، فقد كان الخطر عظيما، فلو نجحت المؤامرة ـ لاقدر الله ـ لوقعنا في الحرب الأهلية، والإرهاب، والتقسيم، وتشرد لاجئين في بلادالله كما حدث لشعوب مجاورة.

للثورة مزاياها، ولها أيضا عيوبها ، من هذه العيوب أننا أصبحنا نضيق بالنقد، ونخاف منه ونتوجس، نرفضه حتى قبل الاستماع إليه . اتضح ذلك في مجالات عدة، ولعل أحد أمثلته تباري زميلنا الشاعر في الدفاع عن "بشرة خير" رغم أن النقد كان موجها لـ "تصوير" الأغنية المسؤول عنه المخرج، وليس "الكلمات" التي كتبها الشاعر.

استفزني الأمر، وخاصة تراجع الفنان هاني شاكر آثرا السلامة،  فعدت إلى الأغنية، فاكتشفت لأول وهلة أن النقد الذي وجه لـ "كليب الأغنية" سليم، فالأغنية رغم جمال الكلمات واللحن إلا أن المخرج جانبه الصواب، وأسرف بل تطرف في "حكاية الرقص" فاهتز العمل . وهذا ماقاله هاني شاكر والآخرون .

لا أعترض على "مبدأ الرقص" وحالة الفرح والابتهاج التي ركز عليها المخرج .. لا أعترض على جعل كل من ظهروا بالكليب يرقصون، فالرقص ممارسة إنسانية كالكلام والبكاء والضحك، يمارسه الجميع الكبير والصغير ، الغنية والفقيرة. الرقص تعبير عن البهجة، والفرح، والسعادة . وهو ما نرحب به، بل ونشجعه ، خاصة بعد أربعة سنوات ومن الهم، والغم، والكرب العظيم .

ولكن المخرج قدم في الكليب عددا من النماذج الراقصة خرجت عن الرقص إلى ما يصفه التعبير الشعبي "المرقعة" ، وهو ما شوه الحالة العفوية الراقصة العامة التي قدمها العمل .

النقطة الأخرى استنساخ المخرج لحكاية "اليفط" التي يحملها المشاركون في الكليب، والتي تحمل كل منها كلمة أو عبارة إيجابية ، وأعتقد أن هذه "الحركة" شاهدناها في أكثر من كليب، أتذكر منها "لو بتحبو البلد دي" لمحمد الرفاعي، وهي فكرة مدرسية ضعيفة في الأساس، تذكرنا بدروس محو الأمية، وجاء تكرارها هنا ليشير إلى فقر الإبداع في العمل.
أكرر أن ما يعنيني ليس الأغنية، ولكن "رفض النقد" والتوجس منه .. يحدث ذلك كما رأينا في الأدب، والفن، ويحدث أيضا في السياسة، حيث تبرز ظاهرة رفض "النقد السياسي" وهو ما يصطلح عليه بـ المعارضة".

أعذر المصريين كما قلت ، لأن ما تعرضوا له خلال الأربعة أعوام الماضية يشيب له الولدان . ولكن كلي أمل أن نخرج من هذه الحالة اليائسة قريبا، ونعود كما كنا نرحب بالنقد ونشجع عليه . لأن النقد عامل أساسي لتطور الأدب، والفن، والسياسة .. عامل أساسي لتطور الحياة.

تاريخ الإضافة: 2014-06-15 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1332
0      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات