تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



اليوم 12 ساعة | الأمير كمال فرج


 الوقت  آلة الزمن العجيبة التي تدور بها الحياة، الكمبيوتر أو الحسّابة التي تتحكم في كل شيء يولد ويموت، يبدأ وينتهي في هذا الكون، الوقت هو الفاصل الطبيعي بين نقيضين ، الحياة والموت، الجد والهزل، الصمت والبوح، إنه سلطان الحياة وسلطان الموت، به تشرق الشمس، ويذهب الناس إلى أعمالهم، ويضحك المشيب، ويتعاقب الفصول الأربعة.

 خلق الله منظومة فريدة، وجعل لكل شيء ميقات معلوم، ولمعرفة أهمية الشيء تصور لو لم يكن موجودا، تصور معي لو حدثت كل الظواهر في وقت واحد، وظهر الخريف والربيع والشتاء معا، تصور لو أشرقت الشمس وغربت في وقت واحد،  ولو تجمعت المراحل العمرية للإنسان في مرحلة واحدة، الطفولة والشباب والشيخوخة، إن اختلال الكون هو النتيجة الحتمية لذلك.

 جعل الله الوقت نظاما للحياة، وعندما خلق الكون جعل لكل شيء ميقات ووظيفة، يقول تعالى " والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم، لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر، ولا الليل سابق النهار، وكل في فلك يسبحون"
إنها الهندسة الربانية التي تجعل الخلق بشرا أو كائنات أو ظواهر يسيرون وفقا لهذا النظام الوقتي البديع الذي يدبره الله جلت قدرته.

 والوقت لا يموت، يبدأ وينتهي، ثم يبدأ مرة أخرى، تشرق الشمس ثم تغرب ثم تشرق في يوم جديد، وهكذا في متوالية عجيبة، والبشر يولدون ويموتون ويولد غيرهم ويموتون، وهكذا تستمر الحياة، وحتى بعد القيامة وبعد أن يرث الله الأرض ومن عليها، سوف يظل الوقت شاهدا على مراحل عدة أوعد الله بها عباده.

 منذ قديم الزمان وقف الإنسان القديم يتأمل الكون فلاحظ أن الشمس تشرق في موعد محدد، ثم تغرب في موعد آخر، وهكذا يحدث مع كل ظواهر الطبيعة كالربيع والخريف والشتاء والصيف، كل له وقته المحدد، فأراد أن ينظم حياته وفقا لهذه الظواهر العظيمة فاخترع آلة لحساب الزمن، فكانت الساعة الرملية التي تحسب الزمن بطريقة بدائية، ثم تتالت بعد ذلك الاختراعات حتى وصل الإنسان الحديث إلى الساعة الحديثة التي ترصد الوقت بالدقيقة والثانية.

 وحدد الإنسان العام كفترة زمنية عامة، وقسم العام الى فصول وشهور، وقسم الشهور إلى أسابيع، والأسابيع إلى أيام، والأيام إلى ساعات، والساعات الى دقائق، والدقائق إلى ثوان، حتى جاء العالم المصري العالمي الدكتور أحمد زويل،  واكتشف وحدة زمنية جديدة وهي الفيمتو ثانية، وأصبحت حياتنا جميعا تسير وفقا لهذا النظام الدقيق العجيب، ومع ثبات الوقت كنظام إلا أنه يتغير من بلد لآخر وفقا للعوامل الطبيعة الخاصة بكل بلد، لذلك يمكن القول أن الوقت هو الثابت المتحول.

 من هذا كله يتضح القيمة الكبرى للوقت، وتتأكد هذه الأهمية إذا نظرنا إلى عمر الإنسان القصير نسبيا، يقول مصطفى لطفي المنفلوطي "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، فانتهز الفرص فإنها تمر مر السحاب"، وأثبتت التجارب دائما أن الناجحين هم الذين أدركوا قيمة الوقت.

الوقت أهم من المال وأغلى من الذهب، فالزمن يأكل العمر والعمر أغلى مافي الحياة، وإذا علمت أن الانسان ينفق ربع عمره في النوم الذي يسمى الموت الأصغر في ظاهرة طبيعية لا مفر منها، فإن الوقت ستتضاعف قيمته.
بحسبة بسيطة سندرك أن عمر الإنسان قصير جدا، إذا حذفنا منه الوقت الذي يقضيه في النوم والمواصلات والأكل والعبث واللهو، إضافة إلى السنوات التي يكون فيها الإنسان تحت الإدراك، وهي الفترة من الولادة إلى الطفولة ، وحتى سن التكليف، يضاف إلى ذلك تراجع متوسط عمر الإنسان في هذا العصر نتيجة لعوامل مختلفة بيئية ونفسية.

 هذا كله يحتم علينا الاهتمام بالوقت والحرص عليه حرصنا على كنز ثمين، يجب على العلماء أن يعكفوا على دراسة السبل الكفيلة باختصار الزمن، وسائل المواصلات يجب أن تكون أسرع لتقليل الوقت الفاقد في الانتقالات والسفر، مصممو الآلات يجب أن يضعوا عنصر تقليل الوقت عند تصميم الآلات، علماء الاجتماع يعكفون على كيفية تقديم سن الإدراك لدى الأطفال بشتى الوسائل التربوية والاجتماعية، حتى الفنون يجب أن تواجه ذلك وتعتمد على التكثيف، المسلسلات الطويلة المملة يجب أن تتخلى عن "المطمطة"، الإعلام عليه أن يختزل المعلومات ويقدم المعلومة مباشرة ويودع "اللت والعجن"، يجب أن ننسف معا علوم البلاغة والفصاحة والخطابة ونلغي مصطلحات مثل "الانتظار" و"أوقات الفراغ"، ونتحدث بلغة جديدة، لغة "ما قل ودل" يجب أن نعلي من قيمة الوقت ونعتبر إهداره جريمة، لأن ذلك يعني إهدارا للحياة.

 نظام التوقيت اليومي والشهري والسنوي يجب أن يتغير، ليواكب إنسان هذا العصر بمشاكله وهمومه وشواغله، .. هذه المواقيت يجب أن تتغير، ونضع منها مواقيت جديدة، يجب أن ينقسم اليوم إلى يومين، ويصبح اليوم 12 ساعة، ونطلق على اليوم الصباحي اليوم الأول، واليوم المسائي اليوم الثاني، ونعدل أنظمتنا الحياتية تبعا لذلك.

سوف يصبح الأسبوع 14 يوما، ويصبح الشهر 60 يوما، والسنة 730 يوما، أعلم أنها فكرة فانتازية، ولكنها تستحق أن تناقش وتنفذ، لأننا لو نجحنا سيكون ذاك أهم انتصار للإنسان، انتصار ضد الكسل واللامبالاة والضياع والعبث.. انتصار ضد الزمن. .. اليوم 12 ساعة .. بهذا فقط يمكن أن يعيش الإنسان مرتين.

تاريخ الإضافة: 2014-04-17 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1266
3      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات