تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



خط الفقر | الأمير كمال فرج


 هناك دول تتمتع بمقومات معينة كالنفط والتعدين والسياحة، والرقعة الزراعية، ولكنها تفتقر إلى مقومات أخرى كالمياه والكهرباء والثروة البشرية، وهناك على العكس دول تتميز بالقوة البشرية، ولكنها تفتقر إلى مقومات أخرى.

وهناك دول تتميز بملايين الأفدنة من الأرض الخصبة الصالحة للزراعة، ولكنها لا تستغل هذه الثروة، فالعالم العربي مثلا 65% من الأرض الصالحة للزراعة فيه غير مستغلة، وهناك أخرى تعاني من عدم وجود الأرض أصلا فتضطر إلى ردم البحر لتوسيع رقعة الأرض ولو قليلا. كما توجد دول تعاني من زيادة عدد السكان، بينما توجد دول تعاني من قلة المواطنين لدرجة أن هناك مدينة غربية تشكو من أن مدرستها الوحيدة ليس بها تلميذ واحد، فلجأت إلى تقديم إغراءات للمهاجرين للإقامة بها لسد هذا العجز الكبير.

هناك دول تتميز بمناخ قاري حار يصلح لزراعة المحاصيل الاستوائية، وهناك دول أخرى تتميز بمناخ بارد جاف يصلح لزراعة المحاصيل التي تحتاج إلى جو بارد، كما أن هناك دول تتميز بموارد وفيرة للمياه، وهناك دول أخرى تعاني من نقص المياه العذبة، وتنفق الكثير على تحلية مياه البحر.

بل أنه أحيانا توجد وفرة غير طبيعية في بعض المقومات في بعض الدول ، يقابله نقص حاد في نفس المجال في دول أخرى، على سبيل هناك ولايات أمريكية لديها فائض في إنتاج القمح،  فتضطر إلى إلقائه في البحر لعدم وجود مستهلكين، وعلى النقيض هناك دول أفريقية تعاني من الجفاف، ولا يجد أبنائها أردب قمح واحد.

وبهذا المعيار سنكتشف أن كل بلد مهما كان مستواها المعيشي تلامس خط الفقر في سلعة أو جانب معين، فهي غنية في مجالات، وفقيرة في مجالات أخرى.

وهذا ربما كان أحد دوافع الاستعمار، فعلى مر التاريخ كان هدف الحركات الاستعمارية الاستيلاء على موارد الدول المستعمرة التي تتميز بموارد لا تتوفر لدى المستعمر، فالقمح كان سببا في احتلال فرنسا للجزائر والذي استمر 130 عاما، والنفط كان هدفا أساسيا وراء حركات استعمارية وحروب، منها الغزو الأمريكي للعراق.

الزيادة والنقصان يأتيان في إطار الاختلاف، وهو حكمة إلهية عامة، فلم يخلق الله مجتمعا كاملا، كما لم يخلق إنسانا كاملا، ربما لتتحقق حكمة من حكم الخالق وهي التعاون والتآذر بين البشر أفرادا ودول.

إن ثنائية الزيادة والنقصان هذه التي يتسم بها العالم تؤكد على حقيقة هامة، وهي أن كل مجتمع غني في أشياء، وفقير في أشياء أخرى، وهذا يحتم التكامل بين الدول لكي يسد كل طرف النقص الذي يعاني منه.

ومن هنا نشأ باب الاستيراد والتصدير ، كل دولة تصدر ما يكون بوسعها تصديره، وتستورد ما تحتاج إليه من سلع. ولكن التكامل الهدف الكبير من ثنائية الفقر والغني يجب أن لا يخضع للمعايير الاقتصادية أو الظروف أو الرغبة أو الإمكانيات، ولكنه يجب ان يكون هدف أساسي لجميع الدول.

التكامل يجب أن لا يقتصر على الاستيراد والتصدير والتبادل التجاري والتجارة البينية، لا يجب أن يخضع لأهواء الأمزجة وتوافقاتها السياسية والتكتلات والمحاور، ولكن يجب أن يكون نظاما شاملا للحياة.

وهذا النظام يجب أن توضع له الآليات التي تنظمه كنظام منظمة التجارة العالمية، وأن تؤسس قوانين وتشريعات عامة تنظمه، وأن يكون لهذا النظام قوة القانون.

وإذا تابعنا العلاقات الدولية سنلاحظ أن الخلافات السياسية دائما ما تعرقل التعاون الاقتصادي بين الدول، بل أن الخلافات تصل أحيانا إلى حد اتخاذ عقوبات اقتصادية ضد دولة معينة، ومثال للخلافات التي تعيق التعاون الاقتصادي مصر وإيران مثلا حيث تعرضت مصر الفترة الأخيرة إلى نقص في توريدات القمح الذي تستورده بسبب حرائق الغابات في روسيا، حيث تعد روسيا من أهم مصدري القمح لمصر، وترتب على ذلك عدم وصول الكميات المتفق عليها من القمح لمصر.

وعرضت إيران مد مصر باحتياجاتها من القمح، ولكن مصر رفضت، والسبب هو الخلاف السياسي القديم بين النظامين المصري والإيراني والذي بدأ  منذ ثورة الخوميني على الشاه، ونجاح الثورة الإسلامية في إيران.

أمثلة أخرى عديدة للخلافات السياسية ومنها الخلاف بين امريكا والبرازيل، وأمريكا وسوريا، وإيران وبريطانيا، كل هذه الخلافات تعيق عملية التكامل الاقتصادي الذي نطلبه، حيث يتعلق هذا التعاون الاقتصادي أصلا بمزاجية الأنظمة ومدى الانسجام بين الحكومات، وليس بناء على منهج أو مخطط اقتصادي.

مثال آخر العقوبات الاقتصادية التي أقرتها أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي ضد إيران بسبب برنامج إيران النووي المزعوم، وهى عقوبات ظالمة تؤكد أن السياسة دائما المحرك الأساسي في التعاون الاقتصادي بين الشعوب.

لا نريد أن يكون التكامل الاقتصادي مجرد شعار سياسي تستخدمه  الدول في مراحل معينة، دون أن يتحقق، كما كان شعارا بين مصر والسودان في مرحلة ما، نسيه الجميع.

ما نريده هو أن يفرض التكامل الاقتصادي العالمي فرضا على الدول، وأن لا تؤثر فيه الأمزجة أو الخلافات أو التكتلات السياسية، والسمات الثقافية كالدين والعرق واللغة.

التكامل يجب منهجا اقتصاديا عالميا يوفر احتياجات الشعوب الغنية والفقيرة، ويحقق الرخاء المعيشي للإنسان على هذه الأرض.





تاريخ الإضافة: 2014-04-17 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1018
0      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات