تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



سلع معمرة | الأمير كمال فرج


أهم مشروع في حياة الرجل – في رأيي- هو الزواج، فبه من الممكن أن ينطلق مائة ميل إلى الأمام، وبه أيضاً يمكن أن يرجع مائة ألف ميل إلى الوراء، ورغم عدم إيماني بمقولة (وراء كل عظيم امرأة) وثقتي أن الإبداع – كما قال يوسف إدريس- رجل ، أرى أن للمرأة دوراً كبيراً في تهيئة الرجل للتقدم والنجاح.

أما الزوجة "المفترية" فهي قادرة ليس فقط على إعادتك للوراء، وإنما شطبك من الوجود نهائياً ، وتعبئتك في أكياس، أو – على الأقل – تصيبك بعاهة مستديمة كما فعلت المخبولة لورينا بوبيت(*) ، لذلك كانت الزوجة الصالحة من أهم نعم الحياة، وهي الرجاء الذي يطلبه كل الرجال.

 ومع أهمية وقدسية الزواج إلا أنني أرى أن نظام الزواج الحالي أفشل نظام اجتماعي على الإطلاق، بالطبع لا أقصد الزواج في حد ذاته، وإنما أسلوب الزواج، وهو يحتاج منا دراسة اجتماعية نفسية شاملة يقوم بها متخصصون، ففي عصرنا الحالي لا أجد أغرب ولا أعجب من تقاليدنا في الزواج، فبعد أن مات الحب وانحصر التواد، وطغت على الناس نزعة المادية القميئة . تحول الزواج من أحد فروع علم الاجتماع إلى أحد فروع علم الاقتصاد، وأصبح لا يفترق كثيراً عن التجارة الخارجية، أو الاستيراد والتصدير، أو سوق القاهرة الدولية، وأمامنا العديد من المظاهر على ذلك فوالد العروس يجلس أمام المتقدم لخطبة ابنته مشترطاً (شبكة) بكذا و(عفشاً) بكذا، والأم هي الأخرى تطالب بجميع الأجهزة فابنتها لا تقل عن أختها التي أحضر لها زوجها لبن العصفور ..!، وتنظر بامتعاض فأم العريس لم تحضر معها خاتم هدية كما حدث مع "فوقيه" ابنة جارتها أم فوقيه ..!!

 المثير للاندهاش أن هناك من الآباء من يشترطون أن يكون لدى العريس (حيازة) ومعناها أن تكون لديه أرض يملكها وإلا فلا ..!

والطريف أن هناك فئة من الآباء لا ترغب في تحديد شيء، ويقولون قولهم التاريخي (التقيل علينا والخفيف عليك)، فلا تفرح إذا قيل لك ذلك فقد أثبتت التجارب أن هذه الفئة من الآباء لا ترغب في الالتزام بشيء، ولا تنوي عمل شيء ومعنى ذلك أن العريس المنحوس (سيتدبس) في كل شيء ..!

ومن التقاليد الغريبة التي استوقفتني ولا أجد تفسيراً لها عند شراء الشبكة كتابة فاتورة الشراء باسم العروس رغم أن العريس هو الذي يدفع ثمنها عداً ونقداً ..!

 وتبالغ بعض المجتمعات في مطالب الزواج ومظاهره من فرح وولائم وهدايا للعروس ولوالد العروس ولأشقاء العروس وجيران العروس وابن أخت عمة البواب الذي يقف أمام عمارة العروس ! باختصار يكون العريس هو الضحية التي يفترسها الجميع .

فهل رأيتك أعجب من ذلك ..؟، لقد انتهى الزمن الجميل الذي كان فيه الاختيار هو أساس كل شيء، وانقرضت الكلمة المأثورة (إحنا بنشتري راجل) وحلت بدلاً منها (ألا أونه، ألا دوى، مين يزود؟)، و(تتفركش) الجوازة من أجل (حلة) رفض أن يحضرها العريس وتختفي الأغنية التي تقول (أنا هنا يا ابن الحلال، لا عايزه جاه ولا كتر مال باحلم بعش أملاه أنا سعد وهنا، أنا هنا يا ابن الحلال) وتغني ليلى نظمي (يا الفيديو في الجهاز يا نأجل الجواز).

 وتضعف فتاة اليوم أمام أول عريس (جاهز) فتتبادر – بكل برود- وتقول لحبيب القلب الكادح المسكين (I am sory) وليسقط قيس بن الملوح وابن أبي ربيعة وغيرهم من زعماء الحب العذري الخائبين ..!!

 وكانت النتيجة تأخر سن الزواج وعزوف الشباب عن الزواج نظراً لصعوبته، وعانت من هذه المشكلة حتى المجتمعات العربية الغنية، فعانت من تفاقم مشكلة عدم القدرة على الزواج والعنوسة ورافقت ذلك مشكلات اجتماعية خطيرة تعاني منها هذه المجتمعات، ولعلنا نقف على حجم المشكلة بالنظر إلى نسب الفتيات العانسات في الدول العربية، وقد قرأت مؤخراً أن عدد الفتيات العانسات اللائي فاتهن سن الزواج في مصر بلغ عام 1995 خمسة ملايين فتاة، فإذا كانت هذه النسبة في مصر فما بالك بالدول العربية الأخرى.

 اختفى الوعي بقدسية الزواج، ومضينا خلف (الفشخرة) الكاذبة وتجاهلنا تعاليم ديننا الحنيف والتي تؤكد على ضرورة تيسير الزواج، وليس أدل على ذلك من قصة الصحابي الجليل الذي زوجه الرسول صلى الله عليه وسلم ببضع آيات يحفظها من القرآن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلفه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) رواه الترمذي.

 وعندما جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الزواج، فسأله الرسول عما يملكه من مهر فقال: لا أملك شيئاً، فقال له الرسول الكريم (التمس ولو خاتماً من حديد)، وقال صلى الله عليه وسلم (خير النساء أيسرهن مؤونة).
إن مسئولية بناء أسرة ليس بالشيء الهين، ولا يجب أن تخضع لحسابات الربح والخسارة، فالمال لا يمكن أن يكون أساساً لبناء أسرة سعيدة، فهناك العديد من المقومات الأخرى وبدونها ينهار كل شيء، أما هذا الميراث القبيح الذي تحمله الأجيال فوق ظهورها فيجب أن يتبرأ منه الجميع ويلقون به من النافذة ..!!

 إنني أدعو إلى نسف نظام الزواج الحالي، وإقرار نظام جديد على المستوى القومي يعتمد على (الانتقاء)، وأقصد بالانتفاء أن يختار كل طرف الآخر بموجب دراسة نفسية واجتماعية تضمن توافق الميول والهوايات والعوامل المادية والاجتماعية، ومع احترامي للقدرية والعاطفة في هذا الموضوع. إلا أن هذا الانتقاء لو تم تعميمه سوف يساعد على توفيق العناصر المتجانسة في كافة العوامل مما يحقق سلامة الزيجة ويقلل احتمالات فشلها، وإذا اعتبر أحدهم هذه الدعوة تتنافى مع القدرية أقول .. أن الإسلام نفسه أقر هذا الانتقاء، ويتضح ذلك في الحديث النبوي الشريف الذي يقول (تنكح المرأة لأربع : لدينها ، وجمالها، ولمالها, ولنسبها, فاظفر بذات الدين تربت يداك).

 أما غلاء مهور الزواج وتكاليفه فإن علاجها في رأيي بيد الدولة لتقوم بحملة قومية إرشادية لتوعية الناس بمخاطر هذه الظاهرة ورأي الدين الصحيح بها، حتى لو استلزم الأمر إلزامهم بذلك، وأذكر هنا تجارب طيبة قامت بها بعض المناطق في بعض الدول العربية وفيها تم الاتفاق على تحديد المهور، فللثيب مهر محدد، وللبكر مهر محدد والجميع يلتزمون بذلك ..، إنها صورة من تكافل المجتمع الذي نسعى إليه.

أيها السادة .. هناك فرق بين الزواج والتجارة، والإنسان والسلع المعمرة.
فهل من عودة إلى الزمن الجميل ..!!؟
 ــــــــــــــ
(*) لورينا بوبيت : أمريكية قطعت عضو زوجها ، وبرأتها المحكمة!
تاريخ الإضافة: 2014-04-28 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1217
0      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات