تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



انسحبوا أو موتوا | الأمير كمال فرج


لم أكن أعلم أن أجازتي السنوية ستتحول هذه المرة أيضاً إلى عمل، وأن هذا الاسترخاء الجميل في ثلاثية الخضرة والماء والوجه الحسن سيتحول إلى نقاش وجدل وحديث ذي شجون.

 في دهب .. المدينة الفاتنة النائمة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط والتي حررها المصريون بقوة الحرب والسلام، وعلى الشاطئ المشجر الجميل استلقيت في جلستي الصباحية المفضلة شاخصاً نحو البحر، قطع تأملي أحد المصطافين الأجانب في الجلسة المجاورة وهو يمد يده بالكاميرا يستأذنني لكي أقوم بتصويره مع مجموعته فنهضت ملبياً، وبعد التقاط الصور سرعان ما تم التعارف بيننا لنصبح جلسة واحدة.

 بدأ التعارف وأثناء تعرفي على جنسيات الحاضرين صدمت أذني كلمة (إزرائيل)أي إسرائيل، فانزعجت لبرهة، ولم يكن هناك بد من مواصلة التعارف، كانت الفتاه اسمها (ميكي) وعمرها تسعة عشر عاماً، وكان الفتى اسمه (شاي) وعمره ثمانية عشر عاما، وهما يدرسان في إحدى مدارس إسرائيل.

 أبدت (ميكي) إعجابها بمصر والشعب المصري وأكدت حرصها على زيارة مصر والاستمتاع بمناطقها السياحية الخلابة، والغريب أنها قالت أنها تحب الشعب المصري أكثر من الشعب الإسرائيلي ..!!

 وعلى الرغم من الأجازة والجو الترفيهي الجميل وإصراري على نسيان هموم العمل لم أقاوم رغبتي في الحديث عن السلام .. القضية الكبرى بيننا وبين هؤلاء، فقلت لهم بالإنجليزية : ما هو انطباعكم عن السلام ..؟، فقالت ميكي: السلام شيء جيد للشعوب، فأردفت دافعاً بالحديث إلى بؤرة المواجهة: ولكنكم لا تريدون السلام وزعيمكم نتنياهو يتنصل من وعوده ويراوغ، فقالت ميكي: وماذا تقدم لكم إسرائيل لكي يتحقق السلام ..؟، قلت : الأرض .. نحن نريد السلام ولكننا نريد بلادنا التي قمتم باحتلالها، فقالت بصلف غريب : وأين نذهب نحن ..؟، فأردت عندها أن أزعق بغضب: اذهبوا إلى الجحيم، ولكني تمالكت نفسي وقلت: لا أعلم .. كل ما أعلمه أنكم قمتم باحتلال الأرض العربية غصباً وحتى يتحقق السلام يجب أن تعود الأرض.

تدخل صديقها (شاي) لكي ينقذها من مأزقها قائلاً: إن العرب لا يريدون السلام .. مصر تريد السلام ولكن العرب لا يريدونه، فقلت : إن مصر والعرب كل لا يتجزأ وهم جميعاً يريدون السلام، ولكن السلام المشروط بإعادة الأرض، فرد شاي متعللاً بلهجته المضحكة : ولكن (حزب الله) و(حماس) لا يريدون السلام ..، فقلت وقد أدركت حجم القلق الذي تسببه لهم هجمات هاتين الجهتين : إن ما يحدث الآن في الأرض المحتلة سواء من (حماس) أو غيرها هو مقاومة طبيعية للاحتلال، وحتى أقرب لهم المسألة أمسكت بالكاميرا الخاصة بي وقلت: هذه الكاميرا أملكها أليس كذلك ..؟، قالوا : نعم، فقلت : إذا قام أحدكم بالاستيلاء على هذه الكاميرا هل سأصمت، قالوا: لا، قلت : هكذا الأرض ، فنظر كل منهما للآخر ثم نظروا إليَّ نظرة متحدية ..!!

 وأردفت : لقد وقعتم مع العرب معاهدة للسلام وتعهدتهم فيها بالانسحاب من الأراضي التي قمتم باحتلالها، ووقع رئيسكم (رابين) على ذلك، فقاطعتني (ميكي) بغباوة سافرة : (رابين) إذ ديد .. أي (رابين) مات، فقلت : هكذا .. إذا مات رئيس دولة تتنصل الدولة من تعهداتها ..؟!، إن (رابين) كان يمثل إسرائيل، والدولة تحكمها نظم واتفاقات عالمية فكيف تقولون ذلك، لقد توفي الرئيس السادات فهل يحق لمصر بناءً على ذلك إلغاء معاهدة السلام ..؟! فصمتا ونظرا إلى بعضهما البعض في حيرة ثم نظرا إليّ نفس النظرة المتحدية ..!!
 
 كنت أظن أن الجيل الجديد في إسرائيل الذي يمثله هؤلاء سيكون أكثر تفهماً لقضيته وانسجاماً مع السلام، ولكني فوجئت بهم أكثر تعصباً وصلَفَاً، لقد ورثوا ميراثاً كاذباً يرددونه دون وعي أو منطق ومن هنا تكمن الخطورة.
وأدركت عندها أن المناقشة لن تنتهي ..، فهم يجيدون فن المراوغة والمناقشة لديهم لا تخضع لمنطق فقلت وقد زاد الضغط عندي :

(ميكي) .. (شاي) .. سوف أحملكم رسالة أرجو أن توصلانها، رسالة هامة جداً من الشعب المصري والعربي .. بلغوها إلى أمهاتكم وآبائكم .. إلى جيرانكم .. إلى البقالين والنجارين .. إلى كل الشعب الإسرائيلي ..، قولوا لهم : انسحبوا من أراضينا إذا أردتم السلام، فلا سلام ولا كلام بدون الأرض ..، قولوا لهم : انسحبوا من أراضينا ..: انسحبوا أو موتوا ..!!

 يا بلادي .. يا نخيلها الباسق .. ونيلها العاشق .. أهلي وعشيرتي ..، أطفالنا الصغار .. وصيتي لكم .. لا تنسوا .. دماء الشهداء ..!

تاريخ الإضافة: 2014-04-28 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1039
0      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات